
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحـــــب داء والوصــــال دواء
والقـرب مـن بعـد البعـاد شـفاء
والأنــس بالأحبــاب أكــبر لــذّة
فيهــا لــروح العاشــقين غـذاء
يا وريح أهل العشق من ألم الجوى
فلهــم بــه كــم قطّعــت أحشـاء
سـكروا وهـاموا بـالغرام فدأبهم
ســـهرٌ ووجــد والســرور بكــاء
يحلــو لهــم مـر الهيـام لأنهـم
جنــد الغــرام وهـم لـه نصـراء
قـوم لهـم فـي الحـب أكـبر دولة
خضــعت لهــا الـوزراء والأمـراء
إن يظفـروا بالوصـل كـان جهادهم
نصــرا وإن مــاتوا فهـم شـهداء
أولا ولا فتخـــالهم مــن ســقمهم
بيــن الـورى مـوتى وهـم أحيـاء
يـا صـاح دع عنـك الغـرام فـإنه
داء دويّ مـــــا إليـــــه دواء
واربـأ بنفسـك أن تميل مع الهوى
إن الهـــــوى للعاشــــقين بلاء
طعـم الهـوى مهمـا اسـتطيب فإنه
مـــرّ المــذاق وصــحوه إغمــاء
كـم مـن فـتى أسرته ألحاظ المها
ورمتــه ف شــرك الهــوى عينـاء
فغــدا صــريعا بالـدماء مضـرّجا
والعيــن عــبرى والـدماء كسـاء
جلبــت إليــه الوجـد أوّل نظـرة
قـــد فوّقهـــا غـــادة غيــداء
جلبــت إليــه الوجـد أول نظـرة
قـــد فوقتهـــا غــادة غيــداء
فاســمع ولا تهمــل مقالـة ناصـح
فالتصــح حصــن للفــتى ووقــاء
فتنفّــس الصـعداء مـن وجـد وقـد
كــادت تميــد لوجــده الأرجــاء
وأجــاب دع عنــك الملام وخلنــي
إن الملامـــة عنـــدنا إغـــراء
لـو كنـت تدرى ما الهوى لعذرتني
وعــــذلت عـــذالي فهـــم جهلاء
حاشـى أميـل إلـى العـذول وعذله
ويصـــدّ مـــا تفعــل الرقبــاء
كــم غـادة أدمـى فـؤادي لحظهـا
فغــــدت بقلـــبي طعنـــة نجلاء
أيـن السـيوف مـن اللحاظ وفتكها
فـــاللحظ فتّــاك وفيــه مضــاء
هــي كالغزالــة خفــة وتلفتــا
والقــد منهــا والقضــيب سـواء
وبخـدها الضـدان قـد جمعـا معـا
نـــار تلظــى جمرهــا والمــاء
سـبحان مـن جعـل الجمـال نصيبها
وأنالهــا مــا تبتغــي وتشــاء
لــي مــن هواهـا لوعـة وصـبابة
ولهــا الرضـا والمنـع والإعطـاء
وبمهجــتي مــن قــدها أو خـدّها
نـــار تلظّـــت مالهــا إطفــاء
مـن شـدة الوجـد المـبرح والضنى
رقّـــت لرقــة حــالتي الأهــواء
وعلــى طــرف الزهـر غـض جفـونه
وحنــت علــيّ البانــة الهيفـاء
والطيـر قـد نـاحت على نوحي وقد
كــادت تمــزّق طوقهــا الورقـاء
إن رمــت أســلو أو أردت تصـبّرا
نمّـــت علـــيّ مـــدامع حـــرّاء
مــاذا يفيــد تجلــدي وتصــبّري
وبكـــلّ عيـــن ديمـــة وطفــاء
أنــا للهــوى عبـد ولكـن همّـتي
مــن دونهــا المريـخ والجـوزاء
مـا فـلّ عزمـي فـي الكريهة حادث
أبــدا ولــم يلحـق بـي الإعيـاء
وإذا دجـا ليـل الخطـوب فلم يكن
عنــدى ســوى خيـر الأنـام رجـاء
المصـطفى الهـادي البشـير محمـد
مـــن أنجبتـــه ســادة نجبــاء
ســرّ الوجــود وجــاه كـل موحّـد
غـــوثٌ وغيــثٌ إن ونــت أنــواء
المشــرق الـوجه المضـىء جـبينه
مــن تزدهــى بعلــوّه العليــاء
مــن نــور غرّتــه وطلعـة وجهـه
لاح الضـــيا وتــوارت الظلمــاء
والشـمس منـه قـد استعارت نورها
وســما لـه فـي الخـافقين ضـياء
هـو مبـدأ الأشـيا وأصـل وجودهـا
روح الحيــاة ومــا سـواه هبـاء
ســرّ مصــون مــن ألســت بربّكـم
بحـــرٌ خضـــمّ دأبـــه الإعطــاء
ومـن دون جـدواه السحاب إذا همى
فهــو المفيـد ومـا سـواه جفـاء
وهـو المرخـى فـي الشـدائد كلها
إن جــلّ خطــب أو عــدت أعــداء
مــا أنجبــت أنـثى بمثـل محمـد
وبغيـــره لـــم تفتخــر حــواء
فـي يـوم مولـده العوالم قد زهت
ودنـــا المنـــى وتــوالت الآلاء
لمــا رأت عيــن الوجـود جمـاله
قـــرّت بـــه وتـــولّت الأقــذاء
كــم آيــة ظهــرت لوضــع محمـد
شــفت الفــؤاد ببعضـها الشـفاء
قــد خــرّت الأصــنام فيـه سـجدا
والنـار قـد خمـدت وغـاض المـاء
وارتــجّ مـن إيـوان كسـرى عرشـه
وارتــاع لمـا انـدك منـه بنـاء
والطيــر صـاحت بالسـرور وغـرّدت
فرحــا وقــد ملئت بهـا الأجـواء
والــوحش بشـر بـالنبيّ المصـطفى
حــتى بــه قــد مـاجت البيـداء
وغـدت تبشـّر بعضـها الحيتـان في
قـاع البحـار وراق منهـا المـاء
ومشـاعر الـبيت الحرام قد ازدهت
وتمــايلت طربــا بــه البطحـاء
والخصـب بعـد الجـدب أقبل ضاحكا
وهمــى الســحاب ودرّت العجفــاء
والخـوف ولـى مـدبرا والأمـن قـد
خفقـــت بــه أعلامــه البيضــاء
ولـدت ذكـورا عـام وضـع المصطفى
كـل الحوامـل مـا لـذا اسـتثناء
نــالت بإرضــاع النــبيّ حليمـة
مــالم تنلــه بغيــره الرضـعاء
ســعدت بنــو سـعد بـه فجميعهـم
مــذ حــلّ فيمــا بينهـم سـعداء
كــم آيـة ظهـرت لوضـع المصـطفى
كالشــمس تشــرق مالهــا إحصـاء
لـم لا وخيـر الخلـق أشـرف مرسـل
ولـــه بــآي المعجــزات بهــاء
قــد ظللتـه مـن الهجيـر سـحابة
وبكفّـــه قـــد ســبّح الحصــباء
وبلمــس ضـرع الشـاء درت بعـدما
كــانت عجافــا مضــها الإعيــاء
وبــه اســتجارت ظبيـة فأجارهـا
واستبشـــرت بقــدومها الأبنــاء
وشـكا لـه الجمـل المعـذب جـوعه
فأنـــاله مــا يبتغــي ويشــاء
والضـــب كلمــه بأفصــح منطــق
والجــذع حــن وقـد عـراه بكـاء
وإليــه وافــت بالإشــارة سـرحة
منهــا عليــه قــد حنـت أفيـاء
والنخـل قـد مالت إلى خير الورى
وتـــدانت الأثمـــار والأقنـــاء
وعليــه أنــواع الحجـارة سـلمت
ولمشـــيه قـــد لانــت الصــماء
والمـاء فـاض مـن ألأصـابع عـذبه
أروى المئيــــن فيـــاله إرواء
وفســـيل ســلمان وآيــة غرســه
فيهـــا لرفعــة قــدره إيمــاء
فــي عــامه قــد أثمـرت نخلاتـه
والـــرق زال فزالـــت الأعبــاء
وضــع النــبي بتمـر جـابر كفـه
فغــدا بــه وهـو القليـل وفـاء
سـم اليهـود لـه الذراع فما ونت
أن أخــبرته بســمها فاســتاءوا
كــم لليهــود مكايـد قـد دبـرت
طـــي الخفـــاء لأنهــم جبنــاء
مــا مــس ذا مـرض فأبطـأ بـرؤه
فـــاللمس منـــه للمريــض دواء
وبــرد عيــن قتــادة وجمالهــا
فــي وجهــه لا تــذكر الزرقــاء
والغصـن بعـد اليبـس صـار بلمسه
نضــــرا عليـــه بهجـــة ورواه
عــن معجـزات المصـطفى حـدث ولا
حــرج وقــل وردت بهــا الأنبـاء
لـم تبـق معجـزة لغيـر المصـطفى
بعــد الوفــاة ومالهــا إبطـاء
وأجلهــا القــرآن أكــبر معجـز
فــي فهمــه قـد حـارت البلغـاء
أنـوار هـذا الـدين بـالقرآن قد
بقيــت تضــىء فمـا لهـا إطفـاء
حاشــى بــه الإسـلام يطفـأ نـوره
مهمــا اعتـدى أو عانـد الأعـداء
قـــد أحكمـــت آيـــة فكلامهــم
بــإزاء آيــات الكتــاب هــراء
لبلاغــة القــرآن خــروا ســجدا
مـــع أنهــم لزمامهــا أمــراء
فيـــه هــدى للمتقيــن ورحمــة
فيــه لصــدر المــؤمنين شــفاء
فيــه علــوم لا يحيــط بوصــفها
حـــد وليــس لعــدها استقصــاء
مـا كـان فيـه وما يكون وما حوا
ه العــرض والزرقــاء والغـبراء
مســتحدثات الكــون فيـه حديـدة
بفنــى الزمـان ومـا لهـن فنـاء
يحلـو ويعـذب فـي المسـامع كلما
قــد كررتــه الســادة القــراء
مــن كــل تغييــر تــولى حفظـه
رب العبــــــاد فنـــــوره لألاء
هـذا النـبي الهاشـمي هـو الـذي
ردّت لــه عنــد الغــروب ذكــاء
ولــه قــد انشــق الهلال بمكــة
فتنـــاقلت أخبـــاره الأنحـــاء
وهــو المقـدم فـي اشـهاة ذكـره
بعــد الإلــه ومــن ســواه وراء
قــد خصــه المـولى بكـل كرامـة
وأجلهـــا المعـــراج والإســراء
فيهــا رأى الرحمــن جــل جلالـه
وتجلــــت الأســـرار والأســـماء
واللـه مـا زاغ الفـؤاد وما طغى
بصــر ولا ارتعــدت لــه أعضــاء
بـل كـان فـي نـور التجلى ثابتا
ملـــء المحيــا نضــرة وحيــاء
القلـــب يقظــان ولكــن عينــه
مــن هيبـة المـولى بهـا إغضـاء
ورأى بعينيــه الإلــه ولـم يكـن
أيــــن ولا كيــــف ولا تلقـــاء
داس البســاط بنعلــه لمـا دنـا
مــن قـاب قـوس حيـث طـاب لقـاء
هــل بعــد هــذا للأمـاكن مفخـرٌ
كلا فلا طــــــور ولا ســــــيناء
وعليــه قــد فـرض الصـلاة لأنهـا
للــــدين أسّ محكــــم وبنـــاء
ســر مــن الأســرار لا يـأتي بـه
أحــــد فلا وحــــى ولا إيحـــاء
هـذا هـو المجـد المؤثـل والعلا
لمقـــامه والرتبـــة القعســاء
هــذا النـبي أتـى بأشـرف شـرعة
وأجــل مــا ارتـاحت لـه العقلاء
ديـــن قــويم أحكمــت أحكــامه
شـــرع شـــريف ملّـــة بيضـــاء
نســخت شــريعته الشـرائع كلهـا
فغــدا لهــا مــن دونهـنّ بقـاء
لـم لا تكـون هـي الختـام ووجهها
بيـــن الشــرائع مشــرق وضــاء
للــه ديــنٌ ليــس ينكــر ضـوءه
فــي النــاس إلا مقلــة عميــاء
ختــم الإلــه بـه الرسـالة إنـه
أصــــل وعنــــه كلهــــم وكلاء
لمكـــارم الأخلاق جـــاء متممــا
إن المكــــارم للنفــــوس دواء
لبسـت بـه الـدنيا شـعار جمالها
وبـــه تجلـــى للعيــون بهــاء
لمــا دعــا للــه قــام بنصـره
قـــوم ســـراة ســـادة حنفــاء
قـد جاهـدوا فـي اللـه حق جهاده
إن الجميـــع لـــدينه نصـــراء
كـانوا على الأعداء في يوم الوغى
اســدا لهـم يـؤم اللقـاء لقـاء
بيـض الصـحائف والصـفائح دأبهـم
بيـــن الأعــادي غــارة شــعواء
كـم جـدلوا فـوق الـثرى من هامة
وبســـيفهم كــم مزّقــت أحشــاء
والأرض ســالت بالــدماء كأنهــا
بحــر بــه قــد عــامت الأشــلاء
أصــحاب بـأس فـي العـدا لكنهـم
بالــدين فيمــا بينهــم رحمـاء
تتســاقط الهامـات مـن ضـرباتهم
أمــا الأكــفّ فمــا لهـا إحصـاء
وكـأنّ أجسـام العـداة وقـد هـوت
أعجــاز نخــل والــدما دأمــاء
للـــه أصـــحاب وأنصــار لهــم
فــي كــلّ معركــة يــد بيضــاء
النصــر والتأييــد رائد قصـدهم
والحـــزم فيهــم شــيمة شــماء
عزمـات صـدق فـي المعـالي سـطرت
شــهدت بهــا الأبطــال والأكفـاء
لا غــرو أن أبلــوا بلاء صــادقا
إن الجميـــع لـــدينه نصـــراء
يــا خيــر مبعـوث بخيـر شـريعة
وأجــل مــن طلعــت عليـه ذكـاء
قلــبى وحقّـك فـي المحبـة مخلـص
إن المحبــــــة لبنــــــي ولاء
أقســمت بـالبيت الحـرام وزمـزم
وبموقــف فيــه الحجيــج ســواء
وبمــن بـه وقفـوا ولبّـوا خشـّعا
وشــعارهم عنــد الخشــوع بكـاء
إنـــي بحبّـــك مســتهام مولــع
وجــــوانحي مســـتودع ووعـــاء
نفسـي ومـا أحـرزت مـن نشـب ومن
مــال لخيــر المرســلين فــداء
فبحـــق آلـــك راعنــي وانظــر
إلـي فلـى بقربـى منـك فيك رجاء
وانظــر لأهلــى ثــم أولادي فهـم
لبنيــك يـا خيـر الـورى أبنـاء
فــأبوهم الكــرار فاتــح خيـبر
والام ســـيدة النســا الزهــراء
وإليـك يـا خيـر البريـة ينتهـى
نســب عليــه مــن الإلــه بهـاء
سـدنا بـك الـدنيا ولكـن غيرنـا
نهضــت بــه البيضـاء والصـفراء
فامـدد يـد الإحسـان نحـوى إننـي
للجـــود محتــاج وفيــك ســخاء
واعطـف علـيّ إذا الغزالـة كـوّرت
يــوم القضــاء وقـامت الخصـماء
وبـددت وبـرزت الجحيـم لمـن يرى
وعلــى المعاصــي تشـهد الأعضـاء
والكـل مـن فـزع القيامـة واجـم
حيـث اسـتوى المـرءوس والرؤسـاء
يــا مصـطفى أمـن محبـك بالرضـا
فضــلا وقــل حاشـى المحـب يسـاء
وادخـل إلـى دار النعيـم فإنهـا
منــى علــى حسـن المديـح جـزاء
صــلى عليـك اللـه مـاهب الصـبا
وازينــــت بـــالنيرين ســـماء
والآل والأصــحاب والنفــر الألــى
خــدموا العلــوم فكلهـم حنفـاء
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.