
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا نـور يـا نور قد مزقت أحشائي
والجســم أصــليت نـاراً أي إصـلاء
أذبــت قلـبي ومـا أبقيـت جارحـة
فويـل نفسـي مـن البلـوى وأعضائي
لا كان يوم به قال التطبيب في مرض
أعيــا واعجــز أقطــاب الأطبــاء
قــالوا المنيــة داء لا دواء لـه
وإنمــا اللــه يشــفى شـرّ أدواء
شـقيقة الـروح لـم لا تشـفقين على
قلوبنــا إنهــا فــي حــرّ أدواء
شــقيقتي كيـف لـم ترثـي لوالـدة
صــوابها فقــدت مـن غيـر صـهباء
وكيـف لـم ترحمـي الأهليـن أجمعهم
أختيــك مــع إخـوة خيـر الأشـقاء
عــز العـزاء فلا سـلوى تخفـف مـا
أصـابهم إذا أصـيبوا في السويداء
وكيــف بعـدك يزهـو عيشـهم ولقـد
أبــدلت نــورهم البـاهي بظلمـاء
هيهـات تصـفو ليـال بيضـها كـدرت
بــل اسـتحالت إلـى سـود ودهمـاء
فإنمــا نحــن أمـوات لفـرط أسـى
بعـد انتقالـك فـي أشـكال أحيـاء
إذا تـذكرت مـا قـد مـرّ مـن زمـن
أبكــي التـذكر عينـي مـر إبكـاء
قـد كـان اهنـا زمـان إذ مرابعنا
خضــر كخيــر مغــان فيـه خضـراء
حيــث المســرات للأهليــن دانيـة
والغـم عـن ساحهم أقصى النوى ناء
يـا أيها الزمن الماضي السلام على
مـا فيـك عينـي رأت مـن فرط سراء
اسـتودع اللـه فضـلى زانهـا شـرف
وكــل منقبــة فــي النفـس غـراء
اســتودع اللـه عقلا راجحـا ونهـى
وحكمــة وضــحت فــي حســن غـراء
اسـتودع اللـه قلبـا طـاهرا وتقى
أقـام كـالطود لـم يزعـج بـاهواء
اسـتودع اللـه فضـلا بـاهراً وذكـا
قــد فـاض فينـا بـانوار وأضـواء
والحـق يانورنـا قـد كنـت نابغـة
مــع الحداثــة فـي علـم وإنشـاء
وفــي ثقافتــك العليـا وفـي أدب
وفــي حصــافة حكــم عنـد إفتـاء
أحسـنت خمـس لغـات قـد بـذدت بها
أهــل الفطانــة بـل كـل الألبـاء
فشــمس عمــرك غـابت وهـي مشـرقة
هــل المغيــب بصــبح أو بامسـاء
لـو يعقل البين يوما ما جناه لما
ســطا عليــك بعيــن منـه عميـاء
نـادى الـتي بيننـا كـانت ملبيـة
مــن يســتغيث فلبــت دون إبطـاء
يـا زهـرة قطفـت عنـد النمـو وقد
تعطــرت مــن شــذاها كـل أرجـاء
أبكـى العلوم التي أنفقت عمرك في
تحصــيلها مثــل إخــوان وآبــاء
أبكى السجايا التي بين الأنام بها
أصــبحت ممتــازة عـن كـل حسـناء
أبكى الفضائل بل أبكى الشمائل قد
تخــذتها خيــر أثــواب وازيــاء
أبكـى المحامد أبكى البر إذ صنعت
يـداك كـل يـد فـي الخيـر بيضـاء
يـا خيـر آنسـة فـي فضـلها فضـلت
أترابهــا مــن بنـات ثـم أبنـاء
قـد كنـت فخـراً لأهـل طالما غبطوا
عليــك يــا فـذة فـي نسـل حـواء
فكــم بـك اعـتزت الأهلـون قائلـة
يـا قـوم أمثـال هـذي ما رأى راء
عليـك فاضـت ومـا غاضـت مـدامعنا
فــالبين أذكـى أسـانا أي اذكـاء
بكـت علـى صـخرها الخنساء من قدم
وصــخرٌ اليـوم يبكـي فقـد خنسـاء
لكنمـا حيـن يغـدو الشـمل ملتئما
تجــف عبرتنــا يــا خيـر عـذراء
فــأنت فـي جنـة الفـردوس راتعـة
تنعميــــن وأبــــراراً بــــآلاء
أرجـو رجـاء عسـى المـولى يحققـه
هــو الثــواء بخلـد مـع أعـزائي
ديارنـا بالرزايـا الـدهم مفعمـة
ودارهــم قـد خلـت مـن كـل ارزاء
شــتان بيــن نعيــم خالـد وعنـا
وهــل رأيــت عنــاء مثـل نعمـاء
لــذاك آثــرت داراً سـاحها رحبـت
مــا بيــن فيحــاء جنـات وغنـاء
فيهـا السـعادة للقوم الألى طهروا
مـن قبـل أن يرحلوا عن ظهر غبراء
وقـد طهـرت مـن الأوزار يـا ملكـا
مقـــره فـــي ســماء لا بــدنياء
حـوبت نفسـاً إلـى العليـاء طامحة
فلـم يرقهـا سـوى السـكنى بعلياء