
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خلـوا التواني ففجر المجد قد لاحا
واسـتيقظوا فزمـان النوم قد راحا
واستعملوا الحزم في تحرير موطنكم
واسترخصـوا فـي خلاص القطر أرواحا
فمصــر تـدعو بنيهـا وهـي واجمـة
أن صـيروا الغارة الشعواء ملحاحا
وطهــروا الأرض مــن بـاغ ومغتصـب
وأمطروهــم عــذاب الهـون سـحاحا
الفـرد بـائنين لا ترضـوا بترضـية
وإن هــم أوقـروا خمسـين سـرداحا
واستنصـروا الله إن النصر في يده
علـى العـدو فمسـك التصر قد فاحا
وأجمعـوا الأمـر فـي توحيد مطلبهم
وأصـلحوا ذات بيـن القطـر إصـلاحا
ومكنـــوا عقـــدة الإخلاص بينكــم
وسـطروا منـه فـوق الهـام ألواحا
وحكمـوا العقل قبل الفعل واتخذوا
آراء أهـل النهـى والفضـل مصباحا
فقـد أرتنـا الليـالي وهـيَ صادقة
أن الــتروى غـدا للتجـح مفتاحـا
ومنــه يشــرق نـور الحـق مكتملا
كطلعــة البــدر وضــاء ووضــاحا
ونزّهـوا عـن جليـس السـوء مجلسكم
ولا تظنــــوهم للرشـــد نصـــاحا
كـل يـداجى وسـيف الغـدر فـي يده
فـإن رأى مـا تمنـى صـال أو صاحا
يـداهن القـوم في تحييذ ما فعلوا
وإن تـولى بمـا قـد أضـمروا باحا
فهــــــؤلاء لئام لا خلاق لهـــــم
لا يبتغــون سـوى الأمـوال أرباحـا
منهـم خـذوا وحذرتكم في كل مجتمع
ومكنـوا فـي صـدور الكـل أرماحـا
ثـم انهضـوا نهضـة الاساد واتزروا
بــالعزم والحــزم فلاحــا وملاحـا
ومزقـوا شـمل أعـدا كـم ولا تهنوا
فكـم بكـى القطر من غدر وكم ناحا
وكـم وكـم بيـد العدوان قد سلبوا
قوتــا ومــالا وأرواحـا وأشـباحا
وفرقــوا بيــن مولــود ووالــده
وأكـثروا السـلب إلحافـا وإلحاحا
وقطعـوا الأمـر فيمـا بيننـا شيعا
وأوضــحوا سـبل التفريـق إيضـاحا
حـتى غـدا القطـر في ضيق وفي ضعة
وأصـــبح الكــل بكــاء ونوّاحــا
وألجمـوا اللسـن عـن شكوى ظلامتهم
فمـا استطاعوا حيال الظلم إفصاحا
وصـيروا العلـم والتعليـم في درك
بعـد الرقـي فلـبّ العلـم قد طاحا
أيـن الفطاحـل مـن كـانت معارفهم
تسـقى العقـول سـلاف العلم أقداحا
أيـن الألـى بلغـوا الجوزاء منزلة
وفكرهــم كــان للإصــلاح مصــباحا
أتـى علـى الكـل أمـر لا مـرد لـه
فـاجتث بالبغى روض العلم واجتاحا
قومـوا ولا ترهبـوا من كان ينبحكم
فـالكلب مـن خـوفه تلقـاه نباحـا
ردوا إلى مصر ما بالظلم قد سلبوا
فصــوت مصـر غـدا بالنصـر صـداخا
واستاصـلوا بثبـات الجـاش شأفتهم
ظهــرا وعصــرا وإمسـاء وإصـباحا
فمتــن مصــر بــه الأرزاء فادحـة
منهـم فكونـوا لمتـن القطر شراحا
إن تثقفـــوهم يولــوكم ظهــورهم
ويرجعــون إلــى التـاميز سـياحا
يـا غـارة اللـه لا تبقـى ولا تذرى
منهــم علـى الأرض طماعـا وطماحـا
فغلظــة الطبـع والأكبـاد ديـدنهم
أمــا تـرى الكـل سـفاكا وسـفاحا
خـانوا المسـيح وما خافوا شريعته
ومــا تلـوا قـط للإنجيـل إصـحاحا
فيـا بنـى النيـل هبوا من سباتكم
نهـر الدماء بهم في القطر ضحضاحا
هتــك وفتــك وسـفك للـدما فجـرى
نهـر الدماء بهم في القطر ضحضاحا
ومصــر للثــأر تـدعوكم وتـوقظكم
فلا تنـوا فزمـان الثـأر قـد تاحا
فقـد عرفتـم بصـدق القصـد من قدم
والكـل صـار بعـز العلـم جحجاحـا
وهيثـوا بعـد ليـل القصـد أنفسكم
للحـم واسـتبدلوا الأتـراح أفراحا
فقـد كفـى مصر ما شدوا وما حملوا
فمــا علمنـا ضـميرا قـط مرتاحـا
فلا ســـلامة للأعـــداء إن رحلــوا
ولا لجيــش غــدا بـالبغي أوراحـا
فـإن تولّـوا فقولـوا عنـد فرقتهم
الحمـد للـه زال الظلـم وانزاحـا
أحمد بن محمد الحملاوي.أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف في فن الصرف - ط)، و(زهر الربيع في المعاني والبيان والبديع - ط)، و(مورد الصفا في سيرة المصطفى - ط)، و(ديوان - ط) أكثره مدائح نبوية.