
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخـا العرب نبّه قومنا العرب النجبا
فقـد طـال مـا ادعـو ولم أر من لبّى
يجيبـون داعـي اللهـو ايـان ما دعا
وان عوتبوا القوا على الزمن الذنبا
ويعـــزون للأقــدار فقــد نجــاحهم
وانـي أرى الأقـدار مـن جهلهـم غضبى
أثرهـم فـإن الشـرق مـن طـول نومهم
أضـاع الرحـى والغـرب يكتشف القُطبا
تـولّى زمـان الخيـل والسـيف والقنا
وجـاء زمـان العلـم يستشـرف الشهبا
الم يبصروا ما أوجد العلم في الورى
لأهليـه مـن خيـر أدام لهـا الخصـبا
تحـرّوا كنـوز الأرض واقتحمـوا السما
وابـدوا مـن الأعمـال ما يدهش اللبا
ولــم يكفهــم ســيارة تنهـب الفلا
فجــاؤوا بطيــارتهم تخـرق السـحبا
ومــن كــل فــن احـرزوا كـل غايـة
ومـا زال فضـل الاخـتراع لهـم دأبـا
ونحـن علـى مـا نحـن مـا هـزّ غيـرةً
تقـــدّمهم منــا ولا حــرك القلبــا
نفــاخر بـالعظم الرميـم ومـا لنـا
سـلاح إذا جـار الزمـان سـوى العُتبى
لعمـرك لـو عـاش الكـرام الألـى بهم
نفـاخر مـن أسـلافنا العَـرَب العَربـا
لمـا سـرهم أنـا بنـوهم ولـم يـروا
لنــا عملاً يرضــي الفضـيلة والربـا
اليـس مـن الإيمـان ان ينهـض الفـتى
باوطـــانه دومــاً ويوســعها حبــا
أضــعنا جميـع الواجبـات ولـم يـدع
لنــا جهلنـا إلا الشـكاية والنـدبا
علـى أننـي لـم أخـل لليـأس موضـعا
بقلـبي ولا يومـاً ألنـت لـه الجنبـا
فكــم تحــت أسـتار الخطـوب فـوائد
ومـا سـاء خطـب وخـزه أيقـظ الشعبا
وإنــي أرى لا خيّــب اللَــه مـا أرى
بصيصـاً مـن الآمـال قـد زحزح الكربا
أرى فـي شـباب اليـوم للعلـم نهضـة
تقــول بـأن العـزم عـن طـوقه شـبا
ويطربنــي النشــء الصـغير مُغاديـاً
مدارســه يمشــي علـى طرقهـا وثبـا
واحســـبه عنــد الــرواح حمائمــا
تنـاغي وتهـوى نحـو أوكانهـا سـِربا
حمــدت تباشـير الحيـاة الـتي بـدت
وشـمت بهـا بُعـد الأمـاني غـدا قربا
تبشـــّرنا ان ســوف ترســل نورهــا
علـى شرقنا الشمس التي أحيت الغربا
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).