
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ربــوعٌ تعفّــت فأبــدت خشـوعا
سـقى واكـفُ الغيث تلك الربوعا
وان جـفَّ بـالوكف جفـنُ الغمـام
سـقاها غمـام الجفـون الدموعا
تنــاءى ذووهــا وقــد أصـبحت
كأهـل الهوى ليس تدرى الهجوعا
وأمســـت تـــروع الملا وحشــةً
وكـانت قـديماً تـآوى المروعـا
ربــوعُ الألــى كــفُّ أرزائهــم
بنَـت فـي الوجودات بيتاً وسيعا
وفلَّــت عـرى الصـبر فـي أنمـلِ
أجـــدَّت لكــل فــؤادٍ صــدوعا
وقــد صــرعتهم يـد النائبـات
فأمســى لهـم كـلُّ صـبر صـريعا
ومــا خشــعوا لصـروف الزمـان
إلى أن غدوا في الفيافي خشوعا
إذا مــا ذكـرتُ صـريعَ الطفـوف
غـدا يصـرع الـرزءُ قلباً جزوعا
نضـى الـروحَ في الخرب منه فتىً
تـردى مـن الصـبر فيهـا دروعا
هـوى الـدينُ لما هوى في الثرى
وقـد كـان للـدين حصـناً منيعـا
أرى رأســه وهــو ســرُّ الإلــه
بــرأس ســنانِ ســنانٍ أذيعــا
تقــول لــه زينــبٌ والــدموع
نجيــعٌ علـى مـن تـردى نجيعـا
دع النـومَ فـوق الثرى والقرار
وأبـدل بسـيرك فينـا الهجوعـا
أخـــيَّ أتبقــى وانــي أعــود
لجــدك وحــدي وكنّــا جميعــا
اخـيَّ ألـم تـدر كـم فـي نـواك
لقينـا مـن الـدهر خطباً فظيعا
بروحَــي ثــاوين فــوق الـثرى
غــدت كالأضـاحي فأبـدت خضـوعا
وكــم مــن فــؤادٍ لصــبيانهم
بهـا بين أشقى ذوى الكفر ريعا
فكـم بالظبـا ثلمـوا مـن ظبـاً
وكـم أرضـعوا مـن سـهام رضيعا
وكـــم كبــدٍ لهــم كالزجــاج
بصـمِّ صـفا الـرزء أمسـى صديعا
ضــلالاً غـدا الرشـد مـن بعـدهم
ومســتعذبُ العيـش سـمّاً نقيعـا
فركـن الهـدى بعـدهم لـم يُشـَد
وعـرف النـدى بعـدهم لن يضوعا
ذوات هــدىً جمِّعــت فــي ثــرىً
لهـا جمَّـع الكفـر فيهـا جموعا
أيــا راكبــاً جَســرَةً كالصـبا
تقــدُّ الفضـا وتجـوز الربوعـا
اليــك عتابــا لأحمـى الحمـاة
وزلــزل بــه مكــة والبقيعـا
وقــل مـالكم قـد رقـدتم وقـد
وُتِرتـم مـن النـوم هبُّوا سريعا
فيــا لــكِ نـاراً أبَـت تنطفـى
لهــا شــُعلٌ تستســرُّ الضـلوعا
إلــى أن يقــوم بــأمر الإلـه
إمـامٌ لـه الـدهر أضـحى مطيعا
هنالــك يشــفي فــؤادُ الهـدى
وحـقُّ بنـى المصـطفى لـن يضيعا