
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أي قلـب يـا غريـب المنحنـى
ضـلّ منـي و يحكـم يوم النوى
هـل لـه يـا هل ترى من ناشد
هـل لـه مـن ناشد يا هل ترى
احــرق الـبين بقايـاه فمـن
لـي بـه وهـو رمـاد بالفضـا
كلمــا هبـت ريـاح الملتقـى
خلـت فـي أدراجهـا منـه هبا
إنمــا الـدهر لعمـري مولـع
بفـراق الالـف أو نقـض الوفا
وعــن العـذال لا تسـأل فمـا
آفـة العشـاق في الدنيا سوى
جهلـوا الحـب وقـالوا شـططا
ان فـي السـلوان للصـب شـفا
لـو يـذق مـن لامني مر النوى
لشـكى مـن بعـض مـا بي وبكى
لا أبيــت الليــل الا شـاكيا
كـرة السـهد علـى جيش الكرى
وإذا مـــر خيـــال طـــارق
منـك يـا مـي بـوهمي وانثنى
قـامت الحـرب لـك اللَـه على
سـوقها بيـن فـؤادي والجـوى
والاســى ويلاه مــن نيرانــه
قــوم الاضــلاع منــي وبــرى
ولقــد كــانت لعمـري قفصـا
لفـؤاد طـار فـي اجـو الهوى
مــا درى ان الهـوى اشـراكه
تقنـص الأسـد ومـن لي لو درى
يـا مهـاة العرب يحمي خدرها
فـي صدور البيد اطراف القنا
خلــع اللَــه علـى أعطافهـا
مـن برود الحسن أبهى ما برا
راقــبي اللَــه بصـب اضـرمت
للهـوى احشـاؤه نـار القِـرى
وافــاض الوجـد مـن أجفـانه
منهلا اواه لـو يـروى الظمـا
فعلـت عينـاك فـي الافلاذ مـن
قلبـه يـا مـي افعـال الظبى
كـم لهـا مـن رشـقات عنـدها
ضـاع ثـارى ولعينيـك البقـا
ليـت شـعري هـل لماضي عيشنا
عـودة تحيـى فـؤادي باللقـا
أنـا مـن تدرين لم يخطر على
قلبـه السـلوان او حب السوى
غيـر أني يا ابنة القوم فتى
يبــذل النفـس بتطلاب العلـى
حملتــه هــذه الـدنيا علـى
غـارب الغربـة يجتـاب الفلا
فـي ضـواحي الأرض أيامـاً وفي
حـاجر يومـاً ويومـا بالنقـا
تتشـاكى النـوق مـن اسـفاره
وتمـل الأرض مـن ضـرب الـبرى
ولحكــم الــدور أضـحى مثلا
مـا انتهى بالسير إلا وابتدا
فكــأني خــاطر مــا وســعت
دركَـه يـا سـعد افكار الدنى
فغــدت تجهــد فــي ترديـده
فمـتى يـا دهـر ينزاح الغطا
مـن لنائي الدار قد جار على
صـبره الـدهر فـولّى وانطـوى
والليـالي بعـض ما يلقى بها
مزعجــات طيّـرت نـوم القطـا
يتلّـوى الـدهر كـالافعى علـى
ضــعفه ينفــث مـن سـم الأذى
صــولج الاقــدار قــد صـيّره
كــرة يضــربها عـرض الفضـا
وامـاني النفـس قـد القينـه
في أقاصي الأرض يا تعس المنى
فـي فـم الاقطـار اضـحى مضغة
ورمـاه الـبين أنـأى مرتمـى
فـــإلى م وعلـــى م ومــتى
أيهـا التَسـيار تنشـق العصا
انكــد النـاس لعمـري عيشـة
عــائل مغــترب يشـكو الأسـى
لا يــرى مــن راحـم لا سـيما
فـي بلاد اهلهـا حـرب التقـى
جهلـوا الفضـل فعـادوا حزبه
وغـدا دينـا لهـم حـب الغنى
يـا خطـوب الـدهر قـرى فعسى
ان تقـر النفـس يومـاً وعسـى
وعلــى اللَــه تــوكلت فمـا
يبتغــى إلا إليــه المشـتكى
فهـو حسـبي وكفـاني ان أفـز
برضـاه وعلـى الـدنيا العفا
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).