
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أذكـر اخـواني عسـى تنفـع الـذكرى
وأرجـو بهم في العسر للوطن اليُسرا
ومــا هــي إلا همــة مــن كرامهـم
يشـقون فـي ليـل الأمـاني بها فجرا
فهيـا بنـي الفيحـاء للعم وانهضوا
بناصـره تسـتوجبوا الحمـد والشكرا
وغــذوا بهــا أبنــاءكم لحيـاتهم
فمـا عاش ميت الجهل مهما يطل عمرا
اقيموا صدور العزم واحتملوا الونى
فكـم راحـة فـي طيـه تشـرح الصدرا
وجـودوا ببـذل المـال فـي كل صالح
لأوطـانكم تجنوا بها الراحة الكبرى
وجــدوا لأحيــاء العلــوم فإنهــا
لبـالروح لا بالمـال يجـدر أن تشرى
بهـا تـدفع البلوى بها تبلغ المنى
بهـا تـدرك الدنيا بها تحرز الأخرى
بهــا ســبق الغــرب البلاد بشـوطه
ومـن عجـب ان لـم يسـر شرقنا فترا
فــان لــم يقــم أبنـاؤه بحقـوقه
فمـن ذا الـذي يرثي لمقلته العبرى
وهــل قـام مجـد الغـرب إلا بـأهله
وقـد قتلـوا الأيـام فـي كدهم صبرا
هـم القوم قد جدوا فنالوا وأوجدوا
فطـالوا وردوا عيـن حاسـدهم حسـرى
أقــاموا بأفعـال البخـار عجائبـاً
بهـا ذللـوا البحر المطمطم والبرا
وكــم أحـدثوا بالكهربـاء غرائبـاً
فتحســب ان الكهربــاء حـوت سـحرا
مناطيـدهم كـالطير تسـبح في الفضا
تحـاول فـي أوج السـماء لهـا وكرا
وأبراجهــم فـي الـبر تشـمخ رفعـة
كأسطولهم في البحر إذ يمخر البحرا
وقـد أحـرزوا كـل الصنائع فاجتنوا
متاجرنــا واسـتنزفوا مالنـا طـرا
وشـادوا كمـا شـاؤا لهـا من مصانع
بهـا استنزلوا شم الصعاب لهم قسرا
وبالشــركات استســهلوا كـل معجـز
تنـوء بـه الأفراد فاغتنموا الفخرا
وفـي كـل شـيء نحـن فـي حاجـة لهم
ولـو ابـرة فيهـا نخيـط لنـا سترا
غــدونا نبــاهي بالحـدود وليتنـا
قفونـا لهـم في بعض ما بلغوا أثرا
بنــي وطنـي مـا ذا التكاسـل كلـه
وما عذر من قد أحرز المال والوفرا
اتخشــون فقــرا بعــدكم لبنيكــم
أعيـذكم ان تسـلكوا الخطـة البترا
فمـا الفقـر كـل الفقـر إلا لمفلـسٍ
مـن العلـم مهما كان في ماله أثرى
ومــاذا الـذي يلهيكـم عـن صـنائع
تشـاد لهـا فـي الثغـر مدرسةٌ كبرى
تنـالون مـن خيراتهـا ريـع مـالكم
ويحيـى فقيـر بينكـم جـاع واستعرى
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).