
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــم للحســان محاسـن لا تنكـر
فـي الـبرّ بـاهرة وبحـراً أبهرُ
فـي الـبر نصف الجسم عار انما
فـي البحـر كـل مخبـأ لك يظهر
فنهودهـا الرمـان فـوق صدورها
منهــا حلا للنــاظرين المنظـر
او ردفهـا الريـان عنـد تماوج
يحكـى البحـار لذا هوته الابحر
وإلـى الشبيه الشبه منجذب كما
تـدرى كـأن البحـر شـخص يشـعر
يهنـا بحسـن أوانـس منهـن قـد
فتنتــه قامــامت وطـرف أحـور
والـرأس منسـدل الشـعور كانما
ليــل دجـا والـوجه صـح مسـفر
فـوق العذار منابت الورد الذي
يزهـو علـى تلـك الخدود ويزهر
ان الملاح منـــائرٌ لبحورنـــا
يهـدى السـفين ضـياؤهنّ الأنـور
وشعاعها لم ينبعث في الليل بل
ضــاءت ليـال بالحسـان وانهـر
مـن كـل غيـداءٍ لنـا من نورها
يــوم وليــل مشــمس أو مقمـر
عمـدت إلـى كـوخ لتخلـع ثوبها
خلعاً يود ذوو الجوى لو ابصروا
لــو صـوِّرت فيـه لأصـبح رسـمها
أبهـى وابهـج مـا يجيـد مصـور
وســعت إلـى بحـر وكـل حولهـا
مـن فـرط ذيـاك الجمـال يكـبر
تبغـي ابتراداً منشطا جسما لذا
فـي اليـمّ للحسـناء طـاب تطهر
وقـوام ذي الغـادات عند سباحة
متفكـــك الاعضــاء أو متكســر
فكأنهــا الاسـماك ظـاهرة لنـا
بيـن الميـاه بطونهـا والاظهـر
حركاتهـا فـي اليم تفتن عابداً
بـات الليـالي في التهجد يسهر
تسـبي قلوبـاً خاليـات مـن هوى
لـم تـدر انّ بها الكواعب يسحر
سـبحت بايـديها وارجلهـا وقـد
سـبقت سـفيناً فـي ميـاه تمخـر
صـاحت تحاكي الطير في نغماتها
عنـد اضـطراب المـوج منه تحذر
لمـا سـباحتها انقضـت عجلا إلى
ذا الكـوخ عـادت في بهاء يبهر
فكأنهـا والنـاس تقفـو إثرهـا
ملــك كريــم فـي عبيـد يـأمر
بردائهـا قبـل الخـروج توشـحت
لكنــه مــا كــل عضــو يسـتر
وتـــبرجت فكأنهـــا تنــوى لا
حِــبّ علــى جمــر وصـالا ينظـر
نفحاتهــا ملأت شــواطئنا شـذا
يسـري شـبيه المسك بل هو أعطر
جمعـت طيـوب السـوق طـيّ حقيبة
فــي كــل آونــة بهـا تتعطـر
فتخــال انــك بيـن روض نافـح
أرجــاً وليـس هنـاك روض مزهـر
ترنــو اليــك جــآذر بلـواحظ
خلبـت ولـم يُعهـد كذاك الجؤذر
زانـت ضـفاف البحـر غـرّ كواعب
متهاديـــات فوقهــا تتبخــتر
فرشـــاقة وملاحـــة ولطافـــة
وعذوبــة منهــا يسـيل السـكر
عجبـا لبحـر ليـس يحلـو ملحـه
والشــهد فيــه مجمـع ومقنطـر
ومـن الغريـب إذا نزلـن عُبابه
يصــفو العبـاب بهـن لا يتكـدر
يهـوى الحسـان فليس يبدى ايما
غضــب وكـل رضـاه عنهـا يظهـر
عشــقته حــتى لازمـت معشـوقها
أبـداً فليـس حمـاه حينـاً تهجر
ثـمَّ النعيـم لكـل ولهان اجتلى
أجســامهن الـبيض سـاعة تخطـر
أو عندما في البحر تسبح إذ به
تبـدو الجسـوم كـأنهن المرمـر
رمـل البحـور أحقَ أن يدعى بها
جنــات حــور كــل حسـن تثمـر
أغصــانها تلـك الملاح يميلهـا
نســم كأنفــاس لهــن معنــبر
تمضـى الشـهور بقربهـن سـريعة
فتمــر كالسـاعات تلـك الاشـهر
فمصــيفنا بيـن الحسـان تمتـع
بــأعز مـا نبغـي ومـا نتخيـر
والقيـظ عنـد سـباحة لمكوثنـا
فـي المـاء بين السابحات مبرر
يـاليت كـل العـام صـيف ليتـه
دهــر يـدوم صـفاؤه بـل أدهـر