
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل تـذكرين لقاءنا لمّا التقى
لحظـى ولحظُـك فـالتقى القلبان
فـي ليلـة خلـع الشـباب عِذاره
طـوع الهوى حتى الصباح الثاني
وضـاءة بالغيـد تَسطع في الدجى
فكـــأنهن مطـــالع الشــهبان
فياحـةً بشـذى الحسـان تفوح من
أنفاســـهن نوافـــح الرحمــن
صــخابة كــاليمّ متصـل الصـدى
متــــدفق متــــوثب جــــذلان
أقبلــت اقبــال الضـحى متهللا
فــإذا العيــون جميعهـن روان
تمشـين مشـرقة الجـبين محاطـة
بالســـحر فـــي جمـــع الخلان
فتلفتـت عينـاك نحـوى وانثنـى
قلـبي وأفلـت مـن يـدىّ عنـاني
ومشــيت نحـوك واجفـا مـترددا
فكــأنني أمشــى إلــى بركـان
متعـــثرا فــي خطــوتي متعجلا
متهيبـــا مســـتهترا فــي آن
ثـم اتجهـتُ الـى الرفاق محييا
وجلســت منــك علـى شـفير دان
وطفقـتُ أهـذى في الحديث لعلني
أخفـى الجـوى وأصـد من هيماني
فــألتِهم عمــن أكـون ورنّ فـي
أذنـي سـؤالك كالحيـا الهتـان
ورنــوتِ فــي خفـر الـىّ ورقـة
لمـا علمـتِ مـن الصـحاب مكاني
وأتـى الشـراب مصـفقا فدعوتني
للشـرب خَجلـى فـالتقى الكاسان
وشـربتُ من فمك الجميل المشتهى
راحــا فهيـج صـبوتي الراحـان
وتجاوبت في النفس أصداء المنى
وسـرت حميـا الكـأس في وجداني
وخشـيت أن تطغـى علـىّ لـواعجي
فمضـيت فـي هـذرى وفـي هذياني
أنـا من أنا غَرِدٌ ألحَّ به الصدى
وارحمتــا للبلبــل الصــديان
أنـا مـن أنـا لحـن نـدى ضائع
فــي صــاخب طــاغ علـى الآذان
أنـا مـن بعثتِ الروح فيه فجأة
ودعــوته فســعى مــن الأكفـان
أنـا مـن علمت ومن جهلت حنينه
فــتركته فـي ملتقـى الوديـان
أبـدا ينـوح ولـو سـمعت نواحه
لشــجاك نـوح الطـائر الظمـآن
فلكـم بكيـت فمـا وجدت مقاسما
لـي فـي الأسى يشجيه ما أشجاني
ولكـم ضـحكتُ ومـا ضـحكتُ وإنما
أخفيـتُ فـي الضحكات ما أبكاني
واضـيعة الألحـان إن لـم تسمعي
حــتى الصـدى واضـيعة الألحـان