
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تــذكر بالبــاب ظبيـاً غريـرا
وعيشـا رقيـق الحواشـي نضـيرا
وعهــــداً تــــرف أســـاريره
قطفنـا بـه العيـش غصنا غضيرا
مســـاحب أذيــال لهــو بهــا
لبســنا الشـباب طربـاً طريـرا
وفــي ســفح تيمــاء وادٍ أغـن
ينبــت نــوراً ويثمــر حــورا
إذا مــس فاضــل ذيــل الصـبا
ثــراه ثــراه يفــت العـبيرا
نســــــــيماً عليلاً وظلا ظليلا
ومــاء نميــراً وروضـاً مطيـرا
تعــانق فيـه الغصـون الغصـون
ويلطـم فيـه الغـدير الغـديرا
وللـــورق صـــدح بأفنانهـــا
كألحــان داود يتلـو الزبـورا
وأثـــر فــرط اعتلال النســيم
فــي حركــات الغصــون فتـورا
وللريـح بـالطير فـوق الغصـون
بهــا عبــث يســتخف الوقـورا
فبينــا يكــاد يمــس الــثرى
بهــا أو يكــاد يمـس الأثيـرا
ومـــاء يســـبح علــى وجهــه
ويســرح فــي كـل واد مغيـرال
فلــــولا تشــــبث حصــــبائه
بــه كـاد مـن خفـة أن يطيـرا
إذا مــا اسـتدار خلال الريـاض
تخــال معاصــم ضــمت خصــورا
هنالــك خلفــت صــفو الحيـاة
نعـم ودفنـت الهنـا والسـرورا
أكابـد فـي الروم ليلي الطويل
وقـد كـان مـن قبلُ ليلي قصيرا
ووكلــت طرفــي برعـي النجـوم
مـن بعـد أن كنت أرعى البدورا
وهيفـاء تسـتن مـن مـرح الشبا
ب تعير الغزال النفور النفورا
أتتنـــي تفيــض مــن دمعهــا
أســى وترقــرق جفنــا كسـيرا
فلــو رقرقتــه لمنحــدر مــن
الســـيل لاســـتوقفته فتــورا
رجــت إذا حســت بوقـع الفـرا
ق أمـا مُقامـا معـا أو مسـيرا
وقــد رضـى المجـد أن لا أقيـم
وضــن الصـوان بهـا أن تسـيرا
أردت ثـــوائي فـــديتك هـــل
لغيـر الثـواء جشـمت السـفورا
فـــردت علـــى كبـــد خــافت
وســـرت أقلــب طرفــاً حســرا
وزودنـــي ثغرهـــا مــا بــه
تعلمــت نظـم الـدراري سـطورا
عقـــود تــود الكــواعب لــو
تســــاق لأعنـــاقهن مهـــورا
نســيم الصــبا ان مـررت علـى
ربــا جوشــن فحمـدت المـرورا
تلطــف ومــا بــك مــن فاقـة
لأن تشــتري اللطـف أو تسـعيرا
فبلغــه عنــا وإن كــان منـا
لـــديه قليلا ســـلاماً كــثيرا
وصــف مــا بقلــبي لـه اننـي
أراك بــداء القلــوب خــبيرا
خليلــي ومــن يقتضــي دهــره
بخــل فقــد رام أمـراً عسـيرا
إلام وحتــام تضــرب بالأمــاني
الطويلــــة عمـــراً قصـــيرا
فمــن بـاب هـذا إلـى بـاب ذا
ترجـى الأميـر وتخشـى الـوزيرا
ونســـتعتب الــدهر جهلاً وهــل
لـك الخيـر يعتـب قـداً أسـيرا
ومــاذا عســى يســتقر امــرئ
أضــــلته ســـنون الأكســـورا
فــتى حلــب الــدهر أشــطاره
واتهــم طــوراً وأنجــد طـورا
وجــاب الفجـاج وخـاض العجـاج
وأوســعه الــدهر شـراً وخيـرا
فــــألفى للأي عصـــارة مـــا
تصــب عليــه اللثــاث غـرورا
وإذ لا قــــرر علـــى حالـــة
فكـن راعـي الضـأن أو أزدشيرا
ومـن لـم يـرض نفسـه بـالقنوع
وان لبــس التـاج عـاش فقيـرا
مصطفى بن عبد الملك (أو عثمان) البابي الحلبي.شاعر من القضاة، نشأ بحلب وولي قضاء طرابلس الشام، ثم مغنيسيا، فبغداد، فالمدينة المنورة (سنة 1091)، وحج تلك السنة وتوفي بمكة.له (ديوان شعر - ط) صغير، ونسبته إلى (الباب) من قرى حلب.