
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هو الدهر كرَّت في المعالي كتائبه
وعضــت بأنيــاب حــداد نـوائبه
فـإن كـان هذا الدهر ما لا صروفه
علـى دكهـا الطور المنيع جوانبه
فمــا جــدعت إلاّ عرانيــن أنفـه
ولا جـــب إلا ظهـــره وغـــواربه
لقـد كـورت فـي ذلـك اليوم شمسه
وأمسـت تهاوى في الدياجي كواكبه
فـوا أسـفا للمجـد طاف به الردى
وقـامت علـى رغم المعالي نوادبه
وأمسـى أبـو العباس من بعد ملكه
معفــرة تحــت الــتراب ترائبـه
وحيـدا ببطن الأرض من فوقه الثرى
تمـــر بــه أحبــابه وحبــائبه
وقــد ملات عـرض الفيـافي جنـوده
وطبقــت الــدنيا خيـولا مـواكبه
فلو كان يغني في الردى دفع دافع
لـردت وجـوه الحطـب عنـه كتائبه
ولكنهـا الأقـدار تنفـذ في الورى
بــأمر غلــه أمــره لا نغــالبه
فيـا لهـف نفسـي كيف اطفىء نوره
وكيـف خبـا بعـد الإِضـاءة ثـاقبه
وكيـف أصـابته المنايـا بسـهمها
ولــم يغـن عنـه جيشـه ومقـانبه
فيـا أيهـا البـاكون حـول ضريحه
علـى مثلـه فليسـكب الدمع ساكبه
فجعتـم بملـك كـالاب الـبر مشـفق
بـــوادره مأمونـــة وعـــواقبه
فقـدتم بـه مـا تعلمون من الوفا
ومـن كرم ما خاب في الناس طالبه
إذا أوعـد الجـاني تغشـاه عفـوه
وإن وعـد العـافي غشـته مـواهبه
ومـا عـذر عين لم تفض فيه ماؤها
ومـا عـذر صـبر لـم تصدع جوانبه
عليكــم لــه حــق فــوفه حقــه
وكيــف يــوفي بالمـدامع واجبـه
فـوالله لـو تبكي الدماء عيوننا
لمـا قـاربت مـن حقـه ما يقاربه
لقـد كـان منـا يحسن الموت بعده
لـوان امـرءا قدمات إذمات صاحبه
ولــولا الـذي نرجـو ونعلـم أنـه
ممهــدة أعلــى الجنـان مراتبـه
وإن لـه فـي حضـرة القـدس منزلا
يشـــاهد منــه ربــه ويخــاطبه
لمـا انفكَّ دمع العين حزنا وحسرة
عليـه مـن البـاكين تجرى شعائبه
ولا يخـدعن الـدهر من بعده امرءا
فمـا الـدهر إلا ضـيغم أنت راكبه
يصـافي الفـتى حتى يرى فيه فرصة
فينشــب فيــه نــابه ومخالبــة
أبــا أحمــد أسـلمت أمـة أحمـد
إلـى أحمـد فاستسـلم الحق صاحبه
وقـام بـأمر الله من بعد ما عفت
معــالمه فينــا وغـارت كـواكبه
وشـمر عـن سائق امرىء همه العلا
يجــاذب مــن أطرافهـا وتجـاذبه
وأمّــن مـن خـوف وقـرب مـن نـوى
وسـاس البرايـا وهـو ماطر شاربه
ودانـت لـه الـدنيا وأذعن أهلها
وراضـت صـعاب الحادثـات تجـاربه
كريمـا أصـان المال بذلا ومن يهن
لســائله أمــواله عــم جــانبه
أنـارت بـه الافـاق والشمس أشرقت
بطلعتــه والليـل تجلـى غيـاهبه
فيــا ناصـر الإِسـلام صـبرا فـانه
مـتى طـاب طعم الصبر سرت عواقبه
لقـد كنـت نعم الجبر للكسر بعده
فيالــك صـدعاً لـم يلقـه شـاعبه
سـقى قبره الفياض بالجود والندى
ســحاب ملــث ليـس يقلـع راتبـه
إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله بن إبراهيم الشرجي الحسيني الشاوري اليمني.شاعر باحث، من أهل اليمن، والحسيني نسبة إلى أبيات حسين (باليمن) مولده فيها، والشرجي نسبة إلى شرجة من سواحلها، والشاوري نسبة إلى بني شاور قبيلة أصله منها.تولى التدريس بتعز وزبيد، وولي إمرة بعض البلاد، في دولة الأشرف، ومات بزبيد.له تصانيف كثيرة منها: (عنوان الشرف الوافي في الفقه والنحو والتاريخ والعروض والقوافي- ط)، و(ديوان شعر- ط)، و(الإرشاد- ط) في فروع الشافعية، واختصر به الحاوي، و(بديعية) وغير ذلك.