
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا طَرَقَتْنـــا والنّجُـــومُ رُكــودُ
وفــي الحَـيّ أيْقـاظٌ ونحـنُ هُجُـودُ
وقـد أعجَـلَ الفَجـرُ المُلَمَّعُ خَطَوها
وفـي أُخْرَيـاتِ اللّيـلِ منْـهُ عَمـودُ
سـرَتْ عـاطلاً غضـْبَى على الدُّرّ وحده
فلَـم يـدرِ نحـرٌ مـا دَهـاه وجِيـدُ
فَمـا برِحـتْ إلاّ ومـن سـِلكِ أدْمُعـي
قَلائِدُ فــــي لَبّاتِهـــا وعُقُـــودُ
ومــا مُغـزِلٌ أدْمـاءُ دانٍ بَريرُهـا
تَرَبَّـــعُ أيْكــاً ناعِمــاً وتَــرُودُ
بأحْسـَنَ منهـا حِيـنَ نَصـّتْ سـَوالِفاً
تَــرُوغُ إلــى أتْرابِهــا وتَحِيــدُ
ألَـمْ يأتِهـا أنّا كَبُرْنا عنِ الصِّبَى
وأنّــا بَلينــا والزّمــانُ جَديـدُ
فلَيـتَ مَشـيباً لا يـزالُ ولـم أقُـلْ
بكاظمَــةٍ ليــتَ الشــّبابَ يَعــودُ
ولـم أرَ مثلـي مـا لـه مـن تجلُّدٍ
ولا كجفـــوني مــا لهــنّ جُمــودُ
ولا كالليــالي مــا لَهُـنّ مواثِـقٌ
ولا كــالغواني مــا لَهُــنّ عُهُـود
ولا كــالمُعِزّ ابْـنِ النـبيّ خليفـةً
لـه اللّـهُ بالفضـلِ المـبينِ شَهِيد
ومــا لســماءٍ أن تُعَــدّ نجومُهـا
إذا عُـــدّ آبـــاءٌ لــهُ وجُــدود
فأسـيافُهُ تلـك العـواري نصـولُها
إلـى اليـوم لـم تُعْـرَفْ لهُنّ غُمود
ومِـنْ خَيْلِـهِ تلـك الجوافِـلُ إنّهَـا
إلــى الآن لـم تُحْطَـطْ لهُـنّ لُبـود
فيـا أيهـا الشـّانِيهِ خَلْفَكَ صادياً
فإنّــكَ عــن ذاك المَعِيــنِ مَـذود
لغيـرِكَ سـُقيا المـاء وهـو مُـرَوَّقٌ
وغيــرِك رفُّ الظــلّ وهــو مَديــد
نجــاةٌ ولكـنْ أيـنَ منـكَ مَرامُهـا
وحــوضٌ ولكــن أيــن منــكَ ورود
إمَــامٌ لــهُ ممّــا جهِلـتَ حقيقـةٌ
وليــس لــهُ ممــا علمــتَ نَديـد
مـن الخطَـلِ المعدودِ أن قيلَ ماجِدٌ
ومــادِحُهُ المُثْنــي عليــه مَجِيـد
وهــل جــائزٌ فيـهِ عَمِيـدٌ سـَمَيْذَعٌ
وســائلُهُ ضــَخْمُ الدّســيعِ عَمِيــد
مــدائحُهُ عــن كــلّ هـذا بمَعْـزَلٍ
مــن القــولِ إلاّ مـا أخَـلّ نشـيد
ومَعلومُهــا فــي كـلّ نفـسٍ جِبِلّـةٌ
بهــا يَسـْتهلّ الطفـلُ وهـو وليـد
أغيرَ الذي قد خُطّ في اللوح أبتغي
مــديحاً لــهُ إنّــي إذاً لَعَنُــود
وهـل يسـتوي وحـيٌ مـن اللّه مُنزَلٌ
وقافيــةٌ فــي الغــابرينَ شـَرُود
ولكـن رأيـتُ الشـعرَ سـُنّةَ مَن خَلا
لــه رَجَــزٌ مــا ينقضــي وقصـيد
شـــكرْتُ وِداداً أنّ منـــكَ ســَجيّةً
تَقَبّــلُ شــُكرَ العبــدِ وهـو وَدود
فـإنْ يـكُ تقصـيرٌ فمنـي وإنْ أقُـلْ
ســَداداً فمرْمَـى القـائلين سـديد
وإنّ الــذي ســَمّاكَ خيــرَ خليفَـةٍ
لَمُجـري القضـاءِ الحتـمَ حيث تريد
لـكَ البَـرُّ والبحـرُ العظيمُ عُبابُهُ
فســـِيّانِ أغمــارٌ تُخــاضُ وبِيــد
أمَـا والجواري المنشَآتِ التي سَرت
لقـــد ظاهَرَتْهــا عُــدّةٌ وعَديــد
قِبابٌ كما تُزْجَى القبابُ على المَها
ولكــنّ مَــنْ ضــَمّتْ عليــه أُسـود
وللّـــهِ ممّــا لا يــرون كتــائبٌ
مُســـَوَّمَةٌ تَحْـــدُو بهَــا وجنُــود
أطــاعَ لهــا أنّ الملائكَ خلفَهــا
كمــا وقَفَــتْ خلْـفَ الصـّفوفِ ردود
وأنّ الرّيــاحَ الــذارياتِ كتـائبٌ
وأنّ النجــومَ الطّالعــاتِ ســُعود
ومـا راعَ مَلْـكَ الـرّوم إلاّ اطّلاعُها
تُنَشــــَّرُ أعْلامٌ لهــــا وبنُـــود
عَلَيْهــا غَمــامٌ مُكْفَهِــرٌّ صــَبيرُه
لـــهُ بارقـــاتٌ جَمّـــةٌ ورُعــود
مَـواخرُ فـي طـامي العُبـاب كـأنّهُ
لعَزْمـــكَ بــأسٌ أو لكفّــك جــود
أنـافَتْ بهـا أعلامُهـا وسـَما لهـا
بنــاءٌ علـى غيـرِ العَـراء مَشـيد
وليــسَ بـأعلى كبْكَـبٍ وهـو شـاهقٌ
وليــس مــن الصـُّفّاحِ وهـو صـَلود
مـن الرّاسياتِ الشُّمّ لولا انتقالُها
فمنهـــا قِنَـــانٌ شــُمَّخٌ ورُيــود
مــن الطّيــرِ إلاّ أنّهُــنّ جَــوارِحٌ
فليــسَ لهــا إلاّ النفــوسُ مَصـيد
مـن القادحـاتِ النّارَ تُضْرَمُ للطُّلى
فليــس لهـا يـومَ اللّقـاء خُمـود
إذا زَفَــرَتْ غَيظـاً ترَامَـتْ بمـارجٍ
كمـا شـُبّ مـن نَـارِ الجحيـمِ وقُود
فأنفاســـُهُنّ الحاميــاتُ صــَواعقٌ
وأفـــواهُهُنّ الزافـــراتُ حَديــد
تُشـــَبُّ لآلِ الجـــاثليقِ ســَعيرُهَا
ومــا هـيَ مـنْ آل الطريـدِ بعيـد
لهــا شـُعَلٌ فـوقَ الغِمـارِ كأنّهـا
دِمـــاءٌ تَلَقّتْهـــا ملاحــفُ ســود
تُعــانِقُ مـوجَ البحـرِ حـتى كـأنّهُ
ســَليطٌ لهـا فيـه الـذُّبالُ عَتيـد
تـرى المـاءَ منْها وهو قانٍ عُبابُهُ
كمــا باشـَرَتْ رَدْعَ الخَلـوق جُلـود
وغيـرُ المـذاكي نَجْرُهـا غيرَ أنّهَا
مُســـوَّمَةٌ تحــتَ الفــوارسِ قُــود
فليــس لهــا إلاّ الرّيــاحَ أعِنّـةٌ
وليــسَ لهــا إلاّ الحَبــابَ كَديـد
تـرى كلَّ قَوداءِ التليلِ كما انثنَتْ
ســـَوالِفُ غِيــدٌ للمَهــا وقُــدود
رحيبــةُ مَـدّ البـاعِ وهـي نَتيجـةٌ
بغيــرِ شــَوىً عـذراءُ وهـيَ وَلـود
تكبّــرْنَ عــن نَقْـعٍ يُثـارُ كأنّهـا
مَــوالٍ وجُــردُ الصــافِناتِ عبيـد
لهــا مـن شـُفوفِ العبقـريّ ملابِـسٌ
مُفوَّفَــةٌ فيهــا النُّضــارُ جَســيد
كمــا اشـتملتْ فـوق الأرائكِ خُـرَّدٌ
أوِ التَفَعَــتْ فـوقَ المنـابرِ صـِيد
لَبــوسٌ تكـفُّ المـوجَ وهـو غُطـامِطٌ
وتَــدْرَأُ بــأسَ اليَـمّ وهـو شـديد
فمنهـــا دُروعٌ فوقهــا وجَواشــنٌ
ومنهــا خفــاتينٌ لهــا وبُــرود
ألا فـي سـبيلِ اللّـهِ تَبْـذُلُ كلَّ مَا
تَضــِنُّ بــه الأنــواءُ وهْـيَ جُمـود
فلا غَــرْوَ أنْ أعــزَزْتَ ديـنَ محمّـدٍ
فــأنْتَ لــهُ دونَ الأنــامِ عقيــد
وباســمِكَ تـدعوهُ الأعـادي فـإنْهُمْ
يُقِــرّونَ حَتْمــاً والمُــرادُ جُحـود
غَضـِبتَ لـه أن ثُـلّ بالشـامِ عرشـُهُ
وعــادَكَ مـن ذكـر العواصـم عِيـد
فبِــتَّ لــه دونَ الأنــام مُســَهَّداً
ونـــامَ طَليـــقٌ خــائنٌ وطريــد
برَغْمِهِــمُ أن أيّــدَ الحَــقَّ أهلُـهُ
وأن بـاءَ بالفعـلِ الحميـدِ حميـد
فللــوحْي منهــمْ جاحِــدٌ ومكــذِّبٌ
وللــدينِ منهُــمْ كاشــِحٌ وعَنــود
ومـا سـرّهم مـا سـاءَ أبناءَ قَيصرٍ
وتلــك تِــراتٌ لــم تـزَلْ وحُقـود
هُـمُ بَعُـدُوا عنهـم على قُرْبِ دارِهم
وجَحْفَلُــكَ الــدّاني وأنــتَ بَعيـد
وقلــتُ أنـاسٍ ذا الدمسـتقُ شـكرَهُ
إذا جــاءهُ بــالعفْوِ منـكَ بَريـد
وتقـبيلَهُ التُّـربَ الـذي فـوقَ خدّهِ
إلــى ذِفْرَيَيْــهِ مـن ثَـراه صـَعيد
تُناجيـكَ عنـه الكُتْـبُ وهـي ضراعَةٌ
ويأتيـك عنـه القـولُ وهـو سـُجود
إذا أنكـرتْ فيهـا الـتراجِمُ لفظَهُ
فــأدمُعُهُ بيــنَ الســّطورِ شــُهود
ليـاليَ تَقفـو الرُّسـْلَ رُسـْلٌ خواضعٌ
ويأتيـكَ مـن بعـد الوفـود وفـود
ومــا دَلَفَــتْ إلاّ الهُمــومُ وراءَهُ
وإنْ قـــال قــومٌ إنّهُــنّ حُشــود
ولكـــن رأى ذُلاًّ فهـــانَتْ مَنِيّــةٌ
وجَـــرّبَ خُطبانـــاً فلَــذّ هَبيــد
وعــرّضَ يَســْتجدي الحِمـامَ لنفسـِهِ
وبعــضُ حِمــامِ المُســتريح خُلـود
فـإنْ هَـزّ أسـيافَ الهِرَقْـلِ فإنّهَـا
إذا شـــِئْتَ أغلالٌ لـــه وقيـــودُ
أفـي النـومِ يستامُ الوغى ويشُبُّهَا
ففيــمَ إذاً يلقَـى القَنـا فيحيـد
ويُعْطـي الجِزا والسلمَ عن يدِ صاغرٍ
ويقضـي وصـدرُ الرّمـحِ فيـه قصـيد
يُقَــرِّبُ قُرْبانــاً علـى وَجَـلٍ فـإنْ
تَقَبّلْتَـــهُ مِـــنْ مِثْلِــهِ فســِعيد
أليـسَ عجيبـاً أنْ دعاكَ إلى الوغى
كمـا حَـرّضَ الليـثَ المُزَعْفَـرَ سـِيدُ
ويـا رُبّ مـنْ تُعلِيـهِ وهـو مُنـافِسٌ
وتُسـْدي إليـه العُـرْفَ وهـو كَنـود
فـإنْ لـم تكـنْ إلاّ الغوايةُ وحدها
فـــإنّ غِــرارَ المَشــرفيّ رَشــيد
كــذا بــكَ عَــزمٌ للخطـوبِ مُوكَّـلٌ
علهيــم وســيفٌ للنفــوس مُبيــد
إذا هَجــروا الأوطـانَ رَدّهُـمُ إلـى
مصــارِعِهِم أن ليــس عنــك مَحِيـد
وإنْ لـم يكُـنْ إلاّ الـدّيارُ ورُعْتَهُمْ
فتلـــكَ نَــواويسٌ لهــم ولُحُــود
ألا هــل أتــاهُمْ أنّ ثغـرَكَ مُوصـَدٌ
وليــسَ لــه إلاّ الرمــاحَ وصــِيد
وليــسَ ســواءً فـي طريـقٍ لسـالكٍ
حُــدورٌ إلــى مـا يبتغـي وصـُعُود
وعزْمُــكَ يلقــى كــلَّ عـزْمٍ مُمَلَّـكٍ
كمـــا يَتَلاقَـــى كــائدٌ ومَكيــد
وفُلكك يلقى الفلكَ في اليمّ من علٍ
كمـــا يتَلاقَـــى ســـَيّدٌ ومَســود
فليـتَ أبـا السبطين والتربُ دونَه
يَــرى كيــف تُبْـدي حكمَـه وتُعيـد
ومَلْكَــكَ مــا ضـمّتْ عليـه تهـائمٌ
ومَلْكَــكَ مــا ضــَمّتْ عليـه نجـود
وأخـذَكَ قسـراً من بني الأصفر الّذي
تذَبــذَبَ كســرى عنـه وهـو عنيـد
إذاً لــرأى يُمنــاك تخضـِبُ سـيفَهُ
وأنـتَ عـن الـدين الحنيـفِ تَـذود
شــهدتُ لقـد أُوتيـتَ جـامعَ فضـْلِهِ
وأنــتَ علــى علمـي بـذاكَ شـَهيد
ولـو طُلِبَـتْ فـي الغيـثِ منكَ سجيّةٌ
لقــد عَــزّ موجــودٌ وعــزّ وُجـود
إليــك يفِــرُّ المسـلِمونَ بأسـرِهِمْ
وقــد وُتِـروا وتْـراً وأنـتَ مُقيـد
وإنّ أميــرَ المــؤمنينَ كعهــدِهِمْ
وعنــدَ أميــر المــؤمنينَ مزيـد
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).