
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمانــاً لقلـبٍ طـال فيـه اعتنـاؤهُ
وتبّــاً لعقــلٍ زال عنــه اتقــاؤهُ
ورعيــاً لمــرءٍ ظــن دنيـاه إنَّهـا
منكَّـــرَةٌ والنقــصُ فيهــا جــزاؤه
فــإن ســمحت يومــاً بنعمـة مُفـرطٍ
فكــان كمــا نَسـْخَ الصـباحَ مسـاؤه
فلا خيــر فــي حــظٍّ يكــون مـؤجَّلاً
كتأجيــل عُمــرٍ آن منــه انقضـاؤه
ذرِ الـدهرَ لا تحفـل بـه فهـو مـاكرٌ
ولــن يخــدع الإنســان إلّا صــداؤه
ولا تعمُـرَنْ فـي الـدهر داراً فإنهـا
عفــاءٌ وهــل ميــتٌ يرجَّــى شـفاؤه
وزحـزحَ جِـرمَ القلـب عـن شمس إفكها
فمركزُهـــا دومــاً يحــولُ لــواؤه
كفــى حشــدُك الأمــوالَ إن طريفَهـا
وتالــدَها يغــدو ويفنــى بقــاؤه
وأصــغ لمــا أبــديه عقلاً ونـاظراً
ووَجِّـــهْ ســماعاً لا يضــيق وِعــاؤه
ونُـط نفثـاتِ الـدرّ فـي جيـد حـازمٍ
وناهيــــك مـــن درٍّ يزيـــن حِلاؤه
فمـن كـان معوانـاً علـى الدهر إنه
أخــو ثقــةٍ والحــرُّ يزهـو بَهـاؤه
ومــن يــك جــوَّاداً بكــل نفســيةٍ
سـوى العـرض لا يخشـى الإلـهَ لقـاؤه
ومـن يـك ذا سـلمٍ يعـشْ وهـو سـالمٌ
مـن الـدهر إن الـدهر يكـدُرُ مـاؤه
ومــن يــك ذا عقــلٍ رصــينٍ فـإنه
عــن البــؤس فـي حصـن مكيـنٍ علاؤه
ومـن يـك طمّاحـاً إلـى الفحـش طرفه
يُغَــضَّ علــى شــوكٍ أليــمٍ قَــذاؤه
ومـن يختلـط بالنـاس يشـمله بؤسُهم
كمـا يهلـك اليعقـوبَ يومـاً مُكـاؤه
ومــن يــأمن الأشـرار يومـاً فـإنه
يـــبيت لــه قلــبٌ تُشــَبُّ لَظــاؤه
وكـن طَلِقاً فالبِشرُ في الوجه يا أخي
دليــلٌ كمــا قــد دل عنـه جفـاؤه
ولا تعجلــن فيمــا تــروم صــنيعَه
وســر فــي طريـق شـفَّ فيـه صـفاؤه
ولا تغـــترر بـــالحظِّ عنــد وروده
فكــم غــادرٍ وافــى يهُــبُّّ رخـاؤه
وقابــل ببشــر حيـن تلمـحُ نـاظراً
عـــدوَّك ذا وجـــهٍ يَهِـــلُّ ضــياؤه
ومــن يَســبُرِ الإخـوان يلـق أجلَّهـم
خؤونــاً وأي النــاس بــادٍ خفـاؤه
وصـن حُـرَّ مـاء الـوجه منـك صـيانةً
فلا خيــر فــي وجــهٍ يُرقـرَقُ مـاؤه
ومُــدَّ لبــذل الجـود كفّـاً ومعصـماً
وحســـبُك جـــودٌ لاح منــك ذكــاؤه
فلا البَسـطُ مفنيـه ولا القبـض جـامعٌ
لأشـــتاته والمــالُ شــينٌ ثــواؤه
وإن بنــي الــدنيا تميــل لموسـرٍ
وتعــرضُ عــن خــلٍّ أُذيــعَ شــقاؤه
فسـَحبانُها فـي العسـر باقـلُ عصـرِه
وباقِلُهــا فــي اليسـر بـادٍ رُواؤه
ولا تنظـمِ الأسـرارَ فـي غيـر سـلكها
ونُطهــا بشــخصٍ جــل فيــه ذَكـاؤه
وإن كان نوع الخلق في الخلق واحداً
فــإن ذكــي العقــل عَســْرٌ لقـاؤه
فمــا كــل بـرقٍ لاحَ بـالغيث هامـلٌ
ولا كـــل مــاءٍ راق منــه صــفاؤه
ولا تخدشـــنَّّ الــبرَّ منــك بمطلــه
فكــم ماطـلٍ قـد عيـبَ منـه نَـداؤه
ولا تستشــر فــي الخطـب إلّا مهـذَّباً
خــبيراً بمـا يقضـيه يَقْظـاً حِجـاؤه
وإرْضَ بنــزر العيـش واقنـع ببَرْضـِه
فكــم نَهِــمٍ قــد أهلكتــه مِعـاؤه
ولا تــرض يــا هــذا بجهــلٍ يحطُّـه
أخـو الـرأي عـن قـدرٍ رفيـعٍ ذُراؤه
وإن كنــت مظلومــاً فربــك عــادلٌ
وإن كنــــت ظلّامـــاً عليـــك بلاؤه
ســرورك يــا هــذا بأنــك مقلــعٌ
عــن الخطـأ المـذموم منـك جَنـاؤه
فنفــس الفـتى تزهـو بتوبـةِ ناصـحٍ
مـتى شـامها العقـل اسـتهلَّ بكـاؤه
ونهنــهَ عنــه عبــءَ إثــمٍ أقلَّــهُ
لقــد كــان يــوهيه أسـىً إقـواؤه
ويــا لابســاً بُـرْدَ الشـباب بزهـوةٍ
فبُــردُك يــا هــذا يَــرِثُّ بهــاؤه
عســاك تُعبِّـي فـي الشـبيبة أنعمـاً
تقيــك إذا مـا العمـر حـان ذَواؤه
فمـا عـذرُ شـيبٍ لاح فـي لمَّـةِ الفتى
فحوَّلهـــا بيضـــاً فمـــلَّّ قِــواؤه
وأرفــع أعمـال الفـتى فـي حيـاته
أمـــانته والـــوُدُّ ثـــم رجــاؤه
وكـن ماسـكاً فـي حبل دينِ ابن مريمٍ
ومــذهبِه المرفــوعِ يومــاً لـواؤه
وخــذ بالـذي أنشـاه أنصـارُهُ ومـا
أيِمَّتُـــــهُ نصــــّوه لا خُصــــماؤه
مقــرّاً بأربعــة المجــامع أنهــا
محققـــةٌ والحـــق هـــم شــهداؤه
وثامنِهــا المنبـثِّ فـي الأرض ذكـرُه
فســَقياً لمـرءٍ كـان فيـه اعتنـاؤه
أخـي وابـن عمـي هـاك منـي نصـيحةً
مهذبــــةً والنصـــح يعلـــو علاؤه
فمــا ضــرها والإثــم غلَّــلَ ربَّهـا
إذاً لـن يَعيـبَ الـدرَّ يومـاً وِعـاؤه