
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمـن تعدى العوادي والقنا الهمم
والــدهر يفتــك لاخــط ولا خــذم
وان مـن سـوء ظـن المرء ان حسنت
آمـــاله بزمـــان كلـــه ســقم
ضـلت مطيـة سـاع فيـه قـد وقعـت
مستنهضـا مـن غـدا عنـه بـه صمم
يبثــه العتــب لا يصـغي فينشـده
واحــرّ قلبــاه ممـن قلبـه شـبم
قضــى لســنك باريهـا اذا ضـحكت
يومـا فـآخر فيهـا يقـرع النـدم
ففـوق بأسـك مـا يقضي الزمان به
وفـوق حكمـك مـا تقضـي به الحكم
فــدونك الـدهر لا تـأمن غـوائله
وان سـعت لـك منـه في الرجا قدم
اذا نظــرت نيـوب الليـث بـارزة
فلا تظنـــنّ ان الليـــث يبتســم
للّـه مـا صـنعت ايدي الزمان فقد
أودت بقلــبي جرحـا ليـس يلـتئم
أمــا الأحبـة قـد سـيقت ظعـونهم
فلسـت أدري لسـلع ام منـى امموا
تنهـل اثـر سـرى الأظعـان أدمعها
وحســبها مـن جواهـا أنهـا سـجم
لو لم تسل مهج الأعداء ما انسكبت
حمــرا وكـل دمـوع الفاقـدين دم
وصــلت حبــل ودادي غيـر منصـرم
وان حبـــل ودادي ليــس ينصــرم
ترجـو تطيـب لأسـياف النـوى شـيم
وان اخبـث مـا تلقـى بهـا الشيم
امـا ترى اذ بدت قلب الهدى حسمت
فخـر ركـن المعـالي وهـو منهـدم
فيـا مقيـم حمـى الاسـلام ان صدعت
عصـاهما فيـك ظنـي تقعـد الهمـم
قضـيت شـجوا فلـو ترضى لنا حكما
قضـى علـيّ بـه لـو انصـف الحكـم
لــبيت دعــوة رب قـد دعـاك لـه
مـذ كـان منـك اليـه يصعد الكلم
لا أعـذرن نفوسـا لـم تمـت ولهـاً
لتقتفيــك ولكــن شــفها الألــم
اذا ترحلـت عـن قـوم قـد قـدروا
ان لا تفــارقهم فــالراحلون هـم
لا قلــت شــبّ بقلـبي بعـده ضـرم
ان القلــوب عليــه كلهــا ضـرم
مـا كنت احسب قبل اليوم ان خلقت
للاسـد مـن تحـت اطباق الثرى اجم
ولا تـوهمت انـي فـي الزمـان ارى
يسـير مـن فـوق راحات الورى علم
مـاذا اقول وهل يجدي المقال فتى
ويخـرس المـرء ما يجري به القلم
قـد كنـت للمجـد فردا لا شريك له
فاصـبح المجـد بيـن الناس يقتسم
لـم تـرو فـي الأرض الا عنك مكرمة
أو ينـم الا الـى راحاتـك الكـرم
اصـبت من حوزة الدين الحنيف حشا
فلا تقــوم وفــي احشـائها الألـم
بـــرٌّ أبـــيّ وفـــيّ أروع نــدس
بحـــر ســخي صــفي علــم علــم
مـدت اليـك القـوافي حسـرا يدها
وللقــوافي كمهــديها يــد وفـم
كيـف السـلو وعينـي كلمـا نظـرت
ابنــاءه ذكرتنـي مـا جـرى بهـم
ان قلت صبرا بني العلياء يغرقني
مـوج مـن الوجد في الأحشاء يلتطم
مـا كـان ظنـي يوريها الأسى ضرما
فعـادة الاسـد تضـرى كلمـا دهموا
ظلتــم نجـوم سـماء غـاب بـدركم
والشـهب زهـر ولمـا تخفها الظلم
امـا الرضـا فلعمـري كلمـا وكفت
كفــاه غيــث نـوال كفّـت الـديم
صـنت العلا فهـي لا تبـدو لنـاظرة
وللعلا بــك فــي انســابها رحـم
عظمـت فـي الفضل حتى نلت كل حجى
ولسـت أعجـب أن يعلـو بـك العظم
فـانت فـرع كـرام طالمـا ضـربوا
فـي قنـة المجـد بيتـا ارضه حرم
ويـا خليـل المعالي وابن بجدتها
دانـت إلـى مجـدك الأعراب والعجم
أصــبحت أكـرم ذي كـف يبـث بهـا
نـدى فللوفـد فـي ناديـك مزدحـم
وان احمـد مـا فـي الناس احمدها
مجــدا ألا كــل مجـد دونـه عـدم
مـا عـاد يلقط من جيد العلا دررا
الا وعقــد المعـالي فيـه منتظـم
هما على الغاية القصوى فما لهما
وراء ذلـك مـا تسـعى لـه القـدم
دمتـم بـأربع سـامي مجـدكم نزلا
مـا أطلقـت للعوادي عزمها اللجم
عبد الحسين بن محمد تقي بن حسن بن أسد الله الكاظمي.شاعر، فقيه، أديب، ولد في النجف، ثم رحل إلى الكاظمية صغيراً، وبدأ فيها دراسته وتعلمه، ثم رحل إلى النجف سنة 1310 هـ، لغرض الدراسة العليا والتخصص في علوم الدين على يد أعلام الشريعة هناك، وبعد إكمال دراسته العالية عاد إلى الكاظمية سنة 1324هـ، فإذا به الفقيه البارز، والمدرس المرموق والفاضل المشهود له بالفضيلة، وبقي متفرغاً لمهماته العلمية والدينية حتى أدركته المنية في الكاظمية.مارس عبد الحسين نظم الشعر منذ أوائل شبابه، وفي مجموع شعره نماذج رائعة تدل على شاعريته وسلامة ذوق.من مؤلفاته: (حاشية على مباحث القطع من كتاب الرسائل في أصول الفقه للشيخ مرتضى الأنصاري، و(كنز التحقيق في كيفية جعل الامارة والطريق)، و(الهداية شرح الكفاية).