
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الْحَمْـــدُ للَّــهِ مُمْســَانَا وَمُصــْبَحَنا
بِـــالْخَيْرِ صـــَبَّحَنا رَبِّــي وَمَســَّانا
رَبِّ الْحَنِيفَــةِ لَــمْ تَنْفَــدْ خَزَائِنُهـا
مَمْلُـــؤَةً طَبَـــقَ الْآفَـــاقِ ســُلْطَانا
أَلَا رَســـُولَ لَنـــا مِنَّــا فَيُخْبِرَنــا
مَــا بُعْـدُ غَايَتِنـا مِـنْ رَأْسِ مُجْرَانـا
بَيَنَـــا يُرَبِّبُنــا آَبَاؤُنــا هَلَكُــوا
وَبَيْنَمـــا نَقْتَنِـــي الْأَوْلَادَ أَفْنَانــا
وَقَـدْ عَلِمْنـا لَـوَ انَّ الْعِلْـمَ يَنْفَعُنـا
أَنْ ســَوْفَ يَلْحَــقُ أُخْرَانــا بِأُولَانــا
وَقَــدْ عَجِبْـتُ وَمَـا بِـالْمَوْتِ مِـنْ عَجَـبٍ
مَــا بَـالُ أَحْيائِنـا يَبْكُـونَ مَوْتانـا
يَــا رَبِّ لَا تَجْعَلَنِّــي كَــافِراً أَبَــداً
وَاجْعَـلْ سـَرِيرَةَ قَلْبِـي الـدَّهْرَ إِيمَانا
وَاخْلِـطْ بِـهِ بُنْيَتِـي وَاخْلِـطْ بِـهِ بَشَرِي
وَاللَّحْــمَ وَالـدَّمَ مـا عُمِّـرْتُ إِنْسـَانا
إِنِّــي أَعُــوذُ بِمَـنْ حَـجَّ الْحَجِيـجُ لَـهُ
وَالرَّافِعُــونَ لِــدِينِ اللــهِ أَرْكَانـا
مُســــَلِّمِينَ إِلَيْـــهِ عِنْـــدَ حَجِّهِـــمُ
لَــمْ يَبْتَغُـوا بِثَـوَابِ اللـهِ أَثْمَانـا
شــَاحِينَ آبَـاطَهُمْ لَـمْ يَنْزِعُـوا تَفَثـاً
وَلَــمْ يَســُلُّوا لَهُــمْ قَمْلاً وَصــِئْبَانا
وَالنَّــاسُ رَاثَ عَلَيْهِــمْ أَمْـرُ سـَاعَتِهِمْ
فَكُلُّهُـــمْ قَـــائِلٌ لِلـــدِّينِ أَيَّانــا
أَيَّـــامَ يَلْقَــى نَصــَارَاهُمْ مَســِيحُهُمُ
وَالْكَـــائِنِينَ لَـــهُ وُدّاً وَقُرْبَانـــا
هُــمْ ســَاعَدُوهُ كَمــا قَـالُوا إلَهَهُـمُ
وَأَرْســَلُوهُ يَســُوفُ الْغَيْــثَ دُســْفَانا
لَا تَخْلِطَـــــنَّ خَبِيثَــــاتٍ بِطَيِّبَــــةٍ
وَاخْلَـعْ ثِيَابَـكَ مِنْهـا وَانْـجُ عُرْيَانـا
كُــلُّ امْـرِئٍ سـَوْفَ يُجْـزَى قَرْضـَهُ حَسـَناً
أَوْ ســَيِّئاً وَمَــدِيناً كَالَّــذِي دَانــا
قَــالَتْ أَرَادَ بِنَـا سـُوءاً فَقُلْـتُ لَهـا
خَزْيَــانُ حَيْـثُ يَقُـولُ الـزُّورَ بُهْتَانـا
وَشــَقَّ أَبْصــَارَنَا كَيْمــا نَعِيـشَ بِهـا
وَجَـــابَ لِلســَّمْعِ أَصــْمَاخاً وَآذَانــا
مَــنْ كَـانَ مُكْتَئِبـاً مِـنْ سـُنَّتِي دَقِظـاً
فَــزَابَ فِـي صـَدْرِهِ مَـا عَـاشَ دَقْظَانـا
يَـا لَـذَّةَ الْعَيْـشِ إِذْ دَامَ النَّعِيمُ لَنا
وَمَــنْ يَعِــشْ يَلْــقَ رَوْعـاتٍ وَأَحْزَانـا
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ حَكِيمٌ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ، إِذْ كانَ يَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ النَّبِيَّ، وَيُقالُ إِنَّهُ عادَ مِنْ الشّامِ بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ يُرِيدُ أَنْ يُسْلِمَ، فَلَمّا عَلِمَ بِمَقْتَلِ أَهْلِ بَدْرٍ وَفِيهِمْ أَخْوالُهُ امْتَنَعَ وَرَجَعَ إِلَى الطّائِفِ وَماتَ فِيها، وَقَدْ كانَ مُطَّلِعاً عَلَى كُتُبِ أَهْلِ الكِتابِ وَمُتَأَثِّراً بِها فِي شِعْرِهِ، وَحَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الخَمْرَ وَعِبادَةَ الأَوْثانِ وَآمَنَ بِالبَعْثِ، تُوُفِّيَ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِلهِجْرَةِ.