
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـور النـبي علـى العوالم أسفرا
فأبــان أسـباب الرشـاد وأظهـرا
وبحسـن طلعتـه الشـريفة قـد بدا
نـور السـعادة والسـيادة مقمـرا
وشـــريعة الإســلام راق رواوّهــا
والكفــر اصــبح جيشـه متقهقـرا
لمــا أتــى خيـر الأنـام بـدينه
وانحـل مـا عقد الغواة من الفرى
هــاموا جميعــا بـالنبي ودينـه
والكفـر بعـد العـرف صـار منكرا
واستبشــروا بالمصــطفى وبنـوره
والكـــل صـــاح مهللا ومكـــبرا
والأمـن بعـد الخـوف أصـبح ضاربا
أطنــابه بيـن المهـامه والقـرى
والخصــب قــد عـم الأنـام فـوجه
قـد كـان ميمـون النقيبـة أنضرا
كــم ىيــة ظهــرت لمولـده وكـم
خـرت إلـى الأذقـان أصـنام الورى
وارتـــج إيــوان لكســرى رجّــة
جعلتـه مـن بعـد الثبـات مكسـرا
نيرانهــم خمــدت وزال لهيبهــا
وغـدت هبـاء فـي القضـاء مبعثرا
وغــدت ملــوك الأرض تخشـى بأسـهُ
وأخــاف كســرى مـا رآه وقيصـرا
وتخـــوف الرهبـــان يــوم ولاده
إذ عزهــم بعــد التقـدم أدبـرا
للــه ليلــة مولــد فيهـا بـدا
مـن كـان فـي نفس العوالم مضمرا
فـالكون مـا سـت بالهنـا أعطافه
فرحــا وأصــبح بـالعبير معطـرا
هـذا النـبي المصـطفى مـن معشـر
كـانوا الأفـق المجـد بـدرا نيرا
سـادوا الأنـام فكـل فـرد دونهـم
في المكرمات ولو رقى أعلى الذرا
ســبحان مـن أسـرى بـه ليلا إلـى
حــرم بــأرض الشـام ظـل مطهـرا
صـــلى بكــل الأنبيــاء جماعــة
إن الوفـــود يقــدمون الأكــبرا
ثـم ارتقـى نحـو السـماء لمستوى
فيــه رأى المجـد الأثيـل مـوفرا
فحبـــاه مــولاه بــأكبر نعمــة
وأمــده كرمــا بــأنواع القـرى
ورأى الإلـــه جمـــاله وجلالـــه
أمـا سـواه فقـد أجيـب بلـن ترى
وعليـه قـد فـرض الصـلاة وبعد ذا
آوى الفـراش كـأنه مـا قـد سـرى
قـد كـان هـذا السـر أكـبر آيـة
كـانت لخيـر الخلـق أكـبر مظهرا
كــم معجــزات أفحمــت أعــداءه
حاشــى علاهــا أن يعــد ويحصـرا
فـي الغـار قـد نسجت عليه عناكبٌ
والــورق عشــّش والعــدوّ تحيـرا
قــد ظللتـه فـي الهجيـر سـحابة
والجــزع حــن لبعــده وتــأثرا
والضـب سـلم والبعيـر قـد اشتكى
تعبـا وجوعـا منهما الجسم انبرى
وبـه اسـتجارت فـي الفلاة غزالـة
فأجــاره وأجارهــا ممــا جــرى
وأشــار للأشــجار جــاءت ســجدا
ودنـا لـه العرجـون شـوقا مثمرا
والمــاء فــاض زلالــه مـن كفـه
فسـقى المئيـن بـل الألوف فأكثرا
وانشـق بـدر فـي السـماء وقـدرا
النــاس فــي شــرق وغـرب نيـرا
وأجــلّ معجــزة هــي القـرآن إذ
بقيـت مـدى الأزمـان لـن تتغيـرا
خــرّوا إلـى الأذقـان طـرا سـجدا
لمـــا رأوه معجـــزا ومحيـــرا
هـذا النـبي لـه الفخـار فـدينه
لمكـــارم الأخلاق جـــاء مقــررا
نســخ الشــرائع قبلـه فجميعهـا
بشــريعة الإســلام صــار مـدهورا
يـا سـيد الرسـل الكرام وخير من
ركـب البراق وخير من وطىء الثرى
امنـن علينـا بالشـفاعة فـي غـد
واجعـل لنـا عـزّا يـدوم ومظهـرا
يــا ربّ ممتنــا برؤيــة نــوره
والطـف بنـا فـي كـل أمـر قـدّرا
واجعـل ختـام المسـلمين جميعهـم
مسـكا يفـوح شـذا شـذاه وعنـبرا
وأدم صــلاتك والسـلام علـى الـذي
ختــم الرســالة منـذرا ومبشـرا
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.