
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَأَتْـكَ سـُلَيْمى فَـالْفُؤادُ قَرِيـحُ
وَلَيْـسَ لِحاجـاتِ الْفُـؤادِ مُريـحُ
إِذا ذُقْتَ فاها قُلْتَ: طَعْمُ مُدامَةٍ
مُشَعْشــَعَةٍ تُرْخِــي الْإِزارَ قَدِيـحُ
بِمـاءِ سـَحابٍ فِـي أَبـارِيقِ فِضَّةٍ
لَهـا ثَمَـنٌ فِـي البايِعينَ رَبِيحُ
تَأَمَّـلْ خَلِيلِي هَلْ تَرى مِنْ ظَعائِنٍ
يَمانِيَّــةٍ قَــدْ تَغْتَـدِي وَتَـرُوحُ
كَعَـوْمِ السـَّفِينِ فِـي غَوارِبِ لُجَّةٍ
تُكَفِّئُهـا فِـي مـاءِ دِجْلَـةَ رِيـحُ
جَوانِبُهـا تَغْشَى الْمَتالِفَ أَشْرَفَتْ
عَلَيْهِـنَّ صـُهْبٌ مِـنْ يَهُـودَ جُنـوحُ
وَقَدْ أَغْتَدِي قَبْلَ الْغَطاطِ وَصاحِبِي
أَمِيـنُ الشَّظا رِخْوُ اللَّبانِ سَبُوحُ
إِذا حَرَّكَتْـهُ السـَّاقُ قُلْتَ: مُجَنَّبٌ
غَضــِيضٌ غَــذَتْهُ عَهْــدَةٌ وَسـُرُوحُ
مَراتِعُـهُ الْقِيعـانُ فَـرْدٌ كَـأَنَّهُ
إِذا مـا تُماشـِيهِ الظِّباءُ نَطِيحُ
فَهـاجَ لَـهُ حَـيٌّ غَـداةً فَأَوْسَدُوا
كِلابــاً فَكُـلُّ الضـَّارِياتِ يُشـِيحُ
إِذا خـافَ مِنْهُنَّ اللَّحاقَ نَمَتْ بِهِ
قَــوائِمُ حَمْشــاتُ الْأَسـافِلِ رُوحُ
وَقَـدْ أَتْرُكُ الْقِرْنَ الْكَمِيَّ بِصَدْرِهِ
مُشَلْشــِلَةٌ فَـوْقَ النِّطـاقِ تَفُـوحُ
دَفُــوعٌ لِأَطْــرافِ الْأَنامِـلِ ثَـرَّةٌ
لَهـا بَعْـدَ إِشْرافِ الْعَبِيطِ نَشِيحُ
إِذا جـاءَ سـِرْبٌ مِنْ ظِباءٍ يَعُدْنَهُ
تَبــادَرْنَ شــَتَّى كُلُّهُــنَّ تَنُـوحُ
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.