
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـل حَبـلُ رَملَـةَ قَبـلَ البَينِ مَبتورُ
أَم أَنَـتَ بِـالحِلمِ بَعدَ الجَهلَِ معذورُ
مـا يَجمَـعُ الشَوقُ إِن دارٌ بِنا شَحَطَت
وَمِثلُهـا فـي تَـداني الـدارِ مَهجورُ
نَشـفى بِهـا وَهـيَ داءٌ لَـو تُصاقِبُنا
كمـا اِشـتَفى بِعِيـادِ الخَمـرِ مَخمورُ
مـا رَوضـَةٌ مِـن رِياضِ الحَزنِ باكَرَها
بِــالنَبتِ مُختلِــفِ الأَلـوانِ مَمطـورُ
يَومــاً بِـأَطيَبَ مِنهـا نَشـرَ رائِحَـةٍ
بَعــدَ المَنـام إِذا حُـبَّ المَعـاطيرُ
مـا أَنـسَ لا أَنسـَها وَالـدَمعُ مُنسَرِبٌ
كَــأَنَّهُ لُؤلُــؤٌ فــي الخَـدِّ مَحـدورُ
لَمّـــا رَأَيتُهُـــم زُمَّــت جِمــالُهُمُ
صـَدَّقتُ مـا زَعَمـوا وَالبَيـنُ مَحـذورُ
يَحــدو بِهِــنَّ أَخــو قـاذورَةٍ حَـذِرٌ
كَـــأَنَّهُ بِجَميــعِ النــاسِ مَوتــورُ
كَـــأَنَّ أَظعــانَهُم تُحــدى مُقَفِّيَــةً
نَخـــلٌ بِعَينَيــنِ مُلتَــفٌّ مَــواقيرُ
غُلــبُ الرِقـابِ سـَقاها جَـدوَلٌ سـَرِبٌ
أَو مَشـعَبٌ مِـن أَتِـيِّ البَحـرِ مَفجـورُ
هَــل تُبَلِغَنّـي عَلَـيَّ الخَيـرَ ذِعلِبَـةٌ
حَــرفٌ تَزَلَّــلَ عَـن أَصـَلابِها الكـورُ
مِــن خَلفِهــا قُلُـصٌ تَجـري أَزِمَّتُهـا
قَـــد مَســَّهُنَّ مَــعَ الإِدلاج تَهجيــرُ
يَخبِطـنَ بِـالقَومِ أَنضاءَ السَريحِ وَقَد
لاذَت مِـنَ الشـَمسِ بِالظِـلِّ اليَعـافيرُ
حَتّـى إِذا اِنتَصـَبَ الحَرباءُ وَاِنتَقَلَت
وَحــانَ إذ هَجَّــروا بِالـدُوِ تَغـويرُ
قَالوا تَنَحَّوا فَمَسّوا الأَرضَ فَاِحتَوَلوا
ظِلّاً بِمُنخَــرِقٍ تَهفــو بِــهِ المَــورُ
ظَلّــوا كَـأَنَّ عَلَيهِـم طـائِراً عَلِقـاً
يَهفـو إِذا إِنسـَفَرَت عَنـهُ الأَعاصـيرُ
لِوِجهَــةِ الريــحِ مِنـهُ جـانِبٌ سـَلِبٌ
وَجـــانِبٌ بِــأَكُفِّ القَــومِ مَضــبورُ
حَتّـى إِذا أَبَـرَدوا قـاموا إِلى قُلُصٍ
كَـــأَنَّهُنَّ قِســِيُّ الشــَوحَطِ الــزورُ
عَواســِلٌ كَرَعيــلِ الرَبــدِ أَفزَعَهـا
بِالســَيِّ مِــن قــانِصٍ شـَلٌّ وَتَنفيـرُ
حَتّـى سَقى اللَيلَ سَقيَ الجِنِّ فَاِنغَمَسَت
فـي جَـوزِهِ إِذ دَجـا الآكـامُ وَالقورُ
غَطّـى النَشـازَ مَـعَ الآكـامِ فَاِشتَبَها
كِلاهُمــا فـي سـَوادِ اللَيـلِ مَغمـورُ
إِنَّ عَلِيّــــاً لَمَيمـــونٌ نَقيبَتُـــهُ
بِالصــالِحاتِ مِــنَ الأَفعـالِ مَشـهورُ
صـِهرُ النَبِـيِّ وَخيـرُ النـاسِ مُفتَخَراً
فَكُــلُّ مَــن رامَـهُ بِـالفَخرِ مَفخـورُ
صــَلّى الطَهــورُ مَـعَ الأُمِـيِّ أَوَّلَهُـم
قَبــلَ المَعـادَ وَرَبُّ النـاسِ مَكفـورُ
مُقــاوِمٌ لِطُغــاةِ الشــِركِ يَضـرِبُهُم
حَتّـى اِسـتَقاموا وَديـنُ اللَهِ مَنصورُ
بِالعَـدلِ قُمـتَ أَمينـاً حيـنَ خـالَفَهُ
أَهـلُ الهـوَى وَذَووُ الأهـواءِ وَالزورِ
يـا خَيـرَ مَـن حَمَلـت نَعلاً لَـهُ قَـدَمٌ
بَعـدَ النَبِـيِّ لَـديهِ البَغـيُ مَهجـورُ
أَعطــاكَ رَبُّــكَ فَضــلاً لا زَوالَ لَــهُ
مِـن أَيـنَ أَنّـى لَـهُ الأَيـامَ تَغييـرُ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ.