
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا جنـة قـام فيهـا الصائح الغرد
يشـــدو ومهجتــه بالوجــد تتقــد
يرجــو لأغصــانها ان تسـتقيم فقـد
مــالت ويوشـك ان يـودي بهـا الاود
رنــت لــدى الملأ العـالين صـرخته
وحــوله لـم يكـد يصـغي لهـا أحـد
مــاذا ينبــه قـومي كـي ألـم بـه
رحمـاك ربـي أكـلّ القـوم قد رقدوا
ويلاه ممــا أرى مــن حالــة بعثـت
حزنـي واخنـى علـى عيشي بها النكد
بملــء مقلـتي العـبرى علـى وطنـي
أبكـي فمـا لـي علـى مـا نابه جلد
يــا للرجــال مـتى شـينت طرابلـس
ولـو بأيسـر مـا فـي الـدين ينتقد
حـتى غـدا اليـوم يجري في مغامزها
أمـر الخنـا ولسـان النهـى منجمـد
والراقصــات تراهــا خيــر منتجـع
والمومســات تباعــاً نحوهــا تـرد
والجـاهلون رأوا مـا لـم يروه بها
قبلا فاصــبح لا يُحصــى لهــم عــدد
وكــان يعصـمهم فقـد المنـال وقـد
يعـدو علـى عصـمة الإنسـان مـا يجد
بطـيّ سـتر الحيـا قـد فسـروا خطـأ
حريـــة نُشـــرت اعلامهــا الجــدد
واسـتغذبوا السُم من أم الخبائث وا
لهفـي ومـذ وردوا حاناتهـا مـردوا
واصـبح الـدين امـراً يُسـتهان بهـذ
بلا نكيــر كــأن لــم يبـق معتقـد
مـا هـذه اللوثة السوداء بني وطني
وأيّ قلـــب غيـــور ليــس يرتعــد
اليـس هـذا مصـير الجهـل وا أسـفا
يــا أمــة للتقــى اســلافهم عمـد
هلا اصــــختم لأصــــوات اردّدهـــا
أن تنشروا العلم فهو الردء والسند
فمـا لكـم قـد لهـوتهم عن ندا وطن
بمثــل معنــى علاه لــم يطـف خَلَـدُ
كــانت مــدينتا الفيحــاء جامعـة
مــن الفضـائل مـا لـم يحـوِهِ بلـد
فضـــل وديـــن وإيمــان ومعرفــة
بــاللَه جـاد بهـنّ العلـم والرشـد
والحـزم والعـزم فيهـا كـان عزّهما
بقومنــا وكــذا العرفـان والمـدد
والعطـف والجـود والإيثـار شـيمتهم
والكــل عمّــا ســوى الاخلاص مبتعـد
وهكـذا الأمـر بـالمعروف كـان بهـم
كـالنهي عـن منكـر الأعمـال يُعتمـد
حثـوا مطايا الهدى طول الحياة ومذ
بـانوا رزحـن وضـاع الرحـل والقَتد
واخجلتــا إننـا نعـزى لهـم ونـرى
أخلاقهــم بيننــا تُجفــى وتفتقــد
ولّـت مـع القـوم إذ ولّوا كما سقطت
دمالـج قـد هـوى مـن بينهـا العضد
فلــو توارثهـا الأبنـاء مـا طُـويت
وقــد يجــدّد مجـد الوالـد الولـد
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).