
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا ورشـليم فـي المـدن البهيـه
رفيــع مكانــة بيــن الـبريه
يصـاغ لهـا القريـض يفـوق درا
ثمينـــــا أو قلائد عجــــديه
مــديحي مثـل طمـر وهـي أولـى
بمـــدح كالثيــاب السندســيه
إليهــا تقــت مـن حجـج خـوال
إلــى أن فرصــة ســنحت سـنيه
مقـام القـدس فـي قلـبي جليـل
شـريف مـا اقتضـى حججـا جليـه
حـداني الشـوق ان أنحـو مزارا
تبجلـــه الشــعوب العيســويه
بــل الآنـام طـراح حيـث تسـعى
زرافــات مــن المـدن القصـيه
معابـــدها لقــد كســيت جلالا
وجملهــا الرســوم الهندســية
يزيــد بهاءهــا قــدم فماضـي
عصــور القــدس أوجهــه وضـيه
ومــا كـل الجديـد لنـا بهيـج
وكــم زان القــديم الاقــدميه
وفــي التاريــخ إن طـالعتموه
حقــائق مثــل أنــوار مضــيه
فلســـطين مباركـــة ففيهـــا
أتـى عيسـى بـن مريـم الزكيـه
بهـــا متعبـــدات أو عــذارى
تركــن لاجلـه الـدنيا الـدنيه
فلا شـــغل لهـــن ســوى صــلاة
وتســــبيح بأصـــوات شـــجيه
فترنيمـــــاتهن لســــامعيها
تــــرن كــــانهن ملائكيــــه
ورهبــان قـد انقطعـوا نهـارا
وليلا للعبــــادات الــــوفيه
لقـد ضـحوا بمـا امتلكت يداهم
وراحتهــم فمـا اسـمى الضـحيه
بــأديرة علــى الاطـواد طـابت
معيشـــتهم وعـــدوها هنيـــه
فطــوبى للألــى قــد آثروهـا
علــى نعـم القصـور القيصـريه
لــديهم لــذة الــدنيا جحيـم
تظـــل حياتنــا فيــه شــقيه
إذا مـا أنصبوا في الشغل جسما
فمـــن هــم قلوبهمــو خليــه
وان كـان الغـذاء لهـم بقـولا
فقــد شــبعوا هبــات مولـويه
ومـا مـن بعـد فضـل اللـه فضل
ولا مــن بعــد نعمتــه عطيــه
ومــا أحلـى الحيـاة بلا همـوم
تســاور صــاحب النفـس الأبيـه
أحبوا في الفضا الفقر اختيارا
ولـو كـانوا مـن الأسـر الغنيه
فكــم فــي ناســكين وناسـكات
رأينــا مــن ســري أو ســريه
وقـالوا العـالم الفـاني رياء
خلــت منــه صــدورهم النقيـه
كسـوا ثـوب العفـاف كما تردوا
وقــار زانهــم بيــن الرعيـه
تحققــت الطهــارة فــي رجـال
يرجـــون الحيــاة الســرمديه
فكـانوا في الجبال أو البراري
مثــالا يرشــد النفـس الغـويه
فلســـطين بهــم ملئت فصــارت
فراديــس العفــاف العــالميه
وســـكان البلاد رأيــت منهــم
صــلاحا قــد بـدا فيهـم سـجيه
شــعرت هنـاك انـي بيـن أهلـي
وفـى وطنـي وفـي مصـر السـخيه
ففــي اكرامهـم للضـيف كـانوا
كجيـــران لهـــم والاريحيـــه
علـى اطـوار مقدسـنا اخضـرارا
وآثــــار بــــاجلال جريــــه
وللزيتـــون اشـــجار عليهــا
عقـــود زمــرد كــانت حليــه
هنـــاك صــنوبر نمــت عليــه
كلبنـــان روائحـــه الــذكيه
وشــاهدت الميــاه صـفت ولاحـت
منـــاظره البــديعه لؤلــؤيه
فلا تــروى ســوى مــاء قــراح
تـــدفق مــن ينــابيع رويــه
قــد انفجـرت ولكـن فـي صـخور
وقــد بــردت كـبئر السـامريه
فــان المـاء يثلـج حيـن قيـظ
وفــي مصـر لنـا عكـس القضـيه
وكــم روض سـقاه الغيـث وافـى
باثمـــار تلــذ لنــا شــهيه
وبيـــارات يافــا أو ســواها
حـوت مـا المـرء لا يحصـي جنيه
وللاردن قـــد كســـيت ضـــفاف
ثيــاب نضــارة أبــدا زهيــه
وفـــي طبريـــة بحــر ولكــن
فــرات ســاغ للامــم الظميــه
وهيكـــل كفرنـــاحوم عظيـــم
تــدل علــى مكــانته البقيـه
وناصــرة الجليـل رأيـت فيهـا
اعاجيبــا شـغلت بهـا الرويـه
وقانـا حيـث صـار المـاء خمرا
بعـرس قـد ركبـت لهـا المطيـه
وامــا بيــت لحـم فهـي تزهـو
جمـالا فـي الـورى مثـل الهديه
وفـي جبـل الصـعود صـعدت منـه
إلـى الأعلـى رقـى عيسـى رقيـه
وجــدت عليــه أبنيــة أقيمـت
تحــف بهــا الجنــان كائسـيه
وزخرفهــا يفــوق الوصـف حـتى
ذهلـت بـذي النقـوش المقدسـيه
أخــص كنائســا بالـذكر شـيدت
بمـال الـروس مـن قبـل الرزيه
فابــــداع باحكـــام تجلـــى
يعظــم شـأن ذي الامـم التقيـه
ملاييـــن الــدراهم انفقوهــا
علــى إنشـائها عـن حسـن نيـه
ولـــولا انهــا بيــع لقلنــا
تفـوق علـى الصـروح الكسـرويه
لـذا صـارت هـي الأولـى وأضـحت
ســواها فـي الزخـارف ثـانويه
ولكــن فــي مراتبهــا ســواء
معابـــد للمهيمـــن طــائفيه
وأجـــراس بـــابراج تعـــالت
إذا فرعـــت فاصـــوات قــويه
فتســمعها علــى بعــد عظيــم
تنـــادي للصـــلاة الأكـــثريه
فيـأتى البعـل يعبـد فـي خشوع
وتلحقــه العقيلــة والصــبيه
وفــي صــهيون تــذكار مجيــد
لعهـــد ســـنه عيســى عشــيه
لــداوود النــبي بهــا مقـام
يــذكرني الكريــم ابـي سـميه
خليــل اللــه ابراهيـم فيـه
بحــار اخـو الحجـى والالمعيـه
واســــحاق ويعقــــوب لكـــل
ضــريح غيــر زوجتــه الـوفيه
إلــى بلوطــة عمــرت ســعينا
لابراهيـــم لــم تــترك نيــه
فلــم أغفـل مقامـا او ضـريحا
ولــم أهمــل نبيــا أو نـبيه
وأمــا المســجد الاقصـى فهـذا
بـديع الوضـع يعيـي العبقريـه
بهــاء الجـامع العمـري يسـبي
وفيـه الصـخرة العظمـى الضويه
مــزار الخضــر فـي لـد مهيـب
تعظمـــه الشـــعوب الاجنــبيه
وفـي كـل القـرى شـرقا وغربـا
وجــدت غرائبــا كــانت خفيـه
فـرأت واذ رأتهـا العيـن قـرت
وقــد كــانت بقلــبي معنـويه
وليســت رؤيــة الاشــيا كسـمع
وهــل يحكـى قليـل الـدر ريـه
ولـو انـى أطللـت الشـرح ظنوا
احــــاديثي ملفقـــة فريـــه
ومـــن رام التحقــق فليقــدس
هنــاك يــرى فلسـطين الفـتيه
إذا مـا جاءهـا الزنـديق أمسى
بايمــان ولــم يخطــأ خطيــه
قـد ارتفعـت معابـدها ارتفاعا
يســـامى كـــل آثــار عليــه
علـــى طــود شــميم شــيدوها
فكــن منــائر الرشـد البهيـه
غشـاها الخلـق ملكـا او اميرا
ســـواء كـــالفقير بلا مزيــه
ولكـــن مــازهم أمــر وحيــد
وذا اخلاص أفئدة وليـــــــــه
رأيـت المسـلمين مـع النصـارى
كــاخوان صــفت لهـم العلـويه
ومثلــى عــاجز عـن وصـف حـال
يليــق بــه يــراع الأخيليــه
ســمت أخلاقهــم وذكــا حجـاهم
وقــد فاضــت اكفهــم النـديه
أودعهــم وبــي شــوق شــديد
إلــى عـود لهـم قبـل المنيـه
ولا عجـــب فهــم عــرب كــرام
قضـوا فـي الالـف أدهـارا سويه
وثــام العنصـرين نمـا فـأنمى
ســلاما فــي قلــوب الاغلــبيه
جــذلت بكــل مـا قـد شـاهدته
عيــوني فــي فلسـطين الصـفيه
فيـا وطـن المسـيح عليـك منـى
ومــن زوارك الكــثر التحيــه