
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـو الفضـل حـتى لا تعد المناقب
بـل العـزم حتى تطلبنك المطالب
ومــا قـد الإنسـان إلا اقتـداره
أجـل وعلـى قدر الرجال المراتب
أقـام الفتى العرضي للمجد دولة
لهـا قـائد مـن نـاظريه وحـاجب
بهـا اعتـذرت أيامنا عن ذنوبها
وأقبـل جـاني دهرنـا وهـو تائب
يســددها رأي مـع العـزم صـائب
ويحرسـها بـأس مـع العلـم عاطب
وللمـدد مثـل النـاس سـقم وصحة
وفــه كمـا فيهـم صـدوق وكـاذب
أنيـط بـه حـتى لـو اختار نزعه
لحــن إليــه وهــو ثكلان نـادب
ومـن لا يـوفي للمعـالي حقوقهـا
فــإن مســاعيه الحسـان مثـالب
ألـم ترهـا كيـف اقتناهـا محمد
تجـــاذبه أذيـــاله ويجـــاذب
إذا الماء لم تشتق لشارب عذبها
فلا عـذبت يومـاً عليـه المشـارب
فســاس طواغيهــا وراض شماسـها
وأضـحى لـه منهـا وزيـر وحـاجب
حـوى سـؤددا تبـدو ذكـاء بوجهه
وترنـو لعينيـه النجوم الثواقب
تغـرب لا يرضـى ذرى النجم موطناً
وأمثــاله حيـث اسـتقرت غـرائب
دعـاه العلا شـوقاً فلـبى وغيـره
دعتـه فلباهـا النسـاء الكواعب
ومـن يخسر الراحات يكتسب العلا
وبعــض خسـارات الرجـال مكاسـب
فـآب بمـا يشـجي العـدى ويسـره
فــوائد قـوم عنـد قـوم مصـائب
ليهــن علاه منصــب طالمـا صـبا
لـه بـل تهنى إذ حواها المناصب
مـن القـوم امـا عرضـهم فممنـع
حصـين وامـا عرفهـم فهـو سـائب
يــدين لـه بالمجـد دان وشاسـع
وينعتهــم بالفضـل سـاع وراكـب
ففيهـــم وإلا لا تقــال مــدائح
ومنهــم وإلا لا تــرام الرغـائب
إليـك إمـام الفضـل منـا توجهت
كتــــائب إلا أنهـــن مـــواكب
معـان تعيـر العيـن سحر عيونها
وتسـخر منهـا بـالعقود الترائب
قـد انسـدلت بين الطروس سطورها
كما انسدلت فوق الصدور الذوائب
لهـا مـن براح الشوق حاد وقائد
إليــك ومـن لقيـاك داع وخـاطب
محملــة منــي الهنــاء بمنصـب
تسـير ببشـراه الصـبا والجنائب
فــإن سـرني أخبـار أنـك قـادم
فقـد سـاءني تقـدير أنـي غـائب
قـد اتسـعت ما بيننا شقة النوى
وضـاقت على وجه اللقاء المذاهب
فيــا للمـوالى للعبيـد بأوبـة
ليهـدي بهـا قلب من البعد واجب
وتســتد آمــال وتســكن لوعــة
ويفــرح محــزون ويبســم قـاطب
مصطفى بن عبد الملك (أو عثمان) البابي الحلبي.شاعر من القضاة، نشأ بحلب وولي قضاء طرابلس الشام، ثم مغنيسيا، فبغداد، فالمدينة المنورة (سنة 1091)، وحج تلك السنة وتوفي بمكة.له (ديوان شعر - ط) صغير، ونسبته إلى (الباب) من قرى حلب.