
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
انفـث ضـرام الهـوى في كل جارجة
فـإن بـرد شـتاء اليـأس أعيـاني
وابعث الى القلب نورا يستضاء به
فـي مـدلهمٍّ كـوجه الليـل طَخِيـان
نـورا مـن الحسـن يَهدني ويبُهجني
فـي العيش والحسنُ يهدى كل حيران
لـولا ظلال الهـوى المخضلِّ ما رغبت
فـي بلقـع العيش يوما نفسُ انسان
أليـس حسـنُك نـورَ اللـه منبعثـا
يهدى الغوىَّ ويهدى الجارم الجاني
مـا كنـت بالجارم الجاني فتهجره
كلا فمــالي ذنــب غيــر تحنـاني
لـو كنـت تعـرف مـا قلبي ولوعته
اذن لأكـــبرت آلامـــي وأشــجاني
ما العيشُ ان لم تكن فيئا يظلِّلني
إذا الأسـى لـجَّ بـي يوما فأضناني
فـي القلب نارٌ بقاءَ الدهر ثائره
وموقــد النــار عنهـا جِـدُّ غفلان
يـا دَيـن قلـبي أما ينفك من شجن
الاّ الــى شــجن يمضــى بسـلواني
لـو كـان جسـمي كقلـبي في صلابته
أو كـان قلـبي مـذعانا كجثمـاني
اذن لطــافت همـومي وهـي حـائرة
طــوف الريــاح بأجبـال ووديـان
نـاجيت قلبـك عـن بعـد فهل كشفت
عينــاك سـرّى فسـرى فيـك اعلانـي
إذا بــدا الفجــرُ حيّتـه بلابلـه
فهــل تلـوح وأُغضـى جفـن وسـنان
وكيــف أغضـى وقلـبي طـائر غـرد
وضــوء حسـنك فيـه فجـرُ ادجـاني
إذا سـكت فمـن فـي الناس يُنشدهم
شـعرا كشـعري وألحانـا كألحـاني
الــروض يُطربــه أرنــانُ طـائره
وأنـت روضـي فهـل يشـجيك ارناني
يـا من على البعد ألقاه ويلقاني
رغـم الصدود ورغم الكاشح الشاني
أذاكــري أنــت كلا أنـت تجهلنـي
جهـل السعيد شقاء العاجز الواني
لا الــدار واحــدة حـتى يُجَمِّعنـا
يومــا تعــاطفُ جيــران لجيـران
كلا ولا أنــت مثلــي هــائم ولـع
فكيــف أطمـع أن تـدنو فتلقـاني
ألقـاك ألقـاك بالـذكرى فواطربي
أنـي أراك ولـم تفطن الى الراني
وكـم طبعـت علـى خـديك مـن قبـل
حـــرى تُصــَعِّدها أنفــاسُ حــران
هديــة لـك هـذى الريـح تحملهـا
فهـل قبسـت مـع الأنسـام نيرانـي
يغنـى النسـيمُ إذا لاقـاك عن أرج
فـي الـروض مـن زَهـر غـضٍّ وسوسان
حمَّلتــه عطــر حسـن فيـك مزدهـر
مــا تركــت لــورد أو لريحــان
طـوبى لـه مـن محـب نـاعم أبدا
لاه بَشــعر علــى فوديــك فينـان
وأغيـرةَ الـوردِ امـا لحت مبتسما
تزهــى بــورد علــى خـديك خجلان
انـي أراك بأحـداق الخيـال فكـن
كمــا تشــاء علـى نـأى وهجـران
يـا متعة من بنات الوهم فزت بها
حــتى كأنــك لـم تبخـل بلقيـان
عجـزَت عـن سـلبها منـي فواعجـبي
مـن عـاجز نافـذ السـلطان في آن
لـو كنـت تنصفني في الحب جدت بلا
مَــنٍّ وأدنيتنـي مـن بعـد هجـران
شـدوت بالحسـن حـتى لم أدع نغما
يـدنيك منـي فيـا بؤسـا لألحـاني
جهلـت شـعري فلـم تفتنـك روعتـه
ومــا جهلـت جمـالا فيـك أحيـاني
ولـو تـبينت شـعري كنـت تقرضـني
حبــا بحــب واحســانا باحســان
فَـوَّقتَ لي في الهوى سهما فأصماني
وكـان لـولا الهوى العذرىُّ أخطاني
بـذلت نفسـي وبـذل النفـس مكرمة
وراضَ حبُّــك قلبــا غيــر مـذعان
لـولا الهـوى كنت لا أرضى باهواني
رضــا الضــعيف بـأرزاء وحـدثان
لا تشـتك الحب كم في الحب من نعم
يـا قلـب خافيـة الا عـن العـاني
ألـم تكـن قبـل هذا الحب في جدث
مــن الضـلوع دفينـا طـيّ جثمـان
حـتى سـمعت نـداء الحـب فانبعثت
فيـك الحياةُ حياةُ الحالم الهاني
ان تنـس لا أنـس ليلات لنـا سـلفت
كأنمــــا هـــي أحلام لوســـنان
حيـث الحيـاة ربيـع والزمان فتى
ونحــن فـي أفـق السـراء نجمـان
صـنوان نخطـر فـي ظل الشباب كما
يهـوى الشـبابُ ويشـتاق العشيقان
كـم ليلـة بسـناء البـدر مشـرقة
للهــم فـي ظلهـا ترنيـق نعسـان
بتنـا ونـام الأسـى عنـا ونادمنا
مــن الأمــانيِّ فيهــا أيُّ نـدمان
يـا من رأى نور بدر الليل منسكب
علـى جـبين كنـور البـدر روحاني
والبشــر يقطـر مـن خـديك رَبِّقُـه
حـــتى لتشــربه أجفــانُ ظمــآن
آهـا علـى ضـحكات فـي الظلام سرت
كأنمــا هــي ترنيمــاتُ كِــروان
كأنمـا الليـل لمـا نـام سـامره
يصـــغى اليهــا بأســماع وآذان
مـن ذا يوفيّك وصف الحسن غير فتى
فـي الشـعر منفـرد ما ان له ثان
يـا مشـبه الـورد الا فـي تصـوحه
والـورد يـا حسن يذوى بعد ريعان
حاشـا لحسـنك أن يودى الزمان به
يـا حسن ما دام في شعري وتبياني
هـذي الـترانيم طول الدهر ناطقة
مــا لليــالي عليهـا أي سـلطان
واضـيعة الشـاعر الغريـد في زمن
جــدب ينــوح علــى أطلال بسـتان
مـا للـورود نماء في القفار وما
لهـادل الـورق حـول بيـن غربـان
مـن يـالف الليـل ينكر كل مشرقة
ولا يـرى الشـمس شمسـا طرف عشوان
واهـا علـى زمـن كـان الجمال به
والشـعر مـا يعبـد الأقوام في آن
لخلـت أن الورى في الكون واحزني
أصــنام مقــبرة خرســاء مفتـان
وأنــت أملحهــم شــكلا وأفتنهـم
يـا أيهـا الصـنمُ اللاهي بأحزاني
سـيذكر الـدهر مـا عانيتُ من ألم
ونحـن فـي أقـبر المـوتى دفينان
وربمــا نـاح فيهـم شـاعر وبكـى
علـى الذي طالما في الحب أبكاني