
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَلوا عني نُغولَ بني الزِناءِ
غَـداةَ تَركتُهـم مثـلَ الهباءِ
ويشـَهدُ لـي بـذا نـوحٌ ولوطٌ
مـع الضـِدَّين مـن نـارٍ وماءِ
فلِلّــوطيِّ نــارٌ مــن سـَماءٍ
وللنـــوحيِّ مــاءٌ مــن بَلاءِ
أَتَوا أرضاً وعاثوا في سَماها
فكـان فَسـادُهم عَـرضَ السماءِ
رِجــالٌ كالنســاءِ بلا عُقـولٍ
نِســاءٌ كالرجــال بلا حيـاءِ
أبـاحوا مسـتحلّينَ المنـاهي
لرفضــهمُ الأوامـرَ بِالخَنـاءِ
وخـانوا كـلَّ مـا للَـهِ حـتى
رأيـتُ القُـدسَ يُرمى بالهِجاءِ
أسـاوِدُ قـد تَبـدَّوا في سَوادٍ
كـأَنَّهمُ الـرَدى تَحـتَ الرِداءِ
فتلفُظهُــم بِلادُ اللَــهِ طُـرَّاً
كلَفـظِ البُـرِّ في دَورِ الرِحاءِ
فلا الأَرضَ الكثيفـةُ تحتضـِنْهم
ولـم يحمِلهُـمُ مَتـنُ الفَضـاءِ
ولا تلـكَ السـماءُ لهـم سماءٌ
كــأَنَّهُم الأَفـاعي فـي وِعـاءِ
تَبُـثُّ سـمومَها فـي كُـلِّ نَفـسٍ
ويرشـَحُ ظـاهِراً ما في الإناءِ
فلا تَعجَـب إذا أشـليتُ نـاراً
مُؤَجَّجــةً عليهــم باللَظــاءِ
تركتهـمُ بهـا صـَرعى حيـارى
يَرومـونَ المنـاصَ مـن البَلاءِ
قَتلـتُ فسـادَهم مـن غير حربٍ
وذَلِــكَ مـن غريـب الإِعتنـاءِ
يمـوتُ المـرءُ مـن داءٍ بداءٍ
إِذا عَـزَّ الشِفاءُ على الدواءِ
أَتُنكـرُ مـوتَهم وأنـا سـُهَيلٌ
طلَعــتُ بمـوتِ أولادِ الزِنـاءِ
فـإِن ماتوا فوا أسفي عليهم
وإن كانوا حيوا فَحَيُوا بداءِ
بقــاءٌ يَسـتحيلُ إلـى فنـاءٍ
فنــاءٌ يسـتحيلُ إلـى بقـاءِ
فَمَـن رامَ البَقـاءَ بغير فضلٍ
يعودُ من الفَناءِ إلى الفَناءِ
إذا كــان الرَجـاءُ بلا صـَلاحٍ
يؤَيِّــدُهُ فَهُـوْ قطـعُ الرَجـاءِ
فلا يُعلـى الصـَعودُ بلا مَـراقٍ
ولا تُـدلَى الميـاهُ بلا رِشـاءِ