
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَــنْ دِمْنَــةٌ أَقْــوَتْ بِجُـوَّةِ ضـَرْغَدِ
تَلُــوحُ كَعُنْــوانِ الْكِتـابِ الْمُجَـدَّدِ
لِســَعْدَةَ إِذْ كــانَتْ تُثِيــبُ بِوُدِّهـا
وَإِذْ هِـــيَ لا تَلْقـــاكَ إِلَّا بِأَســْعُدِ
وَإِذْ هِــيَ حَــوْراءُ الْمَـدامِعِ طَفْلَـةٌ
كَمِثْـــلِ مَهـــاةٍ حُــرَّةٍ أُمِّ فَرْقَــدِ
تُراعِـي بِـهِ نَبْـتَ الْخَمـائِلِ بِالضُّحى
وَتَــأْوِي بِــهِ إِلــى أَراكٍ وَغَرْقَــدِ
وَتَجْعَلُــهُ فِـي سـِرْبِها نُصـْبَ عَيْنِهـا
وَتَثْنِـي عَلَيْـهِ الْجِيـدَ فِـي كُلِّ مَرْقَدِ
فَقَـدْ أَوْرَثَـتْ فِي الْقَلْبِ سُقْماً يَعُودُهُ
عِيــاداً كَســُمِّ الْحَيَّــةِ الْمُتَــرَدِّدِ
غَــداةَ بَــدَتْ مِـنْ سـِتْرِها وَكَأَنَّمـا
تُحَـــفُّ ثَناياهــا بِحالِــكِ إِثْمِــدِ
وَتَبْســِمُ عَــنْ عَـذْبِ اللِّثـاتِ كَـأَنَّهُ
أَقـاحِي الرُّبَـى أَضـْحَى وَظـاهِرُهُ نَدِي
فَـإِنِّي إِلـى سـُعْدى وَإِنْ طـالَ نَأْيُها
إِلـى نَيْلِها ما عِشْتُ كَالْحائِمِ الصَّدِي
إِذا كُنْـتَ لَـمْ تَعْبَـأْ بِرَأيٍ وَلَمْ تُطِعْ
إِلـى اللُّبِّ، أَوْ تُرْعِي إِلى قَوْلِ مُرْشِدِ
وَلا تَتَّقِـــي ذَمَّ الْعَشـــِيرَةِ كُلَّهــا
وَتَــدْفَعُ عَنْهــا بِاللِّسـانِ وَبِالْيَـدِ
وَتَصــْفَحُ عَــنْ ذِي جَهْلِهـا وَتَحُوطُهـا
وَتَقْمَــعُ عَنْهــا نَخْــوَةَ الْمُتَهَــدِّدِ
وَتَنْـزِلُ مِنْهـا بِالْمَكـانِ الَّـذِي بِـهِ
يُرى الْفَضْلُ فِي الدُّنْيا عَلى الْمُتَحَمِّدِ
فَلَســْتَ وَإِنْ عَلَّلْــتَ نَفْسـَكَ بِـالْمُنَى
بِــذي ســْؤْدَدٍ بــادٍ وَلا كَـرْبَ سـَيِّدِ
لَعَمْـرُكَ مـا يَخْشـَى الْجَلِيـسُ تَفَحُّشـِي
عَلَيْــهِ وَلا أَنْــأَى عَلَــى الْمُتَـوَدِّدِ
وَلا أَبْتَغِــي وُدَّ امْــرِئٍ قَــلَّ خَيْـرُهُ
وَلا أَنـا عَـنْ وَصـْلِ الصـَّدِيقِ بِأَصـْيَدِ
وَإِنِّـي لَأُطْفِـي الْحَـرْبَ بَعْـدَ شـُبوبِها
وَقَـدْ أُوقِـدَتْ لِلْغَـيِّ فِـي كُـلِّ مَوْقِـدِ
فَأَوْقَـدْتُها لِلظَّـالِمِ الْمُصـْطَلِي بِهـا
إِذا لَــمْ يَزَعْــهُ رَأْيُـهُ عَـنْ تَـرَدُّدِ
وَأَغْفِــرُ لِلْمَــوْلَى هَنــاةً تُرِيبُنـي
فَمـا ظُلْمُـهُ مـا لَـمْ يَنَلْنِي بِمُحْقِدي
وَمَــنْ رامَ ظُلْمِــي مِنْهُــمُ فَكَأَنَّمـا
تَــوَقَّصَ حِينــاً مِــنْ شـَواهِقِ صـِنْدِدِ
وَإِنِّــي لَــذُو رَأيٍ يُعــاشُ بِفَضــْلِهِ
وَمـا أَنـا مِـنْ عِلْـمِ الْأُمُورِ بِمُبْتَدي
إِذا أَنْــتَ حَمَّلْــتَ الْخَـؤُونَ أَمانَـةً
فَإِنَّــكَ قَــدْ أَســْنَدْتَها شـَرَّ مُسـْنَدِ
وَجَـدْتُ خَـؤُونَ الْقَـوْمِ كَـالْعُرِّ يُتَّقَـى
وَمــا خِلْـتُ غَـمَّ الْجـارِ إِلَّا بِمَعْهَـدِ
وَلا تُظْهِــرَنْ وُدَّ امْــرِئٍ قَبْـلَ خُبْـرِهِ
وَبَعْـدَ بَلاءِ الْمَـرْءِ فَـاذْمُمْ أَوِ احْمَدِ
وَلا تَتْبَعَــنَّ الــرَّأْيَ مِنْــهُ تَقُصــُّهُ
وَلَكِـنْ بِـرَأْيِ الْمَرْءِ ذِي اللُّبِّ فَاقْتَدِ
وَلا تَزْهَــدَنْ فِـي وَصـْلِ أَهْـلِ قَرابَـةٍ
لِـذُخْرٍ، وَفِـي وَصـْلِ الْأَباعِـدِ فَازْهَـدِ
وَإِنْ أَنْــتَ فِـي مَجْـدٍ أَصـَبْتَ غَنيمَـةً
فَعُـدْ لِلَّـذِي صـادَفْتَ مِـنْ ذاكَ وَازْدَدِ
تَــزَوَّدْ مِـنَ الـدُّنْيا مَتاعـاً فَـإِنَّهُ
عَلــى كُـلِّ حـالٍ خَيْـرُ زادِ الْمُـزَوَّدِ
تَمَنَّـى مُرَيْـءُ الْقَيْـسِ مَوْتِي وَإِنْ أَمُتْ
فَتِلْــكَ ســَبِيلٌ لَسـْتُ فِيهـا بِأَوْحَـدِ
لَعَــلَّ الَّــذِي يَرْجُـو رَدايَ وَمِيتَتِـي
سـَفاهاً وَجُبْنـاً أَنْ يَكُـونَ هُوَ الرَّدِي
فَمـا عَيْـشُ مَـنْ يَرْجُـو هَلاكِي بِضائِرِي
وَلا مَـوْتُ مَـنْ قَـدْ ماتَ قَبْلِي بِمُخْلِدِي
وَلِلْمَــرْءِ أَيَّــامٌ تُعَــدُّ وَقَـدْ رَعَـتْ
حِبـالُ الْمَنايـا لِلْفَـتى كُـلَّ مَرْصـَدِ
مَنِيَّتُـــهُ تَجْـــرِي لِــوَقْتٍ وَقَصــْرُهُ
مُلاقاتُهــا يَوْمـاً عَلـى غَيْـرِ مَوْعِـدِ
فَمَـنْ لَـمْ يَمُـتْ فِي الْيَوْمِ لا بُدَّ أَنَّهُ
ســَيَعْلَقُهُ حَبْــلُ الْمَنِيَّــةِ فِـي غَـدِ
فَقُـلْ لِلَّـذِي يَبْغِـي خِلافَ الَّـذِي مَضـَى
تَهَيَّــأْ لِأُخْــرى مِثْلِهــا فَكَـأَنْ قَـدِ
فَإِنَّـا وَمَـنْ قَـدْ بـادَ مِنَّـا لَكَالَّذِي
يَـرُوحُ وَكَالْقاضـِي الْبَتـاتَ لِيَغْتَـدِي
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.