
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـو الـدهر يـأتي صرفه بالعجائب
يشـوب بمـر السـلب حلـو المـوهب
بلونـاه طـوراً سـالباً إثـر واهب
يمــر وطـوراً واهبـاً إثـر سـالب
فـذاك حيـاة المجد من قد فقدتها
وشـكرا فقـد كـانت ختام المصائب
ويهنيـك بل يهنا بك المنصب الذي
بـه ابتسـمت تيهـا ثغور المناصب
جــدعت بــه عرنيــن كـل معانـد
وأقــررت جفنـي كـل خـدن وصـاحب
وصــلت علـى الأعـداء صـولة أروع
كصـولة آسـاد الشـرى في الثعالب
تعــرض قـوم للعلـى قـد تعرضـوا
بكفــي أشــل لاقتنــاص الكـواكب
تمنـوا وحاشـا المجد أن يتقدموا
عليـك وهـاموا بالأمـاني الكواذب
تصـدوا لما يذكي حشا المجد حرقة
وتغـدو بـه العليـاء أغضـب عاتب
مـتى قنص البوم البزاة أم استوى
حضـيض الثرى فوق النجوم الثواقب
فجرعتهـم مـا الصـاب أيسـر طعمه
وآيـوا علـى الأعقـاب أوبـة خائب
نضـيت لهـم سيفاً من العزم ماضياً
شـكا غربـه مـن فلق هام النوائب
فأصــبح كــل وهــو أحجـم هـارب
كـأن لـم يكـن من قبل أقدم راغب
رأوا منك ندباً يستعيذ ببأسه الز
زمــان وتخشــاه صـروف العـواقب
أخـا عزمـة لـو كلفـت صـدم يذبل
لأطــرق مــدحوراً ضـئيل المنـاكب
لـه سـؤدد لـو كان للشهب لم تفق
شــموس نهــار أو نجــوم غيـاهب
ورأي ســـديد لاذكـــاء منيـــرة
لـديه ولا السـهم السـديد بصـائب
ورقـة خلـق زانهـا الفضل والبها
وجــود بـه ينهـل نـوء السـحائب
لـذاك أتـاه المجـد أخطـب راغـب
رووافـت لـه العليـاء أرغب خاطب
وان حســاماً شــيخ الإسـلام ضـارب
بــه لجــدير بــافتلاذ المــآرب
جـزاه إلـه العرش خيراً عن العلي
فقـد صـانها عـن موبقات المثالب
إليــك ثنينــا أحمـد بـن محمـد
عنـان القـوافي والثنا المتراكب
أمـا لو تخذت البرق عضباً وطأطأت
لبأســك أعنـاق الأسـود الغـوالب
وصــغت هلال الأفــق نعلا وســابقت
مسـاعيك للعليـا جيـاد الجنـائب
لمـا نلـت الأدون مـا أنـت أهلـه
ولـو كنـت من أضعافه في المراتب
ألسـت مـن القوم الأولى مكرماتهم
بهـا تضـرب الأمثـال فـي كل جانب
يــترجم عنهــا كـل بـاد وحاضـر
ويقصــر عنهــا كـل سـاع وطـالب
هـم جـذبوا ضبع المكارم واحتسوا
ضـريب المعـالي من ضروع الرغائب
تحلـى بهـم جيـد الزمـان وأغدقت
بنــوء علاهــم ناضـبات المشـارب
وراشـوا سـهام المكرمات وأشحذوا
ظُباهـا كمـا فلـوا سيوف النوائب
ليـوث شـرى فـي أجمـة من يراعهم
ملـوك علا مـن كتبهـم فـي كتـائب
وأنـت الـذي شـيدت عـالي منارهم
وجـددت مـا أبلتـه أيدي الحقائب
ورضـت جمـوح الفضـل بعـد شـتاته
فلا زلــت قيـد الآبـدات الشـوارب
مصطفى بن عبد الملك (أو عثمان) البابي الحلبي.شاعر من القضاة، نشأ بحلب وولي قضاء طرابلس الشام، ثم مغنيسيا، فبغداد، فالمدينة المنورة (سنة 1091)، وحج تلك السنة وتوفي بمكة.له (ديوان شعر - ط) صغير، ونسبته إلى (الباب) من قرى حلب.