
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعــا مَعاشــِرَ فَاســْتَكَّتْ مَسـامِعُهُمْ
يـا لَهْـفَ نَفْسـِيَ لَـوْ تَدْعُو بَنِي أَسَدِ
تَـدْعُو إِذاً حـامِي الكُمـاةِ لا كَسـِلاً
إِذا السـُّيوفُ بِأَيْـدِي الْقَوْمِ كَالْوَقَدِ
لَـوْ هُـمْ حُماتُـكَ بِالْمَحْمَى حَمَوْكَ وَلَمْ
تُـترَكْ لِيَـوْمٍ أَقـامَ النَّـاسَ فِي كَبَدِ
كَمـا حَمَيْنـاكَ يَـوْمَ النَّعْـفِ مِنْ شَطِبٍ
وَالْفَضـْلُ لِلْقَـوْمِ مِـنْ رِيـحٍ وَمِنْ عَدَدِ
أَوْ لَأَتَـــوْكَ بِجَمْــعٍ لا كِفــاءَ لَــهُ
قَوْمٌ هُمُ الْقَوْمُ فِي الْأَنْأى وَفِي البُعُدِ
بِجَحْفَــلٍ كَبَهِيــمِ اللَّيْــلِ مُنْتَجِــعٍ
أَرْضَ الْعَــدُوِّ لُهــامٍ وافِـرِ الْعَـدَدِ
الْقـائِدُ الْخَيْـلَ تَـرْدِي فِـي أَعِنَّتِها
وِرْدَ الْقَطـا هَجَّـرَتْ ظِمْـأً إِلى الثَّمَدِ
مِــنْ كُــلِّ عِجْلِــزَةٍ بـادٍ نَواجِـذُها
عَلـى اللِّجـامِ تُبارِي الرَّكْبَ فِي عَنَدِ
وَكُــلِّ أَجْــرَدَ قَــدْ مـالَتْ رِحـالَتُهُ
نَهْـدِ الْمَراكِـلِ فَعْـمٍ نـاتِئِ الْكَتَـدِ
حَتَّــى تَعــاطَيْنَ غَســَّاناً فَحَربَهُــمُ
يَـوْمَ الْمُـرارِ وَلَـمْ يَلْوُوا عَلى أَحَدِ
لَمَّــا رَأَوْكَ وَبُلْــجُ الْبِيـضِ وَسـْطَهُمُ
وَكُـــلُّ مُطَّــرِدِ الْأُنْبــوبِ كَالْمَســَدِ
غَــوَّتْ بَنُــو أَســَدٍ غَســَّانَ أَمْرَهُـمُ
وَقَــلَّ مــا وَقَفَــتْ غَســَّانُ لِلرَّشـَدِ
عَبِيدُ بنُ الأبرصِ الأسديّ، أبو زِياد، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ قَديم، تُوفّيَ نحو 77ق.ه/545م. أحدُ شعراءِ المعلّقاتِ في تصنيف التّبريزيّ وشعراء المجمهراتِ في تصنيف أبي زيدٍ القرشيّ، وعدّه ابنُ سلّام في شعراء الطّبقة الرّابعة. كانَ شاعرَ قبيلتِهِ "أسد" وأحد وجهائها الكبار، اشْتُهِرَ بتوثيقِهِ لمآثرِ قبيلتِهِ لا سيّما حادثة قتلِهِم للملك الكِنْدِيّ "حُجر بن الحارث"، وفي شعرِهِ مناكفاتٌ مع امرئ القيس الّذي كان يطلبُ ثأرَه في قبيلةِ عَبيد. يُعَدّ في الشّعراء المعمّرين، وتدور موضوعاتُ شعرِهِ حول الحكمة ووصف الشّيب والشّيخوخة، بالإضافة إلى شعرِهِ في الفخر بنفسهِ وقبيلتِه، وشعرِهِ في وصفِ العواصفِ والأمطار. يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ شعرَهُ مضطربٌ من النّاحية العروضيّة، ويستدلّ آخرون بشعرِهِ على أنّه ممثّل لبدايات الشّعر العربيّ. قُتِلَ على يدِ المنذر بن ماء السّماء بسببِ ظهورِهِ عليهِ في يومِ بُؤسِهِ كما تقولُ الرّواياتُ التّاريخيّة.