
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـانَتْ سـُعادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ
مُتَيَّــمٌ إِثْرَهـا لَـمْ يُجْـزَ مَكْبُـولُ
وَمـا سُعادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إِذْ رَحَلُوا
إِلَّا أَغَــنُّ غَضــِيضُ الطَّـرْفِ مَكْحُـولُ
هَيْفــاءُ مُقْبِلَــةً عَجْـزاءُ مُـدْبِرَةً
لا يُشــْتَكَى قِصــَرٌ مِنْهـا وَلا طُـولُ
تَجْلُـو عَوارِضَ ذِي ظَلْمٍ إِذا ابْتَسَمَتْ
كَــأَنَّهُ مُنْهَــلٌ بِــالرَّاحِ مَعْلُـولُ
شـُجَّتْ بِـذِي شـَبَمٍ مِـنْ مـاءِ مَحْنِيَةٍ
صـَافٍ بِأَبْطَـحَ أَضـْحَى وَهْـوَ مَشـْمُولُ
تَجْلُـو الرِّياحُ الْقَذَى عَنْهُ وَأَفْرَطَهُ
مِــنْ صـَوْبِ سـارِيَةٍ بِيـضٌ يَعالِيـلُ
يـا وَيْحَهـا خُلَّـةً لَـوْ أَنَّها صَدَقَتْ
مـا وَعَدَتْ أَوْ لَوَ انَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ
لَكِنَّهـا خُلَّـةٌ قَـدْ سـِيطَ مِـنْ دَمِها
فَجْـــعٌ وَوَلْـــعٌ وَإِخْلافٌ وَتَبْــدِيلُ
فَمـا تَـدُومُ عَلَـى حـالٍ تَكُونُ بِها
كَمـا تَلَـوَّنُ فِـي أَثْوابِهـا الْغُولُ
وَمـا تَمَسـَّكُ بِالْوَصـْلِ الَّـذِي زَعَمَتْ
إِلَّا كَمـا تُمْسـِكُ الْمـاءَ الْغَرابِيلُ
كَـانَتْ مَواعِيـدُ عُرْقُـوبٍ لَها مَثَلاً
وَمــا مَواعِيــدُها إِلَّا الْأَباطِيــلُ
أَرْجُـو وَآمُـلُ أَنْ يَعْجَلْـنَ فِـي أَبَدٍ
وَمـا لَهُـنَّ طِـوالَ الـدَّهْرِ تَعْجِيـلُ
فَلا يَغُرَّنْـكَ مـا مَنَّـتْ وَمـا وَعَـدَتْ
إِنَّ الْأَمــــانِيَّ وَالْأَحْلامَ تَضـــْلِيلُ
أَمْســَتْ ســُعادُ بِـأَرْضٍ لا يُبَلِّغُهـا
إِلَّا الْعِتـاقُ النَّجِيبـاتُ الْمَراسِيلُ
وَلَـــنْ يُبَلِّغَهـــا إِلَّا عُـــذافِرَةٌ
فِيهـا عَلَـى الْأَيْـنِ إِرْقالٌ وَتَبْغِيلُ
مِـنْ كُـلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرى إِذا عَرِقَتْ
عُرْضــَتُها طــامِسُ الْأَعْلامِ مَجْهُــولُ
تَرْمِـي الْغُيُـوبَ بِعَيْنَـيْ مُفْرَدٍ لَهَقٍ
إِذا تَوَقَّــدَتِ الْحُــزَّانُ وَالْمِيــلُ
ضــَخْمٌ مُقَلَّــدُها فَعْــمٌ مُقَيَّــدُها
فِـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الْفَحْلِ تَفْضِيلُ
حَـرْفٌ أَخُوهـا أَبُوهـا مِـنْ مُهَجَّنَـةٍ
وَعَمُّهــا خَالُهــا قَـوْداءُ شـِمْلِيلُ
يَمْشـِي الْقُـرادُ عَلَيْهـا ثُمَّ يُزْلِقُهُ
مِنْهــا لَبــانٌ وَأَقْـرابٌ زَهَالِيـلُ
عَيْرانَـةٌ قُـذِفَتْ فِي اللَّحْمِ عَنْ عُرُضٍ
مِرْفَقُهـا عَـنْ بَنـاتِ الزَّوْرِ مَفْتُولُ
كَـأَنَّ مـا فـاتَ عَيْنَيْهـا وَمَذْبَحَها
مِـنْ خَطْمِهـا وَمِـنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ
تَمُـرُّ مِثْـلَ عَسـِيبِ النَّخْـلِ ذا خُصَلٍ
فِـي غـارِزٍ لَـمْ تَخَـوَّنْهُ الْأَحالِيـلُ
قَنْـواءُ فِـي حُرَّتَيْهـا لِلْبَصِيرِ بِها
عِتْـقٌ مُبِيـنٌ وَفِـي الْخَـدَّيْنِ تَسْهِيلُ
تَخْــدِي عَلَـى يَسـَراتٍ وَهْـيَ لاحِقَـةٌ
ذَوابِـــلٍ وَقْعُهُــنُّ الْأَرْضَ تَحْلِيــلُ
سُمْرُ الْعُجاياتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَى زِيَماً
لَــمْ يَقِهِــنَّ رُؤُوسَ الْأُكْـمِ تَنْعِيـلُ
يَوْمـاً يَظَـلُّ بِـهِ الْحَرْباءُ مُصْطَخِماً
كَــأَنَّ ضــاحِيَهُ بِالنَّــارِ مَمْلُـولُ
كَــأَنَّ أَوْبَ ذِراعَيْهـا وَقَـدْ عَرِقَـتْ
وَقَــدْ تَلَفَّـعَ بِـالْقُورِ الْعَسـاقِيلُ
وَقـالَ لِلْقَـوْمِ حـادِيهِمْ وَقَدْ جَعَلَتْ
وُرْقُ الْجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الْحَصَى قِيلُوا
شـَدَّ النَّهـارِ ذِراعـا عَيْطَـلٍ نَصـَفٍ
قــامَتْ فَجاوَبَهــا نَكْـدٌ مَثاكِيـلُ
نَوَّاحَـةٌ رِخْـوَةُ الضـَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها
لَمَّـا نَعَـى بِكْرَها النَّاعُونَ مَعْقُولُ
تَفْـرِي اللِّبـانَ بِكَفَّيْهـا وَمِدرَعِها
مُشــَقَّقٌ عَــنْ تَراقِيهــا رَعابِيـلُ
يَسـْعَى الْوُشـاةُ بِجَنْبَيهـا وَقَوْلُهُمُ
إِنَّـكَ يَـا بْـنَ أَبِـي سُلْمَى لَمَقْتُولُ
وَقــالَ كُــلُّ خَلِيــلٍ كُنْـتُ آمُلُـهُ
لَا أُلْفِيَنَّــكَ إِنِّــي عَنْــكَ مَشـْغُولُ
فَقُلْـتُ خَلُّـوا طَرِيقِـي لا أَبـا لَكُمُ
فَكُــلُّ مـا قَـدَّرَ الرَّحْمَـنُ مَفْعُـولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَـى وَإِنْ طالَتْ سَلامَتُهُ
يَوْمـاً عَلـى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمُـولُ
أُنْبِئْتُ أَنَّ رَســُولَ اللـهِ أَوْعَـدَنِي
وَالْعَفْـوُ عِنْـدَ رَسـُولِ اللهِ مَأْمُولُ
مَهْلاً هَداكَ الَّذِي أَعْطاكَ نافِلَةَ الْـ
ـــقُرْآنِ فِيهـا مَـواعِيظٌ وَتَفْصـِيلُ
لا تَأَخُـذَنِّي بِـأَقْوالِ الْوُشـاةِ وَلَمْ
أُذْنِـبْ وَلَـوْ كَثُـرَتْ عَنِّـي الْأَقاوِيلُ
لَقَـدْ أَقُـومُ مَقامـاً لَـوْ يَقُومُ بِهِ
أَرَى وَأَسـْمَعُ مـا لَـوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ
لَظَــلَّ يُرْعَــدُ إِلَّا أَنْ يَكُــونَ لَـهُ
مِـنَ الرَّسـُولِ بِـإِذْنِ اللـهِ تَنْوِيلُ
مَـا زِلْـتُ أَقْتَطِـعُ الْبَيْداءَ مُدَّرِعاً
جُنْـحَ الظَّلامِ وَثَـوْبُ اللَّيْـلِ مَسْبُولُ
حَتَّــى وَضــَعْتُ يَمِينِـي لا أُنـازِعُهُ
فِـي كَـفِّ ذِي نَقَمـاتٍ قِيلُـهُ الْقِيلُ
لَــذاكَ أَهْيَــبُ عِنْـدِي إِذْ أُكَلِّمُـهُ
وَقِيــلَ إِنَّــكَ مَســْبُورٌ وَمَســْؤُولُ
مِـنْ ضـَيْغَمٍ مِـنْ ضِراءَ الْأُسْدِ مَخْدَرُهُ
بِبَطْــنِ عَثَّــرَ غِيــلٌ دُونَـهُ غِيـلُ
يَغْـدُو فَيَلْحَـمُ ضـِرْغامَيْنِ عَيْشـُهُما
لَحْـمٌ مِـنَ الْقَـوْمِ مَعْفُـورٌ خَراذِيلُ
إِذا يُســاوِرُ قِرْنــاً لا يَحِـلُّ لَـهُ
أَنْ يَتْـرُكَ الْقِـرْنَ إِلَّا وَهْـوَ مَفْلُولُ
مِنْـهُ تَظَـلُّ حَمِيـرُ الْـوَحْشِ ضـامِرَةً
وَلا تُمَشـــِّي بِــوادِيهِ الْأَراجِيــلُ
وَلا يَــزالُ بِــوادِيهِ أَخُــو ثِقَـةٍ
مُطَــرَّحُ الْبَـزِّ وَالدِّرْسـانِ مَـأْكُولُ
إِنَّ الرَّســُولَ لَسـَيْفٌ يُسْتَضـاءُ بِـهِ
مُهَنَّــدٌ مِـنْ سـُيُوفِ اللـهِ مَسـْلُولُ
فِـي عُصـْبَةٍ مِـنْ قُرَيْشٍ قالَ قائِلُهُمْ
بِبَطْـنِ مَكَّـةَ لَمَّـا أَسَلَمُوا: زُولُوا
زَالُـوا فَمـا زالَ أَنْكـاسٌ وَلا كُشُفٌ
عِنْــدَ اللِّقـاءِ وَلا مِيـلٌ مَعازِيـلُ
شــُمُّ الْعَرانِيـنِ أَبْطـالٌ لَبُوسـُهُمُ
مِـنْ نَسْجِ داوُدَ فِي الْهَيْجا سَرابِيلُ
بِيـضٌ سـَوابِغُ قَـدْ شـُكَّتْ لَهـا حَلَقٌ
كَأَنَّهــا حَلَــقُ الْقَفْعـاءِ مَجْـدُولُ
يَمْشُون مَشْيَ الْجِمالِ الزُّهْرِ يَعصِمُهُمْ
ضـَرْبٌ إِذا عَـرَّدَ السـُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَفْرَحُــونَ إِذا نــالَتْ رِمـاحُهُمُ
قَوْماً وَلَيْسُوا مَجازِيعاً إِذا نِيلُوا
لَا يَقَــعُ الطَّعْـنُ إِلَّا فِـي نُحُـورِهِمُ
ما إِنْ لَهُمْ عَنْ حِياضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ.