
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقْــفَـــــرَ مِـــنْ أَهْــلِهِ مَـلْحـــوبُ
فَــالْقُـــطَّـبِــيَّــــاتُ فَـالذَّنُــــوبُ
فَـــراكِــــــسٌ فَــثُـــعَيْلِبــــــاتٌ
فَـــذاتُ فِـرْقَــيْــــنِ فَـالْقَــلِيـــبُ
فَـــعَــــرْدَةٌ فَــقَـــفـــا حِــبِـــرٍّ
لَيْــــسَ بِهـــا مِـنْــهُـــمُ عَـرِيـــبُ
وَبُــــدِّلَتْ مِـنْ أَهْــلِهـــا وُحـوشـــاً
وَغَــــيَّرَتْ حــالَهـــــا الْخُــطـــوبُ
أَرْضٌ تَــــوارَثَهــــــا شَـــعُـــــوبُ
وَكُــــلُّ مَـــنْ حَــلَّهــــا مَـحْـــروبُ
إِمّــــا قَـتــيــــلاً وَإِمَّــا هالِكــاً
وَالشَّـيْــــبُ شَـيْــــنٌ لِمَــنْ يَشِـيــبُ
عَــيْـــنــــاكَ دَمْـعُهُــمـــا سَــرُوبُ
كَــأَنَّ شَـأْنَــيْــهِــمـــا شَـعِــيـــبُ
واهِـيَــــةٌ أَوْ مَـعِــيــــنٌ مُـمْـعِــنٌ
مِــنْ هَــضْـــبَــــةٍ دُونَهـــا لُهُــوبُ
أَو فَــــلَجٌ مــــا بِــبَـــطْـــنِ وادٍ
لِلْمـــــاءِ مِـــــنْ تَحْتِـــهِ قَســـِيبُ
أَوْ جَــــدْوَلٌ فِــــي ظِـــلالِ نَـخْــــلٍ
لِلْمــــاءِ مِــــنْ تَـحْـــــتِهِ ســُكوبُ
تَـصْــبُـــو وَأَنّـــى لَــكَ التَّصـابِــي
أَنَّـــى وَقَـــدْ راعَـــكَ الْمَـشِــيـــبُ
إِن يَــــكُ حُــــوِّلَ مِنْهـــا أَهْلُهـــا
فَـــــلا بَـــــديءٌ وَلا عَــجِــيـــــبُ
أَو يَـــكُ أَقْـفَـــرَ مِنْـهـــا جَوُّهـــا
وَعـادَهـــــا الْمَـحْــــلُ وَالْجُـــدُوبُ
فَــكُــــلُّ ذِي نِـعْــمَـــةٍ مَـخْــلوسُها
وَكُـــــلُّ ذِي أَمَـــــلٍ مَـــكْـــــذُوبُ
وَكُــــــلُّ ذي إِبِـــــلٍ مَـــــوروثُها
وَكُـــــلُّ ذي سَـــــلَبٍ مَـــسْـــــلُوبُ
وَكُــــلُّ ذِي غَـــيْــــبَــــةٍ يَـــؤُوبُ
وَغــــــائِبُ الْمَـــــوْتِ لا يَـــــؤُوبُ
أَعـــاقِـــــرٌ مِــثْــــلُ ذاتِ رِحْـــمٍ
أَوْ غَــانِمٌ مِـثْــــلُ مَـــنْ يَـخِـيـــبُ
أَفْلِــحْ بِمـا شـِئْتَ فَقَـدْ يُـدْرَكُ بِالضــْ
ضَـعْــــفِ وَقَـــدْ يُـخْــــدَعُ الْأَرِيـــبُ
لا يَعِــظُ النَّــاسُ مَــنْ لَا يَعِــظُ الــدْ
دَهْــــرُ وَلا يَـنْــفَــــعُ التَّلْبِـيـــبُ
لا يَنْفَــــعُ اللُّــــبُّ عَــــنْ تَعَلُّـــمٍ
إِلَّا الســــــــَّجِيَّاتُ وَالْقُلــــــــوبُ
فَقَــــدْ يَعُــــودَنْ حَبيبـــاً شـــانِئٌ
وَيَرْجِعَــــــنْ شــــــانِئاً حَبِيـــــبُ
سـاعِـــــدْ بِــأَرْضٍ إِذا كُنْـــتَ بِهــا
وَلا تَـــقُـــــلْ إِنَّنِــــي غَــرِيــــبُ
قَــدْ يُوصــَلُ النَّــازِحُ النَّــائِي وَقَـدْ
يُـقْـطَــــعُ ذُو السُّهْمَــــةِ الْقَرِيـــبُ
مَـــنْ يَـــسْأَلِ النَّـــاسَ يَـحْـرِمُـــوهُ
وَســـــائِلُ اللــهِ لا يَـــخِـــيــــبُ
بِـــــاللَّهِ يُــــدْرَكُ كُــــلُّ خَيْــــرٍ
وَالْقَــــوْلُ فِــــي بَعْضـــِهِ تَلْغِيـــبُ
وَاللـــــهُ لَيْــــسَ لَــــهُ شــــَرِيكٌ
عَلَّامُ مــــــا أَخْفَـــــتِ الْقُلـــــوبُ
وَالْمَـــرْءُ مــا عــاشَ فِــي تَكْـــذِيبٍ
طُـــولُ الْحَـيــــاةِ لَـهُ تَـعْــذِيـــبُ
بَـــلْ إِنْ تَكُــنْ قَــدْ عَلَتْنِــي كَبْــرَةٌ
والشــــَّيْبُ شــــَيْنٌ لِمَــــنْ يَشـــِيبُ
فَــــرُبَّ مــــــــاءٍ وَرَدْتُ آجِــــــنٍ
سَـــبِــــيــــلُهُ خـــائِفٌ جَــدِيـــبُ
رِيــــشُ الْحَـمــــامِ عَلــى أَرْجــائِهِ
لِلْقَــــلْبِ مِــــنْ خَـــوْفِهِ وَجِــيـــبُ
قَــطَّـــعْـــتُهُ غُــدْوَةً مُـشِــيــحـــاً
وَصــاحِـــبِــــي بـــادِنٌ خَــبُــــوبُ
عَـيْــرانَــــةٌ مُـؤْجَــــدٌ فَـقـارُهــا
كَــــأَنَّ حـــارِكَهــــا كَــثِـــيـــبُ
أَخْــــلَفَ مـــا بـــازِلاً سَـدِيـسُهـــا
لا حِــــــقَّةٌ هِـــــيْ وَلا نَــيُـــــوبُ
كَــأَنَّهـــــا مِــنْ حَـمِــيـــرِ غــابٍ
جَــــوْنٌ بِـــصَـــفْـــحَــــتِهِ نُــدُوبُ
أَوْ شَـبَــــبٌ يَـحْتَــفِــــرُ الرُّخامَــى
تَـــــلُفُّهُ شَـــمْــــــأَلٌ هَــبُــــوبُ
فَــــذاكَ عَــصْـــــرٌ وَقَـــدْ أُرانِــي
تَــحْـــمِــلُنِــــي نَهْــدَةٌ سُـرْحُـــوبُ
مُـضَــــبَّرٌ خَـلْقُهـــا تَـضْــبِــيـــراً
يَـنْـشَـــقُّ عَــنْ وَجْهِهـــا السَّبِـيـــبُ
زَيْــتِـــــيَّةٌ نـاعِــــمٌ عُـروقُهــــا
وَلَيِّــنٌ أَسْـــرُهــــــا رَحِـــيـــــبُ
كَــــأَنَّهــــــا لِقْـــــوَةٌ طَــــلُوبُ
تُـخْــــزَنُ فِـــي وَكْـرِهـــا الْقُلُــوبُ
بــاتَــــــــتْ عَــــــلى إِرَمٍ رابِئَةً
كَـــأَنَّهـــــا شَــيْـــخَــــةٌ رَقُــوبُ
فَـأَصْــبَــحَــــتْ فـــي غَــداةِ قِــرَّةٍ
يَـسْــقُـــطُ عَــنْ ريشِهـــا الضَّرِيـــبُ
فَـأَبْـصَـــرَت ثَعْـلَبـــاً مِــنْ ساعَـــةٍ
وَدُونَـهُ سَـــبْــــسَــــبٌ جَـــدِيــــبُ
فَـنَــفَـضَـــتْ رِيشَهـــا وَانْتَـفَـضَـــتْ
وَهْـــيَ مِـــنْ نَهْــضَــــةٍ قَــرِيــــبُ
فَاشْـتــــالَ وَارْتــاعَ مِــنْ حَسِيســِها
وَفِــعْـــــلَهُ يَـفْــعَــــلُ الْمَــذْؤُوبُ
فَـنَهَــضَـــتْ نَـحْـــوَهُ حَـثِــيــثَـــةً
وَحَــــرَدَتْ حَــــرْدَةً تَـــسِــــيــــبُ
فَـــدَبَّ مِــــنْ رَأْيِهــا دَبِـيــبــــاً
وَالْعَـيْـــــنُ حِـمْـلاقُهــــا مَقْـــلُوبُ
فَـــأَدْرَكَـــتْـــهُ فَــطَـــرَّحَـــتْـــهُ
وَالصَّيْــــدُ مِــنْ تَحْـتِهـــا مَكْـــرُوبُ
فَرَنَّحَتْـــــــــــهُ وَوَضــــــــــَعَتْهُ
فَكَــــــدَّحَتْ وَجْهَــــــهُ الْجَبُـــــوبُ
فَعــــــــــاوَدَتْهُ فَرَفَّعَتْــــــــــهُ
فَـــــــأَرْسَلَتْهُ وَهْـــــوَ مَكْـــــرُوبُ
يَـضْـغُــــو وَمِـخْــلَبُهـــا فِـي دَفِّـهِ
لا بُــــدَّ حَــيْــــزومُهُ مَـنْــقُــــوبُ
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.