
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علـى القـدم الجيلـي مرغـت وجنـتي
فزاحمــت أفـواه النجـوم ولا غـروا
هـو الغوث عبد القادر الفرد من به
قـد استمسـك الأقـوام بالسند الأقوى
هـو العلـم الخفـاق بالفضل والسخا
هـو الفلـك الأندى هو المنهل الأروى
أجـل رجـال اللَـه فـي منتدى العُلى
مقامـاً وخـذ منـي علـى ذلك الفتوى
تزاحــم وفــد العــارفين بنهجــه
سـراعاً ولـم يبلـغ لـه أحـد شـأوا
مــآثره فــي جبهــة الــدهر غُـرة
فلا ذكرهــا يبلـى ولا صـحفها تطـوى
فصـغ مـن معـاني مجـده جوهر الثنا
ودع عنـك ذكـرى مبسـم الرشأ الأحوى
ســليل بنــي الزهـرا وللّـه نسـخة
لقد قوبلت بالاصل في اللفظ والفحوى
بنــى للهــدى بيتـاً علـت شـرفاته
وصــين بعــز مـا اخـال لـه صـنوا
ومــد علــى عـرش الرسـوخ سـرادقا
كــأن علــى اعمـاد اطرافـه رضـوى
واوضــح فــي وعـر السـلوك طريقـة
غـدا كـل سـعي زل عـن نهجهـا لغوا
وخُـــصَّ بســـر لا يحيـــط بكنهـــه
وحقــك إلا عــالم الســر والنجـوى
وكــم رد للنهــج القــويم عصـابة
ولـولاه مـازالوا من الجهل في مهوى
إذا اسـتهوت الـدنيا فـؤاد مريـده
ببهرجهــا أو أوهمــت مرهـا حلـوا
وكــاد بــأن يهفـو لزخـرف حسـنها
علـى أنـه مـا من فتى يأمن الهفوا
تكنفــــه مـــن ســـره بحمايـــة
فاصــبح لا يخشــى عثـاراً ولا كبـوا
وان حــاول الـدهر اهتضـام نزيلـه
دحـــاه بعــزم لا يمــل ولا يضــوى
ويختطــف العــادي إذا هــمّ نحـوه
كمـا يخطـف البـازي بمخلبه الصعوا
امـام بـه تُزهـى المعـالي وتزدهـي
علـى أنـه لا يعـرف العجـب والزهوا
تخطــى بشـوط العـزم أعلـى مكانـةٍ
مـن المجـد أضـحى كل مجد لها تلوا
وجـــاد بحــب اللَــه جــل جلالــه
بنفـس عـن الاغيـار مـا برحـت خلوا
ففـاز بكـأس الانـس فـي حانة الرضا
وجـاز مقـام السـكر فارتشف الصحوا
وحلــق فــي أوج الـدنو إلـى مـدى
لقـد تركـت ما دونه في العلى محوا
واصــبح فـي بحبوحـة الوصـل راعـاً
ونـال مـن الاحسـان والفضل ما يهوى
أبــا صــالح عطفــاً علــي فـانني
اســير ذنـوب بلبلـت قلـبي الاهـوا
ومـا نلت من صفو اللذائذ في الصبا
سـوى حسـرات شـبن بالكـدر الصـفوا
وبــرد شـبابي قـد وهـى اذ رفـوته
بغيـر التقـى حـتى غـدا كلـه رفوا
فيّممــت يــا غوثـاه بابـك راجيـاً
بجاهـك عنـد اللَـه ان امنح العفوا
فلــو تلـو عنـي جيـد عطفـك سـيدي
فجيـد افتقـاري نحـو غيـرك لا يلوى
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).