
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا شــيب عجلــت علـى لمـتي
ظلمـا فيـا بن النور ما أظلمك
بــدّلت بالكــافور مسـكي ومـا
اضـواه فـي عينـي ومـا اعتمـك
مــن يقبـل الفاضـح فـي سـاتر
فهـــات ليلاي وخـــذ مريمـــك
غــرّك ان الشــيب عنـد الـورى
يُكـرم هـل في الغيد من اكرامك
نفّــرت عنــي غانيــات الطُلـى
ويحــك قــد اســقيتني علقمـك
دعــونني الشـيخ وكنـتُ الفـتى
أخرّنــي الــدهر الــذي قـدّمك
ونــال مــن حـولي ومـن قـوتي
جــور زمــان فــيّ قــد حكّمـك
سـرعان مـا اذبلـت مـن صـبوتي
بنــارك البيضــا فمـا اضـرمك
وشــدّ مــا لاقــت عيـوني فلـو
ينطــق لــي جفــن اذن كلّمــك
ورب لميـــاء منيـــع اللمــى
تقــول مــا اســقيه إلا فمــك
تخـــاطب البــدر لــدى تمّــه
جــل الــذي مــن غرّتـي جسـمك
فــرّت كمثــل الخشــف مـذعورة
لمــا رأت فــي مفرقـي مخـذمك
وصــارت النظــرة لــي حســرة
تقــول للطــرف افــض عنــدمك
ومـا كفـى يـا شـيب حـتى لقـد
فضــحت أســرار مــن اسـتكتمك
أيّ خضــاب لــم يكــن ناصــلاً
عنــك ولـو بالليـل قـد عمّمـك
فليــت ايــام شــبابي الــتي
أرقتهــا غــدراً أراقــت دمـك
وأنـت يـا ظـبي الحمى ما الذي
أغــراك بــالهجر ومــن علّمـك
مــا لبيـاض الـرأس حكـم هنـا
لكــن سـواد الحـظ قـد ألزمـك
لـو لـم يُغـر هـذا على لون ذا
لـم تجف ذا الشيخ وما استخصمك
مـا خلـت ان ترضـى بنقص الوفا
واللَـه مـن بالحسـن قـد تمّمـك
يـا رب مـا طـال زمـان الصـبا
كـــأنه طيــف ســرى وانهمــك
وهكــذا الايــام تُطــوى بنــا
ســبحانك اللهــمّ مــا اعظمـك
رضــيت يــا رب بمــا ترتضــي
فلا تخيّــــب مـــذنبا يمّمـــك
وانت يا شيبي خذ بي إلى التقذ
وى عســى الرحمــن ان يرحمــك
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).