
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَـذَوْتُكَ مَوْلُـوداً وَعُلْتُـكَ يَافِعـاً
تُعَـلُّ بِمـا أُدْنِـي عَلَيْـكَ وَتَنْهَـلُ
إِذَا لَيْلَةٌ نَابَتْكَ بِالشَّكْوِ لَمْ أَبِتْ
لِشــَكْوَاكَ إِلَّا ســَاهِراً أَتَمَلْمَــلُ
كَـأَنِّي أَنَا الْمَطْرُوقُ دُونَكَ بِالَّذِي
طُرِقْـتَ بِـهِ دُونِـي وَعَيْنِـيَ تَهْمُـلُ
تَخَـافُ الـرَّدَى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإِنَّها
لَتَعْلَــمُ أَنَّ الْمَـوْتَ حَتْـمٌ مُؤَجَّـلُ
فَلَمَّـا بَلَغْتَ السِّنَّ وَالْغَايَةَ الَّتِي
إِلَيْهـا مَـدَى مَـا كُنْتُ فِيكَ أُؤَمِّلُ
جَعَلْـتَ جَـزَائِي مِنْـكَ جَبْهاً وَغِلْظَةً
كَأَنَّــكَ أَنْـتَ الْمُنْعِـمُ الْمُتَفَضـِّلُ
فَلَيْتَـكَ إِذْ لَـمْ تَـرْعَ حَـقَّ أُبُوَّتِي
فَعَلْـتَ كَمَا الْجَارُ الْمُجَاوِرُ يَفْعَلُ
زَعَمْـتَ بِـأَنِّي قَـدْ كَبِـرْتُ وَعِبْتَنِي
وَلَـمْ يَمْضِ لِي في السِّنِّ سِتُّونَ كُمَّلُ
وَسـَمَّيْتَنِي باسـْمِ الْمُفَنَّـدِ رَأْيُـهُ
وَفِي رَأْيِكَ التَّفْنِيدُ لَوْ كُنْتَ تَعْقِلُ
تُرَاقِـبُ مِنِّـي عَثْـرَةً أَوْ تَنَالُهـا
هَبِلْــتَ وَهــذا مِنْـكَ رَأْيٌ مُضـَلَّلُ
وَإِنَّـكَ إِذْ تُبْقِـي لِجَـامِي مُوَائِلاً
بِرَأْيِــكَ شــاباً مَــرَّةً لَمُغَفَّــلُ
وَمَـا صـَوْلَةُ الْحِقِّ الضَّئِيلُ وَخَطْرُهُ
إِذَا خَطَــرَتْ يَوْمـاً قَسـَاوِرُ بُـزَّلُ
تَـــرَاهُ مُعِـــدّاً لِلْخِلَافِ كَــأَنَّهُ
بِـرَدٍّ عَلَـى أَهْـلِ الصـَّوَابِ مُوَكَّـلُ
وَلَكِـنَّ مَـنْ لَا يَلْـقَ أَمْـراً يَنُوبُهُ
بِعُــدَّتِهِ يَنْـزِلْ بِـهِ وَهْـوَ أَعْـزَلُ
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ حَكِيمٌ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، إِذْ كانَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ النَّبِيَّ، وَيُقالُ إِنَّهُ عادَ مِنْ الشّامِ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ يُرِيدُ أَنْ يُسْلِمَ، فَلَمّا عَلِمَ بِمَقْتَلِ أَهْلِ بَدْرٍ وَفِيهِمْ أَخْوالُهُ امْتَنَعَ وَرَجَعَ إِلَى الطّائِفِ وَماتَ فِيها، وَقَدْ كانَ مُطَّلِعاً عَلَى كُتُبِ أَهْلِ الكِتابِ وَمُتَأَثِّراً بِها فِي شِعْرِهِ، وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الخَمْرَ وَعِبادَةَ الأَوْثانِ وَآمَنَ بِالبَعْثِ، تُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلهِجْرَةِ.