
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـرى عـائداً حيث الضنى راع عودي
سـرى البـدر طيـف بالدجنة مهتدي
ومـا رق لـو لم يدر حيني ولا سرى
على البعد في ثوب الحداد لمرقدي
فـأعجبه شـوقي إليـه علـى النوى
كـذا كـان حيـث الشـمل لم يتبدد
وعــاتبته والظــن أيــأس طـامع
فجــاوبني والقلــب أطمـع مجتـد
ولاطفتــه حــتى اســتلمت فـؤاده
فيـا لـك سـعداً بعضـة ليـن جلمد
وبــت كـأن الـدهر ألقـى زمـامه
إلــي وصــافاني فـأحرزت مقصـدي
وحكمنــي مــن جيـده وهـو عاطـل
فحلاه دمعــي بالجمــان المنضــد
إلـى أن نعـى بـالبين صـبح كأنه
غــراب النـوى لكنـه غيـر أسـود
وقـد جدد التذكار ما أخلق الصبا
وأي عهــود مثلهــا لــم تجــدد
فيـا ليـت أبقـى ذكرهـا لي عبرة
لأبكـي لهـا أو ليـت أبقـى تجلدي
خليلــي مـا آليتمـا جهـد ناصـح
ولكـن حيـران القضـا كيـف يهتدي
أمـا تصـلح الأيـام بعـد فسـادها
فلـم تبـق مـن عيشي صباحاً لمفسد
وقـد زادنـي ظلمـاً وأوسـعني أذى
يـدا عصـبة لـم تخـش للـه من يد
فاكبـادهم للخيـر فـي جـوف جلمد
والســهم للشــر فــي فـم أسـود
عسـى يهـدم الإنسـان ما شيد الأذى
إذا لـذت بـالركن الشديد المشيد
إمـام أقـال الـدين مـن عـثراته
وأحيــت مســاعيه شــريعة أحمـد
كــأن أمــاليه الريـاض ثمارهـا
الــدراري وللأقلام صــوت المغـرد
لأحكــامه دان القضــاء فأصــبحت
بــأقلامه الأيـام والـدهر يقتـدي
وفـي كـل قلـب مـن نـداه وبأسـه
يخــال رجــا وعــد وخـوف توعـد
يجـود الحيـا بالمـاء باك وجوده
مـع البشـر يهمـي من لجين وعسجد
تقلــدت الشــهباء صــارم عـدله
ولــولا مضـاء السـيف لـم يتقلـد
ولـو كلـف المخلـوق ما فوق وسعه
ســعت للقــاه سـعي صـاد لمـورد
إنــي وظلام الظلــم فيهـا كـأنه
وســاوس شــرك فــي فـؤاد موحـد
فاشـرق بـدر العـدل فـي عرصاتها
بــوجه أغـر مـبرق العـزم مرعـد
تــردت بثــوب بالصــيانة معلـم
وحفــت ببحــر بالمكــارم مزبـد
عـزائم بـانت فـاختفى كـل جاحـد
وقـامت فـأغني وفرهـا كـل مقعـد
وســاخت أيــاديه فشـردت النـدي
وردت مــن العليــاء كــل مشـرد
غــدت تقــرأ الأقلام سـورة حمـده
سـجوداً ومـن يسـتوجب الحمد يحمد
فيـا ركـن دين اللَه والحرم الذي
بـه يـأمن الملهـوف من كل معتدي
ظلمـت ومـا لـي غيـر بابـك ملجأ
فخـذ بيـدي وانجـح بفضـلك مقصدي
ودونكهــا غــراء يحكـي نظامهـا
فـــرائد در فــي تــرائب خــرد
كـــأن معانيهـــا خلال ســطورها
خــرائد تجلــى تحـت شـعر مجعـد
تهنيـك بالعيـد الـذي جاء مؤذناً
بحيـن الأعـادي وارداً خيـر مـورد
فلا برحــت أعتــاب فضــلك قبلـة
لحـج القـوافي والثنـاء المخلـد
ولا زلـت فـي سـعد وإقبـال دولـة
بـــأعظم إجلال وأشـــمخ ســـؤدد
مصطفى بن عبد الملك (أو عثمان) البابي الحلبي.شاعر من القضاة، نشأ بحلب وولي قضاء طرابلس الشام، ثم مغنيسيا، فبغداد، فالمدينة المنورة (سنة 1091)، وحج تلك السنة وتوفي بمكة.له (ديوان شعر - ط) صغير، ونسبته إلى (الباب) من قرى حلب.