
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَلْ تَعْرِف الدارَ عَفَت أَنْدابُها
فَهَـاجَ شـَوْقاً شـائِقاً ذَهابُها
فَـدَمْعُ عَيْنِـي لَا يَنِي تَسْكَابُهَا
ذَكَّرَهَــا مِـنْ طَـرَبٍ أَطْرابُهـا
وَالبِيـضُ حَيْـث أَرِجَت أَطْبابُها
ذَكِــيَّ مِســْكٍ شــَبَهٍ ملابُهــا
كَأَنَّهَـا مِـنْ طُولِ مَا يَنْتَابُها
إِنْجِيـل أَحْبـارٍ وَحَـى كُتَّابُها
وَقَـدْ تُـري مُؤْتَلِفـا أَتْرابُها
أَزْمــان أَرْوَي رُؤْدَةٌ شـَبَابُها
مَهَــاةُ خُنْـسٍ عَذْبَـةٌ رُضـَابُهَا
يُلْقَـى بِعِطْفَـيْ شارِع أَخْطَابُهَا
مَــزْؤُودَةٌ لَا يَنْجلِـي غُرَابُهَـا
فَقَـدْ مَضـَى مِـنْ حِجج أَحْقَابُهَا
وَبَلْــدَةٍ مُغْبَــرَّة أَقْرابُهَــا
لَمَّاعَــةٍ مَوْصــُولَةٍ ســِهابُهَا
بِــأَرْضِ حَــرٍّ قَــذَفٍ يبَابُهَـا
يَجْـرِي بضَحْضَاحِ الضُحَى سَرَابُها
إِذا عُلاَة أَطْـــرَدَتْ حِــدَابُها
تَعْـوِي بِسـِقْطَيْ مُقْفِـرٍ ذِئَابُها
يَحْبُــو بِحَـابٍ ضـَفِر أَصـْلاَبُها
إِلَــى نِعَـافٍ جُنَّـح أَنْصـَابُها
تَعَســَّفَتْهَا قُلُــصٌ تَجْتَابُهــا
إِلَــى دِفَـانٍ سـُدُم أَشـْرابُها
عَلَيْهِ مِنْ رِيش القَطَا أَزْغابُهَا
إِذَا المَهَـارِي دَمِيَت أَنْقابُها
فِــي ســُبُلٍ ضـَحَّاكَةٍ نِقَابُهـا
وَقَــدْ يُلِــذُّ رائِداً جَنَابُهَـا
يَحْلِـي بِنَضّاح النَدَى أَعْشَابُها
تَرَاوَحَتْهــا خُلَّــج أَهْوَابُهـا
فَلَا تَنِــي ســَارِيةٌ تَنْتَابُهـا
وَغادِيَــات ســُحَّج أَهْبابُهــا
وَدَجْــنُ غَيْــنٍ حَـرِجٍ ذِهَابُهـا
يَنْهَــضُ مِـنْ عَـوْرَتِهِ سـَحَابُها
تَبْـرَقُ حِيـنَ يَسـْتَوِي رَبَابُهـا
مِـنْ حَـوْمِ غَيْـنٍ سَرِب أَسْرَابُها
فِـي دِيَـمٍ تَسـَاقَطَت أَهْـدَابُها
وَقَـدْ تَـرَي حَـرّاً رَكَاماً لاَبُها
بِهَـا وَأَنْضـَاداً رَسـَتْ هِضَابُها
وَالخَيْلُ تَعْدُو القَفَزَى عِرَابُها
بِأُسـْدِ غـاب يُتَّقَـى تَوْثَابُهـا
تَضـْبِرُ حِيـنَ يُبْتَلَـى ضـِرابُها
فِـي أَجَـمٍ مِـن الرِّماحِ غابُها
وَقُلْـتُ جِـدّاً يَرْتَمِـي إِعْتَابُها
فِـي كُـلِّ نَحْـوِ يَنْتَحِي جَوَابُها
إِذَا القَوَافِي أَسْمَح اقْتِضَابُها
سـامَح أَوْ يَنْتَحِـب انْتِحَابُهـا
مِــنْ نُجُـبٍ عَادِيَّـة أَحْسـَابُها
وَغــارَةٍ مُســْتَوْعِبٍ إِيعَابُهـا
فِـي فِتْنَـةٍ يَلْتَهِـبُ الْتِهَابُها
شـَهْبَاءَ فِـي مُسـْتَوْقِدٍ شِهَابُهَا
تَحْمِـي إِذَا تَحَزَّبـت أَحْزَابُهـا
قُمْنَـا بِهَـا حَتَّى خَبَا أَجْلاَبُها
وَاجْتَحَـرتْ مِنْ خَوْفِنَا أَحْضابها
وَطــارَ فِـي طَيَّـارِهِ ضـَبابُها
عَنَّـا وَقَـد أَرْهَبَهَـا إِرْهابُها
وَقَـدْ عَلِمْنَـا أَنَّنَـا أَصْحابُها
لَمَّـا عَـوَتْ مِـنْ كَلَـبٍ كِلاَبُهـا
كَـانَ عَلَيْنَـا بِالشَبَا عِقَابُها
وَحُسـَّدٌ لَـمْ يَنْكِنَـا تِكْـذَابُها
إِنَّ تَمِيمــاً بَــرِئَتْ عِتَابُهـا
مِـنْ كُـلِّ عَيْـبٍ مُعْتَب أَعْيَابُها
وَصــَار أَهْـلَ عَيْبَـةٍ عُيَّابُهَـا
لَـمْ يَلْتَبِـسْ بَقَـذْرَةٍ ثِيابُهـا
وَأَكْـذَبَتْ بِالْغَيْبِ مَنْ يَغْتَابُها
جَـاءَتْ تَمِيـمٌ وَاقِعـاً غُرَابُها
بِطاعَـــةٍ لَيِّنَـــةٍ رِقَابُهــا
إِلَـى الَّـذِي مِن أَصْلِهِ نِصَابُها
وَمِــنْ تُـرَاب أَرْضـِهِ تُرَابُهَـا
وَفِـي عُـرَى أَسـْبَابِه أَسْبَابُها
حَتَّــى يَنَـالَ آدَمَ انْتِسـابُها
يَهْــوِي حِيَـال أَوْبِـهِ مَآبُهـا
خَلِيفَـةُ اللَّـهِ الَّـذِي إِجْلابُها
إِلَيْـهِ حِيـنَ يَرْتَمِـي عُبابُهـا
أَو حَفَشـْتْ مِـنْ ثَغَـبٍ ثِغابُهـا
بِالسَّيْلِ حَتَّى اسْتَجْمَعَتْ رِغابُها
دَوَالِقــاً يَنْثَعِـبُ انْثِغابُهـا
إِلَــى جَـبىً وَاسـِعَةٍ رِحابُهـا
تَسـْقِي وَتُسْقَى الدِفِقَى ذِنَابُها
كَـمْ مِنْ عِديً مَذْرُوبَة أَذْرابُها
إِذَا القُرُومُ اصْطَخَبَ اصْطِخابُها
وَأَصـْلَقَتْ مِـنْ حَـرَد أَنْيَابُهـا
أَسـْكَتَ خَـوْفَ رَدِّنَـا قَبْقابُهـا
وَإِنْ تَمِيــمٌ بَــذِخَت صـِعَابُها
أَذَلَّ أَعْنـاق العِـدَى جِـذابُها
بِالحَصــْد أَوْ مُخْتَنِـقٍ سـِآبُها
وَكَسـْرُها الأَعْنـاقَ وَاعْتِصابُها
عَرْسـاً وَهَرْسـاً مَعِكـاً جِرابُها
يَنْفَـلُّ مِـنْ قَارِفِهـا ذِنابُهـا
وَغَلَبَـتْ فِـي نَـائِبٍ يَنْتَابُهـا
وَأُمَّـــةٍ تَحَزَّبَــت أَحْزَابُهــا
مِنْ ساسَة النَّاسِ وَمَن أَرْبابُها
إِذَا الحُـدُود اعْتُلِبَت أَعْلابُها
لَـمْ يَلْتَبِـسْ بِحَقِّنـا مُرْتَابُها
وَإِنْ قُرَيْــشٌ نَـابَ مُسـْتَنَابُها
أَوْ عَصـَّبَت أَوْ ثَـأَرَتْ عِصـَابُها
وَرَابَهَـا بِـاللَّهِ وَارْتِيَابُهـا
تَنْمِـي بِه إِلَى العُلا أَحْسَابُها
وَمَكْرُمــاتٌ وَاجِــبٌ مُنْجَابُهـا
مَـا فَـوْقَ حَيْثُ يُبْتَنَى منابُها
اِلَّا سـَماء اللَّـهِ أَوْ حِجَابُهـا
أَوْتَادُهَـا إِذْ مَـدَّهَا أَطْنَابُها
فِـي خالِـداتٍ رُسـَّب أَرْسـابُها
وَالحَرْبُ حِينَ اشْتَغَبَ اشتِغابُها
وَخَفَقَــتْ فِــي حَصـِدٍ عُقَابُهـا
نَرُدُّهَــــا مُفَلَّلا أَنْيَابُهـــا
إِذَا الأُمُـور عَلِمَـت أَطبَابُهـا
وَطَـاحَ عَـنْ مُصـْدَقِنَا تِكْذَابُها
وَإِنْ جَــرَى فِـي غِيَّـةٍ آلاَبُهـا
لَـمْ نَغْـوِ حَتَّى رَجَعَت أَلْبابُها
وَإِنْ عُصــِينَا كَبَّهَـا كَبَابُهـا
وَتَلَّهَــا فِــي تِبَّـةٍ تَبَابُهـا
وَالحَـرْبُ حِيـنَ يَلْتَقِي آشَابُها
وَســَمُّهَا شَعْشــَاعُهُ لُعَابُهــا
تَــزِلُّ عَـنْ هَضـْبَتِنَا شـِعَابُها
وَعَــنْ جِبَـالٍ صـَعْبَةٍ شـِقَابُها
رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة التميمي السعدي أبو الجحّاف أَو أَبو محمد.راجز، من الفصحاء المشهورين، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية.كان أكثر مقامه في البصرة، وأخذ عنه أعيان أهل اللغة وكانوا يحتجون بشعره ويقولون بإمامته ف اللغة، مات في البادية، وقد أسنّ.وفي الوفيات: لما مات رؤبة قال الخليل: دفنا الشعر واللغة والفصاحة.