
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـدارك مـن زمانـك ما افدتا
ومـا بكـرائم منـه اسـتهنتا
فمـا بنفـائس الأنفـاس تمضـى
سـدى عـوض يرجـى لـو عرفتـا
ومـن طلب العلى سهر الليالي
وطلــق لــذة الراحـات بتـا
ولــولا حسـن صـبر مـا تـأتي
لطلاب المعــالي مــا تأتــا
فأيـام الشـباب هـي المطايا
علـى العليا وأفضل ما ركبتا
إذا غلبـت عليك بها المساوي
غلبـت على المحاسن ان كبرتا
دعوتـك يـا على إلى المعالي
فـإن تـك قد خلقت لها أجبتا
إلـى علـم تطيـع اللـه فيـه
علـى ثقـة وتعـرف مـا جهلتا
إلـى مـا لا تبـالي حين تغني
بمـا واصـلت منـه مـا قطعتا
فـإن العلـم أعظـم ما تسامت
لـه همـم وأشـرف ما اكتسبتا
فللعلمـا بحمـل العلـم فضـل
يقصـر عنـه وصـفك ان وصـفتا
مــع العيــوق نـومهم وغيـر
عبــادته بــترب الأرض تحتـا
مــدادهم إذا كتبـوا يكـافي
دم الشـهدا ولو نالوا وزنتا
بهـم حفـظ الإِلـه الدين فينا
فكـن منهـم تعـز بمـا حفظتا
فنعـم الخـل في الخلوات علم
عرفـت اللـه منـه بما عرفتا
فكــم وضـعت لطـالبه جناحـا
ملئكــة الســماء فلا حرمتـا
إذا لــم تخجــل الطلاب طفلا
ورمــت طلابــه شـيخا خجلتـا
يزيدك في الشباب العلم زينا
وبعــد الشـيب أبهـة وسـمتا
فكـــرر درســه ليلا وصــبحا
وجـرد فيـه عزمك ما استطعتا
تنـال بـه مـن الرحمن ما لا
ينـال إذا عملـت بمـا علمتا
نبــت فكنــت قـرة عيـن راج
صـلاحك فـي المحافـل إذ نبتّا
وحققــت الحسـاب بـدون عشـر
تقابـل في الفرائض ما جبرتا
وتعجـب منـك عنـد الأخذ منهم
شـيوخك في العلوم إذا بحثتا
وغظـت الحاسـدين بهـا ولكـن
أزلـت الغيـظ لما ازددت ستا
فخـذ بعنـان نفسـك عن هواها
فــان أرخيتـه معهـا نـدمتا
وعـد عمـا بـدا لـك من قريب
فمـا ترجـو الخلاص إذا نشبتا
وبـالله اسـتعذ مـن شـر نفس
وشــيطان يصــدك إن هممتــا
واخـوان البطالـة خـل عنهـم
فهـم أعـدى الأعادي لو عقلتا
وجـالس مـن تظـل وأنـت تسعى
لـديه مقصـرا مهمـا اجتهدنا
ومــن يـدعوك بالأفعـال منـه
إلـى مـا فيـه حظك لو فعلتا
وبالغايــات لا تقنـع وحزهـا
إلـى مـا لا تنـال إذا سبقتا
فقـد أوتيـت فـرط ذكـا وفهم
يبلغــك الثريـا لـو أردتـا
ومــا ضـيعت يجـبره التلافـي
إذا اسـتدركت مـا فيه وعدتا
ولكـــن ذاك رد بعــد أخــذ
وبيـن الـرد والتأخـاذ شـتا
فلا تأسـف علـى ما فات وانهض
بجــد منـك تـدرك مـا افتـا
ويعلــم معشـر يئسـوا بـاني
وانـــك يأســـت ولا يأســنا
أمثلـك يـا علـي وأنـت فهماً
حســام لا تفــل إذا ســللتا
تجـالس بعد أهل العلم من لا
يعـد لـبئس منهم ما استعضتا
فكنـت وأنـت طفـل في الثريا
فمـا لـك بالغـا منها سقطتا
إلــيّ الــيّ أقبـل لا اليهـم
فـاني ناصـح لـك لـو سـمعتا
فمـا الدنيا بدارك فاجتنبها
فــأنت لغيرهـا دارا خلقتـا
ومـا هـي غيـر سـوق فيه زاد
إلـى الأخـرى بجـانبه نزلتـا
وفيــه ملاعــب وصــنوف لهـو
تجـاذب مـن أتي فان اجتذبتا
وملـت عـن ابتغاء الزاد منه
إلـى شـهوات نفسـك واشتغلتا
وفاجــأك الرحيـل بغيـر زاد
يعينــك فـي مفـاوزه هلكتـا
فعمــرك فرصــة إن تنتهزهـا
وتغنـم منـه مـا وافي ظفرتا
وإن مـا طلتهـا يومـا فيوما
تقـول غـدا أتـوب فقد خدعتا
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني.شاعر باحث، من أهل اليمن، والحسيني نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها، والشرجي نسبة إلى شرجة من سواحلها، والشاوري نسبة إلى بني شاور قبيلة أصله منها.تولى التدريس بتعز وزبيد، وولي إمرة بعض البلاد، في دولة الأشرف، ومات بزبيد.له تصانيف كثيرة منها: (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي- ط)، و(ديوان شعر- ط)، و(الإرشاد- ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي، و(بديعية) وغير ذلك.