
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أفـــي كــل يــوم لوعــة وحنيــن
ومـــن كــل فــج للفــراق كميــن
وكــل طريــق هكــذا عنــك مــوعر
فلــي طــرق كــانت إليــك تهــون
تقضـــت عهــود بــاللوى وتصــرمت
وعــود وخــابت يــا بــثين ظنـون
وولــت لــذا ذات عهــدت وأســفرت
نـــوى غربـــة لا تقضـــى وشــطون
كـأن لـم تـدر تلك المناجاة بيننا
ولا هصـــرت ذاك القـــوام يميـــن
ولا اخضــلت تلــك المعاهـد بعـدنا
ولا هطلـــت فيهـــا ســحائب جــون
علــيّ لهــذا الخطــب أيقـاظ همـة
يضــج لهــا صــلد الصــفا ويليـن
ووجنــاء مــر قــال ينكـث بأسـها
قـوي البـؤس تـدري العزم كيف يكون
فــإن فــؤادي بيــن جنــبي حشـوه
أمــان ولــي عنــد الزمـان ديـون
وســائلة عتــبي أعنـي مـن النـوى
غنـــى وعتــاب الغانيــات فنــون
أجـل من تقاضى المجد يا لبسة مالك
تـــولى شـــمال شـــمله ويميـــن
فلا تعتــبيني واعلمـي انمـا العلا
أســـير علــى وخــد القلاص رهيــن
تلـك المطايـا الـبزل أم سـفن طغى
بهـــا الآل تخفــى تــارة وتــبين
تمــور لرجــع الحـدو حـتى كأنمـا
عراهــا بأصــوات الحــداة جنــون
إذا لمحـت بـرق العواصـم لـم تكـد
مناســـمها تقـــوى بهـــن حــزون
تلفـــت تلقـــاء الشــآم كأنمــا
تخلـــى لهــا بــالرقمتين جنيــن
إذا أبصـر الخـالي بهـا قـال علقت
مشــــافرها بـــالغوطتين يميـــن
وصـلنا السـرى بالسير حتى شكا لنا
مــن الوخــد أخفــاف لهـا ومتـون
فلـــذنا بهــا أوداج كــل مطــوق
مــن السـحب ممنـوع الفنـاء حصـين
حبــال تمطــت العلا لــو رأيتهــا
لقلــت لهــا بيــن النجـوم ديـون
شـابت أواصـبها الثلـوج فمـا رقـت
لهــا بعــد فقـدان الشـباب عيـون
ويــا رب ليــل ضــل فيـه دليلنـا
فأهــداه مــن نجـل الحسـام جـبين
فــتى لا ضــلال بعــد رؤيــة وجهـه
ولا بـــارق الأفضــال منــه يميــن
علاه رقــى نســر الســما بجنــاحه
وعـــرض بعيــد الغــايتين مصــون
ورقــة خلــق راح يحســدها الصـبا
فأضــــحى عليلا يعـــتريه أنيـــن
وبــذل تــذوب السـحب منـه خجالـة
وبــأس بــه يســطو القضـا ويـدين
وعلـم لـو ان النـاس قـامت ببعضـه
وهــي الجهــل حـتى لا يكـاد يـبين
من القوم شادوا ذروة المجد والندى
ليــوث لهــم قضــب اليـراع عريـن
هنيئاً حسـام الـدين يـا خيـر ماجد
بـــه شـــيدت المكرمـــات حصــون
بمقــدم مــولى قــد هـدت بقـدومه
قلـــوب وقـــرت للكـــرام عيــون
أنــاخ بــأرض الـروم أكـرم قـادم
لــه الســعد خــدن والفلاح قريــن
وقــد وفــدت أخبـاره الغـر قبلـه
تطـــوق أعنـــاق العلــى وتزيــن
ألا هكـذا فـي اللَـه مـن يـك سـعيه
تــــدين لـــه أيـــامه وتليـــن
فيــا آل عثمــان تهنــوا بماجــد
يــذب لكــم عــن عرضــكم ويصــون
رغمتــم بــه أنــف العـدو وإنمـا
الزمــان بــه عــن غيركـم لضـنين
أطلاب مســــعاة هلمـــوا أدلكـــم
عليــه فــإني فــي المقـال أميـن
ضـعوا يـدكم فـي جنـح عنقـاء مغرب
وأرجلكــم فــي الريـح فهـو مـتين
وهـام السـها فارقوا إذا حلقت بكم
إليــه فمــا رمتــم هنــاك يكـون
أجــاذب ضــبعي إذ قــواي ضــئيلة
ومـــؤمن روعــي والزمــان خــؤون
أمــا إنــه لـولاك مـا فتقـت بنـا
إلـى الـروم رتـق الراسـيات ظعـون
ولا كنــت أدري كيـف يكتسـب العلـى
ولا كيــف صــعب الحادثــات يهــون
أقلــت عثـار الحـال منـي إذ همـا
علـــي ســحاب مــن نــداك هتــون
وإنــــي لأدري أن فضـــلك كافـــل
لبانــــات طلاب الكمـــال ضـــمين
ومــا لـي بعـد اللَـه غيـرك مسـعد
مـن النـاس فـي نيـل المـراد معين
وفــي بــابكم حطـت رحـال مطـامعي
ومــا تــم لــي إلا إليــه ســكون
وحاشــاك أن ينتاشــني بــرح غلـة
ووردك صــــاف لا يغيــــض معيـــن
وأنــك أدرى مــن فــؤادي بحـاجتي
وحســـبي بهـــذا كاشـــف ومــبين
مصطفى بن عبد الملك (أو عثمان) البابي الحلبي.شاعر من القضاة، نشأ بحلب وولي قضاء طرابلس الشام، ثم مغنيسيا، فبغداد، فالمدينة المنورة (سنة 1091)، وحج تلك السنة وتوفي بمكة.له (ديوان شعر - ط) صغير، ونسبته إلى (الباب) من قرى حلب.