
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُشـراكَ بُشـراكَ قد أدناكُمُ النائي
مـذ أومَـضَ البَرقُ من تِلقاءِ عَذراءِ
فــالجَوُّ مُنبَجــسٌ بـالنورِ مَفرِقُـهُ
والأَرضُ قـد بَسـَمَت عَـن ثَغـر لَمياءِ
قـد غَـرَّدَ الطـائِرُ السـِرِّيُّ من طَرَبٍ
لمـا رأى القُضـبَ تَرقُصْ رَقصَ هَيفاءِ
والريـحُ تكتُـب فوقَ الماءِ أنملُها
سـَطراً تُحـاكيهِ بيـنَ الدُرِّ والماءِ
إذ لاحَ شـَمسُ الهُـدى في بُرجِ طالعِه
بِشـــارةٌ قَدَّســت أرحــامَ حَــوّاءِ
وأشــرَقَ اللَـهُ فـي ناسـوت آدمـهِ
مُـذ جـاءَ جِـبريلُهُ العالي ببُشراءِ
كـأَنَّ ناسـوتَهُ المخلـوقَ فـي عَجَـبٍ
بــابٌ للاهــوتهِ فــي طَـيِّ إِخفـاءِ
أَهلاً بمُتَّشــحِ الناســوتِ مُنحــدراً
كــأنَّهُ قَبَــسٌ فــي جِنــحِ دَهمـاءِ
شـارَفتَنا وقَتـامُ الكُفـر يَصـرَعُنا
والعَقـلُ يَخبِـطُ فيـهِ خَبـطَ عَشـواءِ
وَبَينَما الجَهلُ يَغشى العقلَ مُنتَصِراً
بَـــدَت طَلائِعُ جبريـــلٍ لعَـــذراءِ
جبريـل مـا لَـكَ منقضـّاً وقد بزغت
مـن فيـك شـمسٌ أراهـا سـِرَّ مولائي
أرى الجليـلَ بأَصـقاع الجليل وَقَد
كـانَ الجليـلُ علـى أَكنـافِ أضواءِ
يــا أرضَ ناصــرةٍ أضـحيتِ ناصـرةً
عَزائِمـــاً كُــنَّ قبلاً ذاتَ أســواءِ
أجــابَ جِبريــلُ والأَسـرارُ تَعضـُدُهُ
إنِّــي رســولٌ بإنعــامٍ وإِنشــاءِ
إلــى بتـولٍ أُبَشـِّرْها وقـد وُصـفَت
لـي مريم البكر فَاِسمع نَصَّ بُشرائي
لـكِ السـلامُ أيـا قُـدسُ اِسـتقرَّ بِهِ
ربٌّ تعـــالى بألقـــابٍ وأســماءِ
الــرب معْـكِ وفـي أَحشـاكِ أَبصـُرُهُ
إبنـاً جنينـاً بـدا في سِلك أَبناءِ
لـكِ السـلامُ أَيـا كَنـزاً بِهِ وجدوا
مــاءَ الحيــاةِ لِأَمــواتٍ وأَحيـاءِ
يَجيــءُ مِنــكِ إلــهٌ نَحـنُ نعبُـدُهُ
وَيَنشـُلُ الضـالَ مـن تيـهٍ وإغـواءِ
ذاك الـذي قـد رَأى حَزقيـلُ مَنظَرهُ
مـن فـوق مَركَبـةٍ مـا بيـنَ أضواءِ
تَنقَــضَّ مِنـهُ بـروقٌ خلتُهـا شـُهُباً
مِنهــا الملائِك فـي خـوفٍ وإغـراءِ
نَـراهُ قَـد حَـلَّ فيهـا مِثلَمـا سُفُنٍ
أرســَت أناجيرَهــا فــي لـجِّ آلاءِ
أنـت هـي الرَوضة المأمونُ مَغرِسُها
ينسـاب فيهـا مَعيـنُ البُرءِ للداءِ
أَنـتِ هـي الهيكلُ المختار من قِدَمٍ
لــم ترقَــهُ قَـطُّ أقـدامٌ بأسـواءِ
أَنـتِ الـتي هي قُدسُ القُدسِ مَقْدسُها
مِنهــا نَنــال ســِعاداتِ الأَخِصـّاءِ
ومنـكِ يـا بكـرُ يأتي اللَه مُتَّلِداً
والختــمُ بــاقٍ بــإِجلالٍ وإِرعـاءِ
لكــي يُخَلِّــصَ حَـوّا مـن غَوايتهـا
بنَهجِــهِ الحــقَّ يمحـو آيَ ظَلمـاءِ
فكــلُّ نُطــقٍ يمــاريهِ بــهِ خَـرَسٌ
وكــلُّ عيــنٍ شــَنَتهُ عيـنُ عميـاءِ
وكــل ســَمعٍ يكــذبْهُ بِــهِ صــَمَمٌ
كَـــأَنَّهُ جــاءَ مَحشــوّاً ببَلــواءِ
يـا حـاملاً عرشـَهُ الأَجنـادُ في رَهبٍ
هـا الآنَ مَثـواكَ فـي أَحشاءِ عذراءِ
طوبـاكِ يا مَريمُ العذراءُ إذ وَفَدَت
عَليــكِ نُجّــابُ أفــراحٍ وبُشــراءِ
حقّـاً لقَـد أُنطِقَ الراوونَ عنكِ بأن
عـن مثلهـا أُعقِمـت أرحـامُ حَـوّاءِ
إِنّي أرى الكونَ بَعد اليأسِ مبتَهِجاً
قـــد أيـــدتهُ براهيــنُ الأَوِدّاءِ
فـالكُفر فـي حَـرَبٍ والكذْبُ في كُرَبٍ
والصـِدقُ في طَربٍ والحاءُ في الياءِ
والخَلـقُ فـي رَهَـجٍ والأُفـق في بَهَجٍ
والنُطـق فـي نَهَـجٍ يَشـدو كَوَرقـاءِ
والإثــم قـد نَسـَخَت آيـاتِ سـورتِهِ
ريــاتُ مطلَــعِ غُفــرانٍ وَإِرضــاءِ
والهَرطَقـاتُ غَـدا الإيمـان يُدحِضُها
كَأَنَّهـا العـار للمَـرئيُّ والـرائي
ترتـدُّ عنهـا عيـونُ النـاس خاسئَةً
كأَنَّهــا رُقِمَــت فـي طِـرسِ أَقـذاءِ
أَلقـى عليهـا معينَ الحق فاندَرَست
مـذ قـام يمحَـق معْهـا كـلَّ فحشاءِ
طـوبى بنـي آدمٍ إذ قد رأوا ملِكاً
فـــي زِيِّ عبـــدٍ بلا كِــبرٍ وخِيْلاءِ
بشـراك يـا آدمُ المسـجونُ في نَفَقٍ
وافــاك آســيكَ مـن ضـُرٍّ وأسـواءِ
قـد تـمَّ سُؤلُكَ فَاخلَع ما عليك فَقَد
نَجَــوتَ مـن عـثرةٍ رَقشـاءَ رَقطـاءِ
لـذاك لمـا دعاني في الورى زَمَني
أجَبتُــهُ إذ لســاني غيـرُ فَأفـاءِ
إليـك عـذراءَ بكـراً فـي غَلائِلهـا
مــا شــانَها قَـطُّ نَظّـامٌ بإيطـاءِ
تُــزَفُّ مَنظومــةً كالــدُرِّ مَنطِقُهـا
يجِــلُّ إعرابهـا عـن قَـدح إِقـواءِ