
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَبَّـتْ تَلُـومُ وَلَيْسـَتْ سـاعَةَ اللَّاحِـي
هَلّا انْتَظَـرْتِ بِهَـذا اللَّـوْمِ إِصْباحِي
قاتَلَهـا اللـهُ تَلْحـانِي وَقَدْ عَلِمَتْ
أَنَّ لِنَفْســـِيَ إِفْســـادِي وَإِصــْلاحِي
كــانَ الشـَّبابُ يُلَهِّينـا وَيُعْجِبُنـا
فَمــا وَهَبْنــا وَلا بِعْنـا بِأَرْبـاحِ
إِنْ أَشْرَبِ الْخَمْرَ أَوْ أُرْزَأْ لَها ثَمَناً
فَلا مَحالَــةَ يَوْمــاً أَنَّنِــي صــاحِ
وَلا مَحالَــةَ مِــنْ قَبْــرٍ بِمَحْنِيَــةٍ
وَكَفَـــنٍ كَســَراةِ الثَّــوْرِ وَضــَّاحِ
يـا مَـنْ لِبَـرْقٍ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُهُ
مِــنْ عـارِضٍ كَبَيـاضِ الصـُّبْحِ لَمَّـاحِ
دانٍ مُســـِفٍّ فُوَيْــقَ الْأَرْضِ هَيْــدَبُهُ
يَكــادُ يَـدْفَعُهُ مَـنْ قـامَ بِـالرَّاحِ
يَنْــزَعُ جَلْـدَ الْحَصـى أَجَـشُّ مُبْتَـرِكٌ
كَــــأَنَّهُ فـــاحِصٌ أَوْ لاعِـــبٌ داحِ
كَـــأَنَّ رَيِّقَـــهُ لَمَّــا عَلا شــَطِباً
أَقْـرابُ أَبْلَـقَ يَنْفِـي الْخَيْـلَ رَمَّاحِ
فَالْتَــجَّ أَعْلاهُ ثُــمَّ ارْتَـجَّ أَسـْفَلُهُ
وَضـاقَ ذَرْعـاً بِحَمْـلِ الْمـاءِ مُنْصاحِ
كَأَنَّمـــا بَيْـــنَ أَعْلاهُ وَأَســـْفَلِهِ
رَيْــطٌ مُنَشــَّرَةٌ أَوْ ضــَوْءُ مِصــْباحِ
كَــأَنَّ فِيــهِ عِشــاراً جِلَّـةً شـُرُفاً
شـُعْثاً لَهـامِيمَ قَـدْ هَمَّـتْ بِإِرْشـاحِ
بُحّــاً حَناجِرُهــا هُــدْلاً مَشـافِرُها
تُســِيمُ أَوْلادَهــا فِـي قَرْقَـرٍ ضـاحِ
هَبَّــتْ جَنــوبٌ بِــأُولاهُ وَمـالَ بِـهِ
أَعْجــازُ مُــزْنٍ يَســُحُّ الْمـاءَ دَلَّاحِ
فَمَـــنْ بِنَجْــوَتِهِ كَمَــنْ بِمَحْفِلِــهِ
وَالْمُســْتَكِنُّ كَمَــنْ يَمْشـِي بِقِـرْواحِ
فَأَصـْبَحَ الـرَّوْضُ وَالْقِيعـانُ مُمْرِعَـةً
مِــنْ بَيْــنِ مُرْتَفِـقٍ فِيـهِ وَمُنْطـاحِ
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.