
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا للعيـون قـد اسـتهلت بالدم
افهـــــل لا اهلا هلال محـــــرم
حيـا بطلعتـه الـورى نعيـا وقد
ردوا عليـــه تحيــة بالمــأتم
ينعــى هلالا فـي الطفـوف طلـوعه
قـد حـف فـي فلـك الوغى بالأنجم
يـوم بـه سـبط الرسـول استرسلت
نحـو العـراق بـه ذوات المنسـم
أدى مناســـكه وأفـــرد عمــرة
ولعقــد نسـك الحـج لمـا يحـرم
ومــن الحطيـم وزمـزم زمـت بـه
الايـام وهـو ابـن الحطيم وزمزم
فـي فتيـة بيـض الوجـوه شعارهم
سـمر القنـا ودثـارهم بالمخـذم
يتحجبــــون ظلال ســــمرهم اذا
مـا الشـمس اسـفر وجهها للمحرم
يتلمظــون تلمــظ الافعــى مـتى
نفثــت اســنتها بشــهب الانجـم
بلغــوا بهـا اوج العلا فكانهـا
لصــعودهم كــانت مراقــي سـلم
متمــاوجي حلـق الـدروع كأنهـا
مــاء تــزرد بالصـبا المتنسـم
مـن كـل مفتـون الذراع تراه في
وثبـــاته وثبـــاته كالضــيغم
جعلـوا قسـيّ النبـل من اطواقهم
وبـروا مـن الاهـداب ريـش الاسهم
وتســنموها شــمألا مـا ان بـدا
بــرق تعــن لــه ولمــا يعلـم
ان اوخــدت زفــت زفيـف نعامـة
واذا خــدت سـفت سـفيف القشـعم
خفـوا وهـم شـهب السـماء بسـيّد
بــدر بــانوار الامامــة معلـم
حـتى اذا ركزوا اللوا في نينوي
والـى النـوى حنـوا حنيـن متيم
ضـربوا الخيـام بهـا وكـل منهم
ليــث تلبــد تحــت كــل مخيـم
وحمى الوطيس فاضرموا نار الوغى
وهـووا عليهـا كـالطيور الحـوم
وتقلــدوا بيــض الظبـا هنديـة
وبغيـر قـرع الهمـام لـم تتثلم
وإلـى الفنـا هـزوا قنـا خطيـة
بسـوى صـدور الشـموس لـم تتحطم
فكـأن فـي طـرف السـنان لمسرهم
ســرا بغيـر قلـوبهم لـم يكتـم
وكـأن فـي حـد الفرنـد لبيضـهم
سـنة بغيـر الهـام لـم تسـتحكم
وثنـوا خميـس الجيـش وهو عرمرم
بخميـس بـأس فـي النـزال عرمرم
حـتى ثوت تحت العجاج كأنها الا
قمــار تحجـب بالسـحاب المظلـم
نشــوانة بمـدام قانيـة الـدما
لغليـــــل افئدة صــــواد اوّم
والعالمــان تقاســما فرؤســهم
تنحـو السـما والأرض دامي الأجسم
فثنـى ابـن حيـدرة عنـان جواده
طلقــا محيــاه ضــحوك المبسـم
وسـما بعزمتـه يطـأ هـام العلا
بســنابك المهــر الأغـر الادهـم
ودنــا فلــوان الرواسـي دونـه
دكــت بعــزم منــه غيـر مكهـم
واسـتل عضـبا فيـه سـطر للـردى
مـا فيـه حـرف مـن حروف المعجم
وســطا فغـادرهم كمنيـثّ الهبـا
مـا بيـن سـافع مهـره أو ملجـم
او كالحمــائم حلقــت مــذعورة
لمــا احســت بانقضـاض الزهـدم
ان هــز لــدن الســمهري لأقعـس
اهــوى صــريعا لليـدين وللفـم
او ســل متـن المشـرفي تتـابعت
لعــداه صــاعقة البلاء المـبرم
ذا الشـبل من ذاك الهزبر وانما
تلــد الضـياغم كـل ليـث ضـيغم
حـال الظمـا بيـن السماء وبينه
كـدخان نـار نـدي عـود العلقـم
فسـقاهم صـاب الـردى وسـقوه من
راح الـدماء عـن الفرات المفعم
حــتى اذا مـا المطمئنـة نفسـه
بالوحي ناداها الجليل ان اقدمي
اضــحى بجــود بنفســه وفـؤاده
بمشـعب السـهم المحـدد قـد رمي
فتنـــاهبوه فللظبـــا اشــلاؤه
وحشـا الفـؤاد لسـمرها والاسـهم
ملقـى ثلاثـاً فـي الهجيـر تزوره
الاملاك بيـــن مقبـــل ومســـلم
واجـال جـري الصـافنات رحي بها
مــن صـدره طحنـت دقيـق الأعظـم
بــأبي عقـائله الهواتـف نوحـا
مــا بيــن ثاكلـة واخـرى ايّـم
سـلبت رداهـا واللثـام اميط عن
وجـــه بـــانوار الجلال ملثــم
ومـن الحديـد عن الحليّ استبدلت
طوقــا لجيـد او سـوار المعصـم
وتصــيح يـا للمسـلمين الا فـتى
يحمـي الـذمار ولا تـرى من مسلم
مســــبيّة مســـلوبة مهتوكـــة
حملـت علـى عجـف النيـاق الرسم
فتخـال اوجههـا الشـموس وانمـا
صــبغت بحمــر مـدامع كالعنـدم
ومــن الطفـوف لارض كوفـان الـى
نـادي دمشـق بها المطايا ترتمي
بـابي رضـيع دم الوريـد فطـامه
فــي ســهم حرملـة ولمـا يفطـم
فكـــأن نبلتــه محــالب امــه
وكــأن مــا درت لبــان مـن دم
ان انـس لا انسـى العفرني رابضا
حلـو الشـمائل حول نهر العلقمي
ثـاو وعيـن الشـمس لـم تر شخصه
مـذ غـاب في صعد القنا المتحطم
كــم طعنــة لســنانه ولســانه
حـب الحشـا نظمـت بسـلك اللهذم
او ضـــربة بصـــقيله وبقيلــه
تركـت سـقيط الهـام غيـر منظـم
للّــه وقعــة كـربلاء فيـا لهـا
مـن وقعـة بيـن الوقـايع صـيلم
عبد الحسين بن محمد تقي بن حسن بن أسد الله الكاظمي.شاعر، فقيه، أديب، ولد في النجف، ثم رحل إلى الكاظمية صغيراً، وبدأ فيها دراسته وتعلمه، ثم رحل إلى النجف سنة 1310 هـ، لغرض الدراسة العليا والتخصص في علوم الدين على يد أعلام الشريعة هناك، وبعد إكمال دراسته العالية عاد إلى الكاظمية سنة 1324هـ، فإذا به الفقيه البارز، والمدرس المرموق والفاضل المشهود له بالفضيلة، وبقي متفرغاً لمهماته العلمية والدينية حتى أدركته المنية في الكاظمية.مارس عبد الحسين نظم الشعر منذ أوائل شبابه، وفي مجموع شعره نماذج رائعة تدل على شاعريته وسلامة ذوق.من مؤلفاته: (حاشية على مباحث القطع من كتاب الرسائل في أصول الفقه للشيخ مرتضى الأنصاري، و(كنز التحقيق في كيفية جعل الامارة والطريق)، و(الهداية شرح الكفاية).