
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قضـى عجبـاً مـن حـاله المتعجـب
يجـد اشـتعالاً رأسـه وهـو يلعـب
أيبغي التصابي بعدما ابيض فوده
فيـا للنهـى للشـيخ بالدف يضرب
ألـم يـأن ان يقني الحياء مؤنب
بلـى آن أن يقنـي الحيـاء مؤنب
ومـن لـم يـزع شيب المفارق غيه
فلائمــه بــاللوم أحـرى وأنسـب
أبن لي على ماذا حصلت من الدنا
فقـد ذقـت منهـا مـا يمر ويعذب
أكــان ســوى طيـف ملـم وعـارض
جهـام وبـرق مخلـف النـوء خلـب
منـي أنت في العمياء غاد ورائح
تصــعد فــي بهمائهــا وتصــوب
تبـارز بالعصـيان مـن هـو قادر
عليــــك وفـــي آلائه تتقلـــب
أحـدثت أن المـرء في الأرض معجز
لقـد كـذبتك النفس والنفس تكذب
لقـد لـذك التسويف في مازق على
شــفا حفـرة سـرعان مـا تتصـوب
لعمـري المنايـا إنهـا لقريبـة
علـى أنهـا من ساحة الشيب أقرب
وان مـــراس المـــوت لا در دره
وإن كـان صـعباً فالذي بعد أصعب
تقلــص ظلــم العمـر إلا صـبابة
الا فانتهبهـا قبـل ما أنت تنهب
وبادر فإن الوقت ضاق على الونا
وصــم فسـكيت الرهـان المذبـذب
وخـذ للقاء اللَه ما اسطعت أهبة
فـإن لقـاء اللَـه مـا عنه مهرب
وإن ضـقت ذرعاً من تعاظم ما مضى
فلا تنـس عفـو اللَه فالعفو أرحب
ولـذ بجناب الفاتح الخاتم الذي
بــه يطمئن الخــائف المــترقب
هو العاقب الماحي الذي بزغت به
علـى الكون شمس نورها ليس يغرب
لـه الشرف الوضاح والرتبة التي
تســنمها لـم يـدن منهـا مقـرب
نحـل لـه الرسـل الكـرام حباهم
وان ذكـروا فهـو العذيق المرجب
إذا الخطـب أبـدى ناجذيه فناده
تجـد خيـر جار في الملمات يندب
وإن لــدغتك الموبقـات فـداوها
بـه فهـو تريـاق السموم المجرب
بـه تكشـف الغمـا به يقزع الأذى
به الداء يستشفي به الصدع يرأب
إليـك رسـول اللَه قد جاء ضارعاً
أخـو عـثرة يرجـو الأقالـة مذنب
فبابـك بـاب اللَـه ما عنه مذهب
وطــالبه مـن غيـر بابـك يحجـب
فليــس بنــا مـن منحـة بتفضـل
مـن اللَـه إلا عـن مسـاعيك تجلب
ولا مســنا مـن محنـة أو تمسـنا
بكســب يــد إلا بيمنــك تــذهب
أغثنـي تـداركني أجرنـي فـإنني
لفـى ان تراخـى عنـه لطفك يعطب
غريـق ذنـوب خانه الحول فاغتدى
بملتطــم الأمـواج يطفـو ويرسـب
ذنـوب تحيـل العذر فالخوف غالب
ولكـن رجـائي فـي جنابـك أغلـب
وأبعــد شـيء ان يضـيق برحبهـا
شـفاعتك العظمـى بنـا فهي أرحب
إذا قمـت موعـود المقـام فإننا
علــى ثقـة ان ليـس منـا مخيـب
ألم يرضك الرحمن في سورة الضحى
وحاشـاك أن ترضـي وفينـا معـذب
أترضـى مع الجاه الوجيه ضياعنا
ونحـن إلـى أعتـاب بابـك ننسـب
أترضى مع العرض العريض بأن ترى
مقامــك محمــوداً ونحــن نعـذب
أتخـذل يـا حـامي الذمار عصابة
بهـديك دانـت مـا لها عنه مذهب
دعــوت فلبينــاك سـمعاً وطاعـة
وحاشــاك أن نــدعوك ثـم تخيـب
وأن أك قـد أدللـت فالعذر واضح
إذا كـثر الإحسـان سـاء التـأدب
وان لســان المـدح فيـك لقاصـر
وإن أسـهب المـداح فيك وأطنبوا
ألسـت فريـد الكون فضلاً فمن لنا
بنظـم فريـد الحسـن فيـك يرتـب
ومـاذا عسـى مثلي يشيد بذكر من
محامـده فـي الـذكر تتلى وتكتب
ولكـن خمـولي حثنـي أن يكون لي
بمـدحك قـدح فـي النباهـة يضرب
عليـك صـلاة اللَـه تـترى مسـلماً
مـع الآل والأصـحاب مـا انهل صيب
صــلاة تـوازي قـدر ذاتـك رفعـة
بتبليغهـا عنـي إلـى اللَه أرغب
مصطفى بن عبد الملك (أو عثمان) البابي الحلبي.شاعر من القضاة، نشأ بحلب وولي قضاء طرابلس الشام، ثم مغنيسيا، فبغداد، فالمدينة المنورة (سنة 1091)، وحج تلك السنة وتوفي بمكة.له (ديوان شعر - ط) صغير، ونسبته إلى (الباب) من قرى حلب.