
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـل الأنـام وخـذ خير الورى جاها
ولـذ بأنـدى الـورى كفا وأرجاها
جــاه عريـض وكـف بالنـدى وكفـت
سـيان فـي الجود يمناها ويسراها
فكــل جــاه وذي جــاه لـه تبـع
إن الملــوك بــه ولـت مزاياهـا
كســرى وقيصــر لمـا هـل طـالعه
عليهمـا الأرض قـد ضـاقت بأرجاها
وزال مجـــدها وانحــط ســعدهما
إلـى الحضـيض فلا كسـرى ولا شـاها
وشــمس عزهمــا بالمصـطفى أفلـت
بعـد الظهـور فمـا سارت بمسراها
وأصـبح الكـون بالمختـار في رغد
والأرض تضـحك حيـث الغيـث وافاها
هـذا النـبي الـذي كـانت نبـوّته
طـب القلـوب فـداوات كـل مرضاها
أحييـت قواهـا وكـانت قبـل ميتة
جـل الـذي برسـول اللـه أحياهـا
وكيـف لا ورسـول اللـه مـن أنـزل
أصــل العـوالم أعلاهـا وأدناهـا
سـر الوجـود وأسـمى الكون منزلة
وخيـر مـن بحـديث الصدق قد فاها
هــذا النـبي لنـا ركـن وملتجـا
مـن يلتجىـء لسـواه ضـل أوتاهـا
حصــن حصــين وجــاه كلــه أمـل
وكعبــة فــاز مـن للنجـح ولاهـا
حاشــى أضـام ولـى قلـب يحـدثني
بـأن لـي مـن يد المختار جدواها
فكــم لــه نعــم جلـت مناقبهـا
وكــم لــه منــح غـراء أسـداها
بحـر مـن الفضـل لكـن سال ساحله
وبــر بــر ولكــن قــل اشـباها
فيـض الفـرات وماء النيل من يده
كقطـرة مـن سـحاب الكـف ألقاهـا
عـم البرايـا بفيض الفضل من يده
فمنـه نـالت بغيـث الغوث سقياها
وكـم وكـم يـده بـالغيث قد هطلت
جـودا وبـرا وكـم فاضـت عطاياها
فـي حسـن صورته الوصاف قد عجزوا
جـل الـذي مـن بهاء النور سواها
تكــاد تختطــف الأبصــار طلعتـه
لـولا الجلال لأعيـا النـاس مرآهـا
مـا الشـمس والبدر إلا بعض طلعته
مـن نـوره الشـمس قد غطت محياها
مـن ذا يـدانيه فـي ذات وفي صفة
حاشــى وكلا فكـل الحسـن فـي طـه
يـا سـيد الرسل كم أوليتني نعما
لـولاك واللـه مـا أعطيـت إياهـا
وكـم أجبـت نـدائي عنـد ما طلبت
نفسـي المعالي فنالت منك علياها
وكـم رددت يـدا بالسـوء تقصـدني
فطـاب قلـبي كمـا قد خاب مرماها
لأننــي بضــعة الزهــراء فاطمـة
مـن أنجـب السـادة الأشراف نجلاها
فــانظر إلـيّ ولا تقطـع مواصـلتي
واعطـف علـى نفـس عبد أنت مولاها
وامنع أناسا بأيدي الغدر تقصدني
لـولا التجائي لكم ما كان أقساها
لكــن بجاهــك رد اللــه كيـدهم
وأرغــم الكــل أقلامـا وأفواهـا
حسـبي النـبي وحسـبي حـب عـترته
جــل المهيمـن مـن بـالحب ولاه ا
يـا خير من يرتجى العاصي شفاعته
وخيــر مـن كـان أويـاا وأواهـا
نفسـى وإن جنحـت للغـي فـي صـغر
لكنهــا رجعــت تســتغفر اللــه
أرجو الشفاعة يوم الحشر من زللى
ومـن ذنـوب يـثير الحـزن ذكراها
لكـن لـي أملا فـي العفـو يطمعني
وفـي الشـفاعة عظماهـا وقصـواها
فقـد روى السـادة الأخيار أجمعهم
روايــة صــح معناهــا ومبناهـا
مـن زار قبر النبي المصطفى وجبت
لـه الشـفاعة مهمـا ضـل أو تاها
والحمـد للـه قـد شـاهدت حجرتـه
وزرتــه زورة مــا كـان أبهاهـا
فكـم بكيـت وكـم قـدمت مـن نـدم
والـروح خاشـعة والنـور يغشـاها
وكــم بروضــته للــه قـد سـجدت
رأسـى وعيـن رسـول اللـه ترعاها
مــتى أعـود رسـول اللـه ثانيـة
أشـمّ عـرف الشـذا مـن طيب ريّاها
فالبعـد عنـك رسـول الله أنهكني
ونـار وجـدي زنـد الشـوق أوراها
للــه طيبـة قـد طـابت بسـاكنها
واللــه جــل بنـور العـز جلاهـا
فـالطيب والطـب من مدلول لفظتها
بــذا المهيمـن سـماها وأسـماها
تزهـو بخيـر الورى والله رؤيتها
كمـا زهـت برسـول اللـه سـكناها
لا يشـتكى الضـيم من آوته ساحتها
والسـعد والمجـد مضمون لمن جاها
حمـى الإلـه حماهـا يـوم أن شرفت
بالمصـطفى المجتـبى والله زكاها
ترابهـا التـبر مـن سلع ومن أحد
ومـن قبا ثم ما في القرب حاذاها
يشـفى الجـذام ويشـفى كل ذي مرض
كمـا شـفى من صدور الناس مرضاها
وعينهـا العذبـة الزرقاء من ضرب
مـا كـان أطيبهـا طعمـا وأحلاهـا
كأنهـا وهـي فـي الأخـدود جاريـة
من كوثر الخلد باسم الله مجراها
ياسـا كنـى طيبـة المختار حسبكم
قـرب النـبي فبـاهوا كل من باهى
بـالقرب مـن قـبره فزتم بمأربكم
هـذا هـو الفخـر هـذا سر معناها
واهـا وواهـا لمـن كانت له سكنا
يمسـى ويصـبح مغبوطـا بهـا واها
بــالله لا تتركوهــا فهـي أمكـم
والأم تحنـو إلـى إرضـاء أبناهـا
فلا المسـيخ ولا الطـاعون يدخلوها
بــل الملائكــة الأبـرار ترعاهـا
يـاليتني كنـت في دار الهى معكم
اسـتمطر الجـود والإحسـان مـن طه
للــه مـن روضـة بالحسـن زاهيـة
غيـث النهـبي رحيم القلب أرواها
فـاقت جميـع بلاد اللـه فـي شـرف
فمــا دمشـق ومـا مصـر وأحياهـا
أســتغفر اللــه إلا مكــة فلهـا
بـالبيت فضـل أتاهـا قبل مبناها
مـولاي أسـألك التوفيـق فـي سـعة
للحــج والســعي مـرات بمسـعاها
والشـرب مـن زمزم أطفى بها ظمئي
وبالمناســك أحظـى بيـن بطحاهـا
يـا خـاتم الرسـل هـذا كل مطلبي
مـع عـزة النفـس دنياها وأخراها
وصـحة الجسـم مـن سـميع ومن بصر
وقـوة العقـل إن العقـل أرقاهـا
وامنـح بنـي وأهلـى مع ذوي رحمى
عـزا فنفسـي مناهـا عـز قرباهـا
وانظـر لصـحبي وأشياخي ومن لهمم
فضـل علـى النفـس رباهـا ورقاها
صـلى عليـه إلـه العـرش ما سجعت
فـي الـدوح ورق وما غنت بمغناها
أوقـات أمـدح خيـر الخلـق ملتجأً
خـلّ الأنـام وخـذ خير الورى جاها
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.