
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خيـــر افتتــاح حمــدُ ذي الآلاء
مُـــولى المــواهب ايمــا إيلاء
أنعــامه عــم البريــة كلهــا
مـا خـص بعـض النـاس بالنعمـاء
قسـم الهبـات فنـال بعـض حظهـم
مـالا وعـدوا المـال خيـر حبـاء
والبعـض كـان نصـيبهم علماً وقد
حمـدوا الـذي أعطـى على الأعطاء
وسـعت جميـع الكـون رحمـة راحم
هـو فـي الحقيقـة أرحم الرحماء
إن أنـت لـم تلجأ إليه خبطت في
تيــه الحيــاة كنافــة عشـواء
وإذا التجــأت أراك خيـر محجـة
وبــدا سـبيلك فـي وضـوح ضـياء
فتســير فيـه آمنـاً يهـديك مـن
مــولاك نــور فــاق نـور ذُكـاء
مـا ضـل مـن جعـل الإلـه دليلـه
وملاذه فــــي الليلـــة الليلاء
فهــو الطريـق فسـر يظلـك ظلـه
وهــو الهـدى فاقصـده لاسـتهداء
وهـو الكريم إذا التمست مكارماً
وهـو العظيـم سـما على العظماء
فاضـرع إليـه مـن الصـميم فإنه
للمخلصــيني يجيــب كــل دعـاء
قــومي الكــرام تحيــة وتجلـة
يــا معشــر الأدبـاء والعلمـاء
أنتـم وأيـم الحـق صفوتنا الألى
تعـتز مصـر بكـم علـى الـدنياء
أنتـم بنـاة المجـد قد رفعت له
يــدكم صــروحا فقـن كـل بنـاء
أنتـم فخـار العلـم أصـبح شأنه
بكمــو يزاحــم منكـب الجـوزاء
أنتـم ريـاض الفضـل مزهـرة لنا
وأريجهــا كالمسـك فـي الإرجـاء
لا تُخــذل الآداب مـا دمتـم لهـا
فـي شـرقنا مـن أكـبر النصـراء
يهــدي إليكـم كـل سـفر يحتـوي
علمــاً لـداء الـدهل خيـر دواء
وبكــم ينشــط كـاتب لـم يـذخر
مجهــــوده لافـــادة القـــراء
وبكـم يجـازي عامـل أضنى القوى
فــي خدمـة الأوطـان خيـر جـزاء
أو شـــاعر زف الخـــرائد آملا
أن تمنحوهـا المهـر حسـن لقـاء
وبــوده لــو صــادفت أقــواله
أذنــا تمــنّ عليــه بالإصــغاء
تصـفي إلـى شـعر بـه الرحمن قد
أوحــى إلينــا أيمــا إيحــاء
فالشـعر أبلـغ خطبـة تلقـى على
أســماعنا مــن أبلـغ الخطبـاء
والشــعر حكمتــه كـبيت قصـيده
تبقــى بقـاء الـدهر دون عفـاء
والشـعر يحيـى المـائتين بمدحه
ويميــت أحيــاء بســيف هجــاء
والشعر ينشر ما طواه الدعهر من
عــــبر يرددهــــن كالأصـــداء
لـولاه مـا اشتهرت مفاخر من مضى
مــن عبقــريّ جــلّ فــي النبلاء
أو أريحــيّ بالمكــارم والنـدى
جـادت يـداه علـى أخي استجداء
أو لــوذعيّ كــان قطــب زمـانه
لجــأت إليــه النـاس لاسـتفتاء
لـولاه لانسـدل السـتار على الألى
رفعـوا عمـاد الفضل في الخلفاء
وعلـى الألـى في شعرهم أو علمهم
نبغــوا فسـُمي البعـض بـالأمراء
أو مـن قصـائدهم أدامـت ذكرهـم
طـول المـدى حيـاً علـى الغبراء
مثـل الفـرزدق أو حـبيب وأحمـد
وجريــر أو عمــرٍ أو الخنســاء
لــولاه لـم تـذكر فعـال عواهـلٍ
بمــــدائح وقصـــائد عصـــماء
أثنـى القريـض علـى ملوك حولوا
جــدباء مقفــرة إلــى خضــراء
أفعــالهم قــد عطـرت أسـماءهم
أكــرم بــذي الأفعـال والأسـماء
فالشــعر صــورهن أجمــل صـورة
وإطارهــا مـا شـئت مـن إطـراء
لـولاه مـا رسـمت لنـا آثـار من
فســطاطهم رفعـوه فـي الصـحراء
يبقـى القريـض لنـاظيمه صحائفاً
بيضــا زهــت كالــدر أي زهـاء
فينيلهـم فـي ذي الحياة وبعدها
أســنى كَسـاً يـزري بـألفِ كسـاء
إن كـان يخلو المرء من أدب فلا
يحلـــو بثـــوب فـــاخر ورداء
والشـعر يـدفع للسـخاء معاشـراً
منعــوا أيــاديهم عـن الإسـداء
ولكــم حريـص خـوف لـذع هجـائه
أجــدى ولــم نعهـده ذا أجـداء
والشـعر ينهـض مـن ونـى في همة
فيجــد كــل الجــد بعـد ونـاء
ويهــز كــل فــتى لـدفع ملمـة
كالأبــل نشــطها رقيــق حــداء
هـو بلسـم لجراحنـا فـي خطبنـا
ولقلبنــا كـم فيـه مـن تأسـاء
والشـعر يبعـث في الجبان شجاعة
فتخــاله كـالليث فـي البيـداء
والشـعر إن بـذر السـلام فإنمـا
تنمـو بـذور السـلم خيـر نمـاء
فلكـم معـارك قـد أسـال نجيعها
بأســــنة ولوامــــع بيضـــاء
بينــا تـراه رسـول سـلم تـارة
الفيتــه أخــرى رســول عــذاء
لكننــا نرجـو بـه غـرس الـولا
فــي كــل صـدر تحـت جـو صـفاء
وكفـى قلوب الخلق في الأوطان ما
فعلــت بهــن عوامــل الشـحناء
فعسـى تحـوز رضـى الأنام قصائدي
ورضـى الكـرام مفـاخر الشـعراء
لا أدّعـي صـفة الكمـال فلسـت في
شــعري مـن الفصـحاء والبلغـاء
فـإذا زللـت فـارتجي أن تصفحوا
وتقــابلوا الهفــوات بالأغضـاء