
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنـا عبدك الراجي وأنت المرتجى
حاشـى أصـادف بـاب عفـوك مرتجا
مـا هـبّ مـن سـنة الصبا إلا رأى
تـاج المشـيب لراسـه قـد توّجـا
فأتـاك يرجـو العفـو منـك وإنّه
من جاء يرجو العفو منك فقد نجا
خـالفت نفسـي بعـد مـا حالفتها
وتخـذت بعـد الغـيّ رشـدك منهجا
كـم أوقعتني في الهوى نفسي وكم
منهـا امتطيـت جـواد لهو مسرجا
وكـم ارتـديت ثيـاب زهـو إنمـا
كـانت كليـل فـي الظلام إذا سجا
فمشــيت مختــالا بحسـن روائهـا
لكـن بهـا قـد صـار سيرى أعوجا
وظننـت شـكل الزهـو يبقى منتجا
فـإذا بشـكلى لـم أجـده منتجـا
أتقلــت ظهـري بالـذنوب وإننـي
مـن فـرط جهلى صرت مفقود الحجا
كـم مهـدت نفسـي وشـيطان الصبا
طرُقــاً وهيّـأَ لـي لـذلك هودجـا
وقرعـت أبـواب الهـوى ودخلتهـا
فعســى ألاقـى بعـد ذلـك مخرجـا
إن لـم أجد لي في المصايق ملجأ
فالمصـطفى المختار نعم الملتجا
جــاء عريــض ليـس يـدرك شـاوه
للّــه مــا أبـى سـناه وأبهجـا
مـن نـور وجـه المصـطفى وجبنـه
ولـى ظلام الليـل وانهـزم الدجا
وبـه اجتلينـا العز بدرا مشرقا
وبـه رأينـا الحـق أبيـضَ أبلجا
شــهم أبــاد المشـركين بعزمـة
جعلــى كميّهـم الجبـان الأهوجـا
وأذاقــه طعــم المنـون بضـربة
تركتـه فـي بحـر الـدماء مضرّجا
فأقـام برهـان الحقيقـة ناصـعا
كالصــبح وضـاح السـنا متبلّجـا
حلـو الحـديث تخـال حسـن حديثه
كالمــاء للظمـآن عـذبا مثلجـا
فــاق الجــواهر بهجـة ونضـارة
والـروض بـالزهر النضـير مدبجا
سـحرت فصـاحته النهـى لما رأوا
فــي طيّــه سـرّ البلاغـة مـدمجا
ولحســنه عنـت الوجـوه تواضـعا
لما استبانوا النهور فيه مدرّجا
قـد أرهـق اللسـن الفصـاح بحجة
فـاقت فصـاحتها الصـباح تبلجـا
هـذا هـو الركن الركين فمن يرد
جاهـا سـواه بـات مقطـوع الرجا
ومــن اســتعزّ بــه ولاذ بجـاهه
نـال العنايـة والرعاية والنجا
يـا خيـر من أعيا الفهوم كماله
وشـذاه فـي كـل البقـاع تأرّجـا
مـالي سـواك إلـى الكريم وسيلة
مـن خطـب دهـر بـالحوادث أزعجا
فـانظر أخـى مـن فيـض فضلك إنه
اضـناه تجـبير العظـام وأنصـجا
وغـدا طريـح فراشـه مـن بعـدما
قـد كـان شهما إن سرى أو أدلجا
فامسـح بيمنـاك الكريمـة جسـمة
واجعـل لـه حـظ الشـفاء مروّجـا
واجـبر بحـقّ الطهـر آلـك كسـره
فــالكرب إن تعطـف عليـه فرجـا
أنـت الـذي أبـرأت عيـن قتـادة
وشـفيت موجـوءا وداويـت الـوجى
فامنـح أخـى منـك الرعايـة إنه
أمسـى إلـى حسـن الرعاية أحوجا
وامنــح بنــيّ وإخـوتي وأحبـتي
عطفـا يذوق به العدا طعم الشجا
واجعــل جــزائي لمحـة وعنايـة
وامنن على العبد الضعيف بمارجا
يـا خيـرة المـؤلى وصـفوة خلقه
لا زال بحــرك بالنــدى متموجـا
حاشـا أضـام وأنـت أنـت وسيلتي
وعليـك بعـد اللـه حسن المرتجى
إنــي بمــدحك يـا محمـد مغـرم
وعليــك مـدحى دون غيـرك عرّجـا
لكــن صــفاتك يـا مكمّـل قصـّرت
عنهــا صـروف الأبجديـة والهجـا
صـلى عليـك اللـه مـا نجـم زها
وأزال نـور البـدر أحلاك الـدجا
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.