
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تقــدّمْ خُطــىً أو تـأخّرْ خُطًـى
فـإنّ الشـباب مشـَى القهْقَـرى
وكــان مَلِيّـاً بغَـدْرِ الحيـاةِ
وأعْجَــبُ مـنْ غـدْرِهِ لـو وَفَـى
ومــا كــانَ إلاّ خَيــالاً ألَـمّ
ومُزْنــاً تَســرّى وبَرْقـاً شـَرَى
لبِسـْتُ رِداءَ المَشـيبِ الجديـدَ
ولكنّهــــا جِـــدّةٌ للبِلـــى
فأكْــدَيْتُ لمّـا بَلَغْـتُ المَـدى
وعُرّيــتُ لمّــا لَبِسـتُ النُّهـى
فـإنْ أكُ فـارَقْتُ طِيـبَ الحياةِ
حَميــداً ووَدّعـتُ عصـرَ الصـّبى
فقـد أطْـرُقُ الحيّ بعدَ الهدوء
تَصـــِلُّ أســـنّتُهُمْ والظُّبَـــى
فـألْهُو علـى رِقْبَـةِ الكاشحينَ
بمفْعمـةِ السـُّوق خُـرسِ البُـرَى
بسـُودِ الغـدائِرِ حُمْـرِ الخُـدو
دِ بِيـضِ التّـرائبِ لُعـسِ اللِّثَى
وقـد أهبِـطُ الغيْـثَ غَضَّ الجمي
مِ غــضَّ الأســرّة غــضَّ النَّـدى
كـــأنّ المَجـــامرَ أذكَيْنَــهُ
أوِ اغتَبَـقَ الخمـرَ حتى انتشَى
فقُـدْنا إلـى الـوَحشِ أشْباهَها
ورُعْنـا المها فوقَ مثلِ المَها
صـَنعْنا لهـا كـلّ رِخْوِ العِنانِ
رَحيـبِ اللَّبـانِ سـليم الشـّظى
يُـرَدُّ إلـى بسـطةٍ فـي الإهـاب
إذا ما اشتكى شَنَجاً في النَّسا
كــأنّ قَطــا فــوق أكفالهـا
إذا مـا سـَرَينَ يُثِـرْنَ القَطـا
عـواري النّواهـقِ شوسُ العيونِ
ظِمــاءُ المفاصـلِ قُـبُّ الكُلـى
تُــديرُ لطَحْـرِ القَـذى أعيُنـاً
تـرى ظـلّ فُرسـانها في الدُّجى
وتحســـَبُ أطـــرافَ آذانهــا
يراعــاً بُريـنَ لهـا بالمُـدى
فهــــنّ مُؤلَّلَــــةٌ حَشــــْرَةٌ
مُنــــدَّدَةٌ لخفـــيّ الصـــَّدى
تَكــادُ تُحِــسُّ اخْتلاجَ الظنــو
نِ بيـنَ الضـّلوع وبيـن الحشى
وتعلــمُ نجـوَى قلـوبِ العِـدَى
وســِرَّ الأحِبّــةِ يــوْمَ النّـوَى
فأبْعـــدُ مَيْـــدانِها خُطْــوَةٌ
وأقـرَبُ مـا فـي خُطاها المَدَى
ومِــنْ رِفْقِهــا أنّهـا لا تُحَـسُّ
ومِــنْ عَــدْوِها أنّهـا لا تُـرَى
جرَيـنَ مـن السـّبْقِ فـي حَلبَـةٍ
إذا مـا جرَى البْرقُ فيها كَبَا
إذا أنــتَ عـدّدْتَ مـا يُمتَطَـى
وقايَســتَ بَيــنَ ذواتِ الشـَّوَى
فهْــنّ نَفــائسُ مــا يُسـتَفادُ
وهُــنّ كَــرائمُ مــا يُقتَنَــى
دِيــــارُ الأعِـــزّةِ لكِنّهـــا
مُكَرَّمَــةٌ عــن مَشــيدِ البِنَـا
ومــن أجــلِ ذلــك لا غَيــرِهِ
رأى الغَنَــويُّ بهــا مـا رَأى
وكــانَ يُجيـدُ صـِفاتِ الجِيـادِ
وإنّ بهــا اليْـومَ عنـهُ غِنَـى
ألَيــسَ لهـا بالإمـامِ المُعِـزّ
مـن الفخـرِ لـوْ فخرَتْ ما كفَى
هـوَ اسـتَنّ تَفضـيلَها للمُلـوكِ
وأبْقَـى لهـا أثَـراً في العُلَى
ولمّـــا تَخَيّـــرَ أنســـابَها
تَخَيّـــرَ أســْماءها والكُنَــى
وليــسَ لهــا مــن مَقاصـِيرِهِ
سـوَى الأُطُـمِ الشـّاهقِ المُبتَنَى
وحُــقّ لــذي ميْعَــةٍ يغْتَــدي
بــه مُسـتقِلاًّ إذا مـا اغتـدى
تكــون مــنَ القُـدس حَوبـاؤه
ونُقْبتُــه مــن رِداء الضــُّحى
ويعـــدو وقَونَســـُه كـــوكبٌ
وســُنْبُكُه مــن أديـمِ الصـَّفا
وكــان إذا شــاء حَفّــتْ بـه
كتـــــــــائِبُه فَمَلأنَ الملا
كمـا اسـتُجفل الرمل من عالجٍ
فجـاء الخَبـارُ وجـاء النَّقـا
وذي تُـــدْرَءٍ كفُّــه بالطّعــا
نِ أســمَح مـن حـاتمٍ بـالقِرى
وطِئنَ مفــارقَه فــي الصـّعيدِ
وعفّــرْنَ لمّتَــه فــي الـثرى
عليها المَغاوير في السابغاتِ
تَرَقْــرَقُ مثــلَ مُتــونِ الأضـا
حُتـــوفٌ تَلَهّـــى بأمْثالِهــا
وأُســْدٌ تُغِــذُّ بأُســْدِ الشـَّرَى
تَبَخْتَــرُ فــي عُصــْفُرٍ مـن دَمٍ
وتَخْطِــرُ فــي لِبَـدٍ مـن قَنـا
وقــال الأعــادي أأســيافُهم
أمِ النّــارُ مُضــرَمةٌ تُصــْطلى
رأوا سـُرجاً ثـم لـم يعلمـوا
أهِنْديّـــةٌ قُضـــُبٌ أمْ لظَـــى
ومُتّقِـــداتٍ تُـــذيبُ الشــّلِي
لَ مـن فـوقِ لابِسـِه فـي الوغى
مــن اللاّءِ تأكُــلُ أغمادَهــا
وتلفَــحُ منهــنّ جَمْـرَ الغضـا
تُطيــع إمامــاً أطـاعَ الإلـهَ
فقلّــدَه الحُكْــمَ فيمـا بـرا
وكــائِنْ تــبيتُ لــه عَزْمَــةٌ
مُضـــرَّجَةٌ بـــدِماءِ العِـــدى
فيعْفـو القَضـاءُ إذا مـا عَفا
وتَسـْطو المَنـونُ إذا مـا سَطا
لـــه هـــذه ولـــه هـــذه
فســـَجْلٌ حيـــاةٌ وســَجْلٌ رَدى
وأهْـوِنْ علينـا بسـُخْطِ الزمان
إذا مـا رآنـا بعيـنِ الرّضـى
علـيّ لـه جُهـد نفـسِ الشـّكور
وإن قَصـُرَتْ عـن بلـوغِ المـدى
وشــرّفَني مَــدحُه فــي البلادِ
فــآنَسَ عَنْســي بطـولِ السـُّرَى
أســــيرُ خطيبـــاً بـــآلائه
فأُنْضـي المَطايا وأُنْضي الفَلا
فلــوْ أنّ للنّجْــمِ مـن أُفْقِـهِ
مَكــانيَ مـن مَـدحهِ مـا خَبـا
ولـو لـم أكنْ أنطَقَ المادحينَ
لأنْطَقَنــي بالســَّدى والنَّــدى
ومـا خلفَـه مـن حطيـمٍ يُـزارُ
ولا دونــه مــن مَـدىً يُنْتَهَـى
هـو الـوارثُ الأرضَ عـن أبوين
أبٍ مُصــــْطفى وأبٍ مُرتَضــــَى
ومــا لامرىــءٍ معــه ســُهْمَةٌ
تُعَــــدّ ولا شـــِركَةٌ تُـــدّعى
فمـــا لقُرَيـــشٍ وميراثِكُــم
وقــد فـرغ اللـه ممـا قضـى
لكـم طـور سـيناء مـن فوقهم
ومــا لهـم فيـه مـن مرتقـى
بمكّـة سـَمّى الطليـقَ الطليـقَ
ففــرّقَ بيـن القَصـا والـدَّنى
شـهِيدي علـى ذاك حكـمُ النبي
يِ بيـن المَقـامِ وبيـن الصّفا
وإن كـــان يجمعُكــم غــالبٌ
فــإن الوشـائظَ غيـر الـذُّرى
ألا إنّ حقّــاً دعــوتم إليــهِ
هـو الحـقّ ليـس بـه مـن خَفا
لآدَمَ مــــن ســـرّكمْ مَوضـــِعٌ
بـهِ اسـتوْجَبَ العَفـوَ لمّا عَصَى
فيــومُكُمُ مثـلُ دهـرِ الملـوكِ
وطِفلُكُــمُ مثــلُ كهـلِ الـوَرى
يُلاحِــظُ قبــلَ الثّلاثِ اللّـواء
ويَضـرِب قبـل الثّمـانِ الطُّلـى
عجِبْـتُ لقـوْمٍ أضـَلّوا السـّبيلَ
وقـد بَيّـنَ اللّـه سـُبْلَ الهُدى
فمـا عَرَفوا الحقّ لمّا اسْتبانَ
ولا أبصـروا الفَجـرَ لمّـا بدا
ألا أيهـا المعشـَرُ النـائمون
أجِــدَّكُمُ لــم تُقَضـُّوا الكَـرَى
أفِيقـوا فمـا هِـيَ إلاّ اثنتـا
نِ إمّـا الرّشـادُ وإمّـا العَمَى
ومــا خَفِــيَ الرُّشــْدُ لكنّمـا
أضـَلّ الحُلـومَ اتّبـاعُ الهـوى
ومـــا خُلِقَــتْ عبَثَــاً أُمّــةٌ
ولا تــرَكَ اللّــه قومـاً سـُدى
لكـــلّ بَنــي أحمــدٍ فَضــْلُهُ
ولكنّــكَ الواحِــدُ المُجتَبَــى
إذا مــا طــوَيتَ علـى عَزْمَـةٍ
فحســبُكَ أن لا تُحَــلّ الحُــبى
ومـا لا يُـرى مـن جنُودِ السّما
ءِ حولَــكَ أكــثرُ ممّــا يُـرَى
لِيَعْرِفْــكَ مــن أنـتَ مَنجـاتُه
إذا مـا اتّقى اللهَ حقَّ التُّقى
كـأنّ الهـدى لـم يكـن كائناً
إلــى أنْ دُعيـتَ مُعِـزَّ الهُـدى
ولـم يَحْكِـكَ الغَيـثُ فـي نائلٍ
ولكــن رأى شــِيمةً فاقتَــدَى
قـرَى الأرضَ لمّـا قرَيـتَ الأنامَ
لــه النَّقَــرى ولـك الأجْفَلـى
شــهِدتُ حقيقــةَ علـمِ الشـهي
دِ أنّــك أكــرَمُ مَــن يُرْتَجَـى
فلـو يجـدُ البحـرُ نَهجاً إليك
لجــاءكَ مُستَســقياً مـن ظمـا
ولــو فــارَقَ البـدرُ أفلاكَـه
لَقَبّــلَ بيــن يَــديْكَ الثّـرى
إلـى مثـلِ جدواكَ تُنضَى المطِيُّ
ومـن مثـل كفّيـكَ يُرْجى الغنِى
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).