
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زيادة القول تحكي النقص في العمل
ومنطـق المـرء قـد يهـديه للزلـل
إن اللســان صــغير جرمــه ولــه
جـرم عظيـم كمـا قد قيل في المثل
فكـم نـدمت علـى مـا كنـت قلت به
ومـا نـدمت علـى مـا لـم تكن تقل
وأضـيق الأمـر أمـر لـم تجـد معـه
فــتى يعينــك أو يهــديك للسـبل
عقـل الفـتى ليـس يغني عن مشاورة
كعفـة الخـود لا تغنـي عـن الرجـل
إن المشــاور إمــا صــائب غرضـا
أو مخطـئ غيـر منسـوب إلـى الخطل
لا تحقـر الـراى يأتيـك الحقير به
فالنحـل وهـو ذبـاب طـائر العسـل
ولا يغرنـــك ود مــن أخــي أمــل
حــتى تجربــه فــي غيبــة الأمـل
إذا العــدو حــاجته الإِخــا علـل
عـادت عـداوته عنـد انقضـا العلل
لا تجــز عـن الخطـب مـا بـه حيـل
تغنــى وإلا فلا تعجــز عـن الحيـل
لا شـيء أولـي بصـبر المرء من قدر
لا بــد منــه وخطــب غيـر منتقـل
لا تحزنـن علـى مـا نلـت حيـث مضى
ولا علـى قـوت أمـر حيـث لـم تنـل
فليـس تغنـي الفـتى في الأمر عدته
إذا نقضـــت عليــه مــدة الأجــل
فقــدر شــكر الفـتى للـه نعمتـه
كقـدر صـبر الفـتى للحـادث الجلل
وان أخــوف نهــج مــا خشـيت بـه
ذهـــاب حريــة أو مرتضــى عمــل
لا تفرحــن بســقطات الرجــال ولا
تهـزأ بغيـرك واحـذر صـولة الدول
إن تـأمن الدهران يغلي العدو فلا
تسـتامن الـدهران يلقيك في السفل
أحــق شــيء بــرد مــا يخــالفه
شـهادة العقـل فـاحكم صنعة الجدل
وقيمـة المـرء فيمـا كـان يحسـنه
فـاطلب لنفسـك مـا تعلـو بـه وسل
أطــل تنــل لـذة الإِدراك ملتمسـا
أو راحـة البأس لا تركن إلى الوكل
فكـــل داء دواه ممكـــن ابـــداً
إلا إذا امــتزج الإِقتــار بالكسـل
والمــال صـنه وورثـه العـدو ولا
تحتـاج حيـا إلـى الاخوان في الأكل
فخيـر مـال الفـتى مـال يصـون به
عرضــا وينفقـه فـي صـالح العمـل
وأفضــل الــبر مــالا مـن يتبعـه
ولا تقـــدمه شـــيء مــن المطــل
وإنمـا الجـود بـذلك لـم تكاف به
صـنعاً ولـم تنتظـر فيـه جـزا رجل
إن الصــنائع أطــواق إذا شــكرت
وان كفــــرن فـــاغلال لمنتحـــل
ذو اللـؤم يحضـر فيمـا جئت تسأله
ويحصـــر نطـــق الحــر إن يســل
وان فـوت الـذي ترجـوه أهـون مـن
ادراكـــه بلئيــم غيــر محتفــل
وإن عندي الخطا في الجود أفضل من
إصــابة حصــلت بــالمنع والبخـل
خيـر مـن الخيـر مسـديه إليك كما
شـر مـن الشـر أهـل الشـر والدخل
ظـواهر العتـب للإِخـوان أيسـر مـن
بـواطن الحقـد فـي التسديد للخلل
دع الجمـــوح وســامحه بكــل ولا
تركـب سوى السمح واحذ سقطة العجل
لا تشـــربن نقيـــع الســم متكلا
علــى عقــاقر قـد جربـن بالعمـل
والـق الأحبـة والإِخـوان إن قطعـوا
حبــل الــوداد بحبـل منـك متصـل
فـاعجز النـاس حـر ضـاع مـن يـده
صــديق ود فلــم يــردده بالحيـل
استصـف خلـك واستخلصـه أسـهل مـن
تبــديل خـل وكيـف الأمـن بالبـدل
واحمــل ثلاث خصــال مــن مطـالبه
احفظـه فيهـا ودع مـا شـئته وقـل
ظلـم الـدلال وظلـم الغيظ فاعفهما
وظلــم هفــوته واقســط ولا تمــل
وكـن مـع الخلق ما كانوا لخالقهم
واحــذر معاشـرة الأوغـاد والسـفل
واخـش الاذى عند اكرام اللئيم كما
يخشـى الاذى مـن اهان الحر في حفل
والعـذر فـي الناس طبع لا تثق بهم
وان ابيـت فخـذ فـي الامـن والوجل
مـن يقظـة بـالفتى إظهـار غفلتـه
مــع التحفـظ مـن عـذر ومـن ختـل
سـل التجـارب وانظـر فـي مراءتها
فللعــواقب فيهــا أشــبه المثـل
وخيـر مـا جربتـه النفس ما اتعظت
عـن الوقـوع بـه في العجز والوكل
فاصــبر لواحــدة تـأمن عواقبهـا
فربمــا كــانت الصـغرى مـن الأول
ولا يغرنــك مــن مرقــي ســهولته
فربمـا ضـقت ذرعـا منـه في النزل
وللأمــــور وللأعمــــال عاقبـــة
فـأخشَ الجـزا بغتة واحذره عن مهل
ذو العقـل يـترك مـا يهوي لخشيته
مــن العلاج لمكــروه مــن الحلـل
مـن المـروءة تـرك المـرء شـهوته
فــانظر لايهمــا آثــرت فاحتمــل
اسـتحى مـن ذم مـن إن يـدن توسعه
مـدحا ومـن مـدح من إن عاب ترتذل
شـر الـورى بمسـاوى النـاس مشتغل
مثـل الـذباب يراعـي موضـع العلل
لو كنت كالقدح في التقويم معتدلا
لقــالت النـاس هـذا غيـر معتـدل
لا يظلــم الحــر إلا مــن يطـاوله
ويظلـم النـذل أدنى منه في الصول
يـا ظالمـا جـار فيمـن لا نظير له
إلا المهيمـــن لا تغــتر بالمهــل
غـدا تمـوت ويقضـى اللـه بينكمـا
بحكمــة الحــق لا زيــغ ولا ميــل
وإن أولـى الـورى بـالعفو قـدرهم
علـى العقوبـة إن يظفـر بـذى زلل
حلم الفتى عن سفيه القوم يكره من
أنصـــاره وتــوقيه مــن الغيــل
والحلــم طبـع فلا كسـب يجـود بـه
لقــوله خلــق الإِنســان مـن عجـل
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني.شاعر باحث، من أهل اليمن، والحسيني نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها، والشرجي نسبة إلى شرجة من سواحلها، والشاوري نسبة إلى بني شاور قبيلة أصله منها.تولى التدريس بتعز وزبيد، وولي إمرة بعض البلاد، في دولة الأشرف، ومات بزبيد.له تصانيف كثيرة منها: (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي- ط)، و(ديوان شعر- ط)، و(الإرشاد- ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي، و(بديعية) وغير ذلك.