هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚتبرع الانجميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـرفت جنسك في العلوم وفي الأدب
يـا مـن قد اعتزت بها كل العرب
فالآنســات إذا انتسـبن إلـى أب
أنـت الـتي انتسبت إلى أدب وأب
والفخــر بالآبــاء لا يكفـي إذا
بـالعلم لم يقرن لمن شاء النسب
زيـن النسـا حسـن وزينـك فطنـة
هـي فتنـة سـلبت يقينـا كـل لب
خلـب الجمـالُ عقـول بعـض إنمـا
منـك الكمـال عقـول أجمعنا خلب
ور الــذكاء علــى حبيـك واضـح
وعـن العيـون الشمس ليست تحتجب
وحلاك كـــل شـــمائل وفضـــائل
تـزري بمـا حلـى الأوانس من ذهب
شــتان بيـن منـاقب تبقـى لنـا
أبـدا وبيـن حطـام دنيا قد ذهب
ولـذا اكـترثت لمـا يدوم وإنما
لـم تحفلـى يومـا بمـال أو نشب
فسـبقت فـي المضـمار كـل مساجل
ومنــاظر شـرفا وأحـرزت القصـب
ولمغــت شـأوا ليـس يـدكه سـوى
مـن جـد في طلب المعالي أو دأب
لـــولاك ذو الآلاء معرفــة بمــا
جهـل الكثير ومنك قد رفع الحجب
فرأيـت مـا لسـنا نرى وسبحت في
بحـر طمـا وصـعدت ما فوق السحب
هــذه مـواهب ذي الجلال تتـابعت
لمـن اغتدت أهلا لما المولى وهب
غبطتـك أتـراب رأت بـك الإقتـدا
الخيـر المناهج للوصول إلى أرب
صـيرت قدح الناس مدحا في النسا
فالناشئات بك افتخرن مدى الحقب
وبمثـل مـي الشـرق يعلـو شـأنه
ويعـود مطلـع نـور مجـد قد غرب
يكفيـك فخـرا أنـك الفضلى التي
إكرامهــا مــن كـل فـرد مطلـب
فضــل عظيــم ليـس يؤفـاه سـوى
مـن مـن ينـابع الهداية قد شرب
قـد غـر مثلـك فـي البرية كلها
بـل أنـت نـادرة الزمان ولا عجب
لـم لا وإنـك أيـة فـي الفهم لا
يُلقـى نظيـرك بين من حكما كتبا
قلـــم يســيل فصــاحة وبلاغــة
ومعيــن غيـرك مـن بلاغتـه نضـب
فكـــأنه وحــي إذا اســتنزلته
ألفيـت غيثـا مـن سـحاب ينسـكب
إن حــق للأدبـا احتفـاً باديبـة
لــك عنــدهم يـاميّ حـق مكتسـب
أو أنهـم قـدروا النوابغ قدرهم
رفعـوا مقامـك فوق هامات الشهب
أو فـاز قـوم بالصـوارم والقنا
فســلاح علمــك كـل مغـوار غلـب
أو يـوم انتخـب النسـاء زعيمـة
فـي العلم بذمهن غيرك ما انتخب
حقــا فللحكمــاء مرتبــة بهـا
يتميـزون وأنـت فـي أسمى الرتب
والعجـب مـن شـيم الحسان وإنما
هـذا التشـامخ عنـد مـيّ مجتنـب
فالغصن من فرط الثمار قد انحنى
يـدني القطوف لمن جناها عن كثب
وحـديثك الـدر النظيـم وكم لنا
نـثرته فـوق منـابر منـك الخطب
نظـرت إليـك النـاس نظـرة معجب
بـك حار في صوغ الثناء كما يجب
مــن كــل أنعمـه أفـاض زيـادة
ربـي علـى مـيّ الـتي حقـا أحـب
بــالعلم زاد بهـا محيًّـا مشـرقٍ
سـبحان من جمع الجمال إلى الأدب
