
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا صـاحِ مَهْلاً أَقِـلَّ الْعَذْلَ يا صاحِ
وَلا تَكُــونَنَّ لِــي بِـاللَّائِمِ اللَّاحِـي
حَلَفْــتُ بِـاللَّهِ إِنَّ اللَّـهَ ذُو نِعَـمٍ
لِمَــنْ يَشــاءُ وَذُو عَفْــوٍ وَتَصـْفاحِ
مـا الطَّرْفُ مِنِّي إِلى ما لَسْتُ أَمْلِكُهُ
مِمّـا بَـدا لِـي بِباغِي اللَّحْظِ طَمّاحِ
وَلا أُجـــالِسُ صـــُبَّاحاً أُحـــادِثُهُ
حَــدِيثَ لَغْــوٍ فَمــا جِـدّي بِصـُبَّاحِ
إِذا اتَّكَــوْا فَأَدارَتْهــا أَكُفُّهُــمُ
صــِرْفاً تُــدارُ بِــأَكْواسٍ وَأَقْـداحِ
إِنِّـي لَأَخْشـَى الْجَهُـولَ الشَّكْسَ شِيمَتُهُ
وَأَتَّقِـي ذا التُّقـى وَالْحِلْمِ بِالرَّاحِ
وَلا يُفــارِقُنِي مــا عِشـْتُ ذُو حَقَـبٍ
نَهْـدُ الْقَـذالِ جَـوادٌ غَيْـرُ مِلْـواحِ
أَوْ مُهْـرَةٌ مِـنْ عِتـاقِ الْخَيْلِ سابِحَةٌ
كَأَنَّهــا ســَحْقُ بُـرْدٍ بَيْـنَ أَرْمـاحِ
وَمَهْمَـــهٍ مُقْفِـــرِ الْأَعْلامِ مُنْجَــرِدٍ
نـائِي الْمَناهِـلِ جَدْبِ الْقاعِ مِنْزاحِ
أَجَزتُــــهُ بِعَلَنْــــداةٍ مُـــذَكَّرَةٍ
كَـالعَيْرِ مَـوَّارَةِ الضـَّبْعَيْنِ مِمْـراحِ
وَقَــدْ تَبَطَّنْـتُ مِثْـلَ الـرِّئْمِ آنِسـَةً
رُؤْدَ الشــَّبابِ كَعابـاً ذاتَ أَوْضـاحِ
تُـدْفِي الضـَّجِيعَ إِذا يَشـْتُو وَتُخْصِرُهُ
فِي الصَّيْفِ حِينَ يَطِيبُ الْبَرْدُ لِلصَّاحِي
تَخـالُ رِيـقَ ثَناياهـا إِذا ابْتَسَمَتْ
كَمِـــزجِ شـــَهْدٍ بِــأُتْرُجٍّ وَتُفَّــاحِ
كَــأَنَّ ســُنَّتَها فِــي كُــلِّ داجِيَـةٍ
حِيــنَ الظَّلامُ بَهِيمٌـ، ضـَوْءُ مِصـْباحِ
إِنِّـي وَجَـدِّكَ لَـوْ أَصـْلَحْتُ مـا بِيَدِي
لَـمْ يَحْمَدِ النَّاسُ بَعْدَ الْمَوْتِ إِصْلاحِي
أَشـْرِي التِّلادَ بِحَمْـدِ الْجـارِ أَبْذُلُهُ
حَتَّــى أَصـِيرَ رَمِيمـاً تَحْـتَ أَلْـواحِ
بَعْــدَ الظَّلالِ إِذا وُســِّدْتُ حَثْحَثَــةً
فِــي قَعْــرِ مُظْلِمَـةِ الْأَرْجـاءِ مِكْلاحِ
أَوْ صـِرْتُ ذا بُومَـةٍ فِـي رَأْسِ رابِيَةٍ
أَوْ فِـي قَـرارٍ مِـنَ الْأَرْضـِينَ قِرْواحِ
كَمْ مِنْ فَتىً مِثْلِ غُصْنِ الْبانِ فِي كَرَمٍ
مَحْـضِ الضـَّرِيبَةِ صـَلْتِ الْخَـدِّ وَضـَّاحِ
فـارَقْتُهُ غَيْـرَ قـالٍ لِـي وَلَسـْتُ لَهُ
بِالْقـالِ أَصـْبَحَ فِـي مَلْحـودَةٍ ناحِي
هَــلْ نَحْـنُ إِلَّا كَأَجْسـادٍ تَمُـرُّ بِهـا
تَحْــتَ التُّــرابِ وَأَرْواحٍ كَــأَرْواحِ
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.