
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الفخـر بـالعلم لا بالجـاه والمـال
والمجــد بالجـد لا بالجـد والخـال
كـم مـن ملىـء وضـىء الـوجه تحسبه
للعلـــم خلا ولكــن فكــره خــالى
في المال والجاه أسباب الغرور ومن
يغـــترّ بالأهــل كــالمغتر بــالآل
تلـــك الامــور ســحابات مغيرهــا
حـوادث الـدهر مـن حـال إلـى حـال
ولكـــن العلــم لا ينفــك صــاحبه
معظــم القــدر فــي حــل وترحـال
أفــق الســماكين بـل أعلاه مقعـده
فــي كـل حـال تـراه نـاعم البـال
إن عــاش عـاش أجـل النـاس منزلـة
أو مـــات مـــات بإعظـــام وإجلال
فـي القـبر حـيّ بمـا أبقاه من اثر
وحســـن ذكـــر بــأقوال وأفعــال
تعنــو الوجــوه لــذكراه وسـيرته
وينحنـى الـراس للتعظيـم بالتـالي
وإن عنــــدى لبرهانـــا أقـــدّمه
وينحنـى الـرأس للتعظيـم بالتـالي
هــذا الإمـام إمـام الفضـل أجمعـه
الشــافعيّ ســديد الــراي والقـال
بحـر مـن الشـرع قـد شـطت شـواطئه
وبـــــر بـــــر لملاح وحمـــــال
وبــدر فضــل أضــاء الكــون يـره
وشـــمس هـــدى لأفـــراد وأقيــال
كـم مـن مسـائل قـد ضـافت مسالكها
برأيــه انفرجــت مـن غيـر إمهـال
وكــم تجــافى بجنــب عـن مضـاجعه
ومـــا اســتلذّ بإغفــاء وإغفــال
وكــم لــدرك علــوم جــاب مقفـرة
جـرداء مـرداء مـن مـاء ومـن مـال
وطالمــا جــد فيهــا وهـو منفـرد
وواصــل الســير أميــالا بأميــال
ومــا ثنتــه عـن التحصـيل متربـة
ولا اعـــتراه فتـــور حـــال إقلال
حـتى سـما فـوق هـام النجـم مقعده
ونــال بيـن البرايـا حسـن إقبـال
وشـــيخه مالـــك واللـــه بشــره
بــأنه فــي المعـالي فـرد أمثـال
والصـاحبان لـه بالفضـل قـد شـهدا
كمـا لـه شـهد الاتبـاع فـي الحـال
بحـــر تلاطـــم بــالأمواج ســاحله
عـــذب بلا حمـــأ فيـــه وصلصــال
ســفينة العلــم تجـرى فـوق لجتـه
شــراعها الشـرع فـي رسـو وتجـوال
إلــى قريــش وفهــر ينتمـى نسـبا
فهــو ابــن عـم رسـول اللـه والآل
مــن معشــر شـرف الرحمـن محتـدهم
خلاصــة العــرب بـل أقطـاب أبطـال
يقــول مفتخــرا مــن كـان تـابعه
أقوال حبر الورى في الشرع أقوى لي
بالشــافعي وأهـل الـبيت فـاغتبطي
مصــر وقــولى لقــد بلغـت آمـالي
ويـا بنـى مصـر زوروهـم ولا تثقـوا
بمـــارقين مـــن الإســـلام ضـــلال
كيـف التاسـى بقـول المنكريـن وهم
صـــم وبكـــم وعمــى شــر جهــال
إن الزيـــارة بـــالإخلاص غايتهــا
دفــع الشـدائد مـن أهـواء أهـوال
إن المـودة فـي القربـى لهـا صـلة
بالســيد المصـطفى فـي كـل أحـوال
وبـــاب آل رســول اللــه قاطبــة
واســتمطروا مــن عطـاه كـل هطـال
فــأمطر الكــل مـن أمـداده منحـا
فعـــاد كـــل بإنعـــام وإفضــال
جــاه عريــض وكــف بالنـدى وكفـت
جــودا فراحــت بأوجــاع وأوجــال
يـا قاضـى الشـرع هـذا يوم مولدكم
ونظــرة منــك فيهــا كــل إقبـال
وعــادة الفــرح الميمــون طـالعه
تعطــى الهــدايا ولكــن دون إقلال
فكــل مــن حضـروا يرجـو زيادتهـا
حاشــاك تبــدل قنطــارا بمثقــال
يـا ربنـا انصر على الأعدا خليفتنا
وزلــزل الكفــر منــه شـر زلـزال
واجعــل بــه رايـة الإسـلام خافيـة
تظـــل كـــل فريـــق خيـــر إظلال
وامنـح رجال الهدى والشرع مطالبهم
واجعــل مشـاربهم مـن خيـر سلسـال
وتـب علينـا وجمـل حـال مـن حضروا
ونــور القلــب واقبــل كـل تسـآل
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.