
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــمسٌ تســير مشــارقاً ومغاربـا
وتبُـثُّ منهـا فـي الوجـود غرائبا
مُلئت بهـا الأبصـار نـوراً فاهتدى
بسـنائها مَـن كـان فيهـا راغبـا
كســتِ الأنـامَ مـن الأمـان جلاببـا
ومواهبـــاً ومناقبــاً وعجائبــا
حلَّــت بُــروجَ السـعد حـتى أثَّـرت
مـن دورِهـا فـي الكائنات مطالبا
تأثيرهــا فــي كــل بـرجٍ ظـاهرٌ
وبكــل بــرجٍ كــان فيهـا آئبـا
وحلولُهــا فــي قلـب بـرجٍ واحـدٍ
فلـكٌ يسـوق لهـا الـبروجَ جَنائبا
فـاللَهُ شـمسٌ حـل فـي اثنـي عشرةٍ
مــن رسـله ملأوا الأنـامَ رغائبـا
كـانوا بـه الأبـراج فـي أحكامها
كــلٌّ لــه فعــلٌ أتــاه طالبــا
يعقــوب زَبْــدِي ذاق مـن هيـرودُسٍ
بالسـيف فـي صـهيونَ موتـاً قاضبا
قــد صــار مغناطيسـهم فتحركـوا
منــه بـه إذ كـان فيهـم جاذبـا
قـد قـام بطـرسُ في الكنيسة ريِّساً
مـذ مـات مصـلوباً برومـا غالبـا
هـذا انـدراوسُ ذاق صـلباً ذاويـاً
إذ ســلَّمَ الأتــراك دينـاً صـائبا
وكــذاك يوحنَّــا بأَفسـُسَ إذ بهـا
كـان البشـير ومـات موتـاً غائبا
قـد مـات توما الهندِ مسلوخاً بها
إذ بشــَّر الكفـارَ كـان الغالبـا
يعقــوب حَلْفـا مـات فـوق صـليبه
مـا كـان فـي بُشـراه يوماً كاذبا
فِيلِبُّــس المنصــورُ مــات معلَّقـاً
وقضـــى بآســيّا قضــاءً واجبــا
طـوبى لِبَرْتُلْمـاوُسٍ فـي الهنـد إذ
ذاق الصــليب مبشــِّراً ومحاربــا
متَّــى البشــير مبشـِّرٌ فـي فـارسٍ
والنـار قـد مطـرت عليـه مصائبا
ســـِمعانُ ذاك القـــانويُّ مبشــِّرٌ
فـي الزِّنـجِ مصـلوباً فأمسى كاسِبا
هــذا يهـوذا بشـَّر السـريانَ فـي
يـومٍ رمـاه المـوتُ سـهماً صـائبا
قـد مـات مَتِيَّـا مـن الحَبَـشِ الأُلى
أعطــاهمُ الإيمــانَ موتـاً خالبـا
هـذا جهـادُ أُولي البشارة والتقى
ملأوا النفـوسَ مـن الحياة مواهبا
وجـرى بهم ماءُ الحياة إلى الورى
مـا مـات حـيٌّ كـان منهـم شـاربا
جعلـوا الإلـه نعيمَنـا فـي ملكـه
ليــس النعيــم مــآكلاً ومشـاربا
نفســاً منزَّهــةً وجســماً خارقــاً
تســـري لطـــافته وعقلاً ثاقبــا
ركبـوا جيـادَ بِشـارة الإيمـان في
أرض الأنــام مشــارقاً ومغاربــا
لبِسـوا الإلـهَ بـروح قدسٍ فانثنوا
متــدجِّجين بــه قَنــاً وقواضــبا
صـالوا وجـالوا بطـنَ كـلِّ تنوفـةٍ
يضـحي بهـا الخِرِّيـتُ غِمْـراً نادبا
فتقلـدوا الـروح القـويَّ صـوارماً
وتــدرَّعوا الأيــدَ العلـيَّ مَلائبـا
صــدموا ملـوكَ الأرض صـدمةَ ثـائرٍ
تركـوا بهـا المثؤورَ شخصاً ذائبا
وســطوا ببــأس ثــلَّ ركـنَ جهنـمٍ
حـتى غـدا المنهـوب فيهـم ناهبا
صـاحوا بأوثـان الـورى فتسـاقطت
واستأصلوا الدين الغشومَ الكاذبا
بـرزوا ينـادون الصـفوفَ وحـولَهم
مــن كـل بـاغٍ زادَ كفـراً عاصـبا
هـذا يسـوع ابـن الإلـه فـأين من
يهـوى الـبرازَ مبـارزاً ومحاربـا
لبَّيــكِ يــا ثــاراتِ آدمَ جــدِّنا
بنفوسـنا نفـدي الأسـير التائبـا
قـد عسـكرت تلـك العـزائم عسكراً
وتكتَّبــت رســلُ الإلــه كتائبــا
فانـدقَّ طـودُ الكفـر منـدكّاً وقـد
فــرَّ اللعيــنُ بـه فـولَّى هاربـا
مــذ فَـوَّقَت سـهمَ العنـادِ جنـودُه
رجمَتهــمُ تلــك الـبروجُ كواكبـا
فهـمُ الصـراطُ ومـا عـداهم مهلـكٌ
يــا ســائرين مَهامِهـاً وسَباسـِبا
وهــم الأمـانُ ومـا عـداهم خدعـةٌ
يــا رائميــن ســلامةً وعواقبــا
وهـم الحقيـقُ ومـا عـداهم بِدعـةٌ
يــا طــالبين أمانــةً ومـذاهبا
وهـم البحـور تُفيـضُ مـن تيّارهـا
للعـــالمين جــواهراً وســحائبا
وهـم البـدور تنيـر مـن أبراجها
فـي جنـح ليـل الكفر نوراً ثاقبا
شـادوا وسـادوا فـي الأنام فمنهمُ
ســاد الملــوكَ وآخـرون مناقبـا
فتــأرجت مــن ذكرهــم أرجاؤُنـا
فكــأن كلّاً كــان مريــم صــاحبا
تلــك الــتي بَـرَزَ الإلـهُ مُجـدِّداً
بوجودهـا هـذا الوجـودَ الـذاهبا
قُـم سل تَنل فُه قِه تَسُد جُد زِد تُصَن
عِـه لِـهْ تَعُد رُم سُم تُعَن عُد تائبا
لَــبِّ الـتي نـادت فكـان يُجيبهـا
فـي الضـيق عبداً قد أتاها طالبا
لبَّيــكِ مريــمُ والزمـانُ محـاربي
مُلِــئ الزمـان تحارُبـاً وتجاربـا
لبيــك مريــم والزمــانُ مخيِّـبي
لا رُدَّ كـــفٌّ مــن عطــاك خائبــا
لبيــك مريــم والزمـانُ مُعـاتبي
بُعــداً لـدهرٍ كـان فيـك معاتبـا
لبيــك يــا مــن لا مَـردَّ لأمرهـا
يومــاً ولا فيمــا تــراهُ حاجبـا
إنــي عـنِ اسـتيفاءِ مـدحِك قاصـرٌ
لا تُلزمينـي فـي الثنـاء الواجبا