
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَلَتَــأْتِيَنْ بَعْــدِي قُـرُونٌ جَمَّـةٌ
تَرْعَــى مَخـارِمَ أَيْكَـةٍ وَلَـدُودا
فَالشــَّمْسُ طالِعَـةٌ وَلَيْـلٌ كاسـِفٌ
وَالنَّجْـمُ يَجْـرِي أَنْحُسـاً وَسُعُودا
حَتَّـى يُقـالَ لِمَـنْ تَعَـرَّقَ دَهْرَهُ:
يا ذا الزَّمانَةِ هَلْ رَأَيْتَ عَبِيدا
مِئَتَــيْ زَمــانٍ كامِــلٍ وَنَصـِيَّةٍ
عِشــْرينَ عِشـْتُ مُعَمَّـراً مَحْمُـودا
أَدْرَكْـتُ أَوَّلَ مُلْـكِ نَصـْرٍ ناشـِئًا
وَبِنــاءَ سـِنْدادٍ وَكـانَ أُبِيـدا
وَطَلَبْـتُ ذا الْقَرْنَيْنِ حَتَّى فاتَنِي
رَكْضــاً وَكِـدْتُ بِـأَنْ أَرى داوُدا
مـا تُبْتَغـى مِـنْ بَعْدِ هَذا عِيشَةٌ
إِلَّا الْخُلُـودَ وَلَـنْ تَنـالَ خُلُودا
وَلَيَفْنَيَــنْ هَــذا وَذاكَ كِلاهُمـا
إِلَّا الإِلَــهَ وَوَجْهَــهُ الْمَعْبُـودا
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.