
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى
تَبَلّجْـــتِ مِـــنْ شـــَرْقِيّهِ فتبلّجَــا
كــأنّ بــه لمّـا شـَرى منـكِ واضـحاً
تبســـّم ذا ظَلــمٍ شــنيباً مُفَلَّجــا
مُطــارُ ســنىً يُزجـي غمامـاً كأنّمـا
يُجــاذبُ خَصــْراً فـي وشـاحك مُـدمجا
ينــوءُ إذا مــا نـاءَ منـك رُكـامُه
برادفَـــةٍ لا تَســتَقِلُّ مــنَ الــوَجَى
كـــأنّ يـــداً شـــَقّتْ خِلالَ غُيــومِهِ
جُيوبــاً أوِ اجتــابَتْ قبـاءً مُفرَّجـا
هلمّـا نُحيّـي الأجـرَعَ الفـردَ واللّوى
وعُوجــا علـى تلـك الرّسـومِ وعَرّجَـا
مــواطىءُ هِنْــدٍ فــي ثَــرىً مُتَنَفِّـسٍ
تَضـــَوّعَ مِـــنْ أردانِهــا وتأرّجــا
مُنَعَّمَـــةٌ أبْـــدَتْ أســـِيلاً مُنَعَّمــاً
تضـــرّجَ قبــلَ العاشــقين وضــرّجا
إذا هَــزّ عِطْفَيْهــا قَــوامٌ مُهَفْهَــفٌ
تَــداعى كثِيــبٌ خَلفَهَــا فترَجْرَجــا
أنــافِسُ فــي عِقْــدٍ يُقبّــلُ نَحْرَهـا
وأحْســُدُ خَلخــالاً عليهــا ودُمْلُجــا
لقــد فُـزتُ يـوم النابضـين بنظـرةٍ
فلــم تَلْــقَ إلاّ بَــدْرَ تّـمٍ وهَودَجـا
وأســـْعَدَني مُرْفَــضُّ دمعــي كأنهــا
تَســاقَطُ رأدَ اليْــومِ دُرّاً مُــدَحْرَجا
ألَــذُّ بمــا تَطْــويه فيـكِ جَـوانحي
وأشــجى تَباريحـاً وأسـْتعْذِب الشـَّجا
أجَـــدِّكَ مـــا أنْفَـــكُّ إلاّ مُغَلِّســاً
يجـوز الفَلا أو سـاريَ الليـل مُدلِجا
ترفّــــعَ عنّـــا ســـِجْفُه فكـــأنّه
يُحيّــي بيحيَــى صــبْحَه المتبَلِّجــا
ترامَـى بنـا الأكـوارُ فـي كـلّ صَحصَحٍ
تَظَــلُّ المهــاري عُسـَّجاً فيـه وُسـَّجا
سـَرَينا وفـودَ الشـّكر مـن كـلّ تلعةٍ
إذا مـا وَزَعنـا الليلَ باسمك أُسرجا
غمَــرْتَ نـدىً جـزْلاً فلا البْـرقُ خُلَّبـاً
لــديكَ ولا المـزْنُ الكنَهْـوَرُ زِبرِجـا
ومــا أمَّــكَ العَــافُونَ إلاّ تعرّفُـوا
جنابَـــكَ مأنُوســاً وظِلَّــكَ سَجســَجا
ولــم تُـرَ يوْمـاً غيـرَ عاقِـدِ حُبـوةٍ
لتــدبيرِ مُلْــكٍ أو كمِيّــاً مُــدَجَّجَا
وكنْــتَ إذا ثــارَتْ عَجاجَــةُ قَســْطَلٍ
فجَلّلَــتِ الأفــقَ البَهيــمَ يَرَنــدَجا
تخلّلْتَهـا فـي المَعـرَكِ الضَّنكِ مُقدِماً
وخُضــْتَ غِمـارَ المـوت فيهـا مُلجِّجـا
فلـــم تـــرَ إلاّ بارقــاً متألّقــاً
تخَلّلَهَــــا أو كَوكَبـــاً مَتأجّجـــا
فــداؤك نفســي ماجِــداً ذا حفيظَـةٍ
يُـدير رَحـى العَليـا على قُطُبِ الحِجى
وســـيّدَ ســاداتٍ إذا مــا رأيتَــه
عَرَفْـــتَ يمَــانيّ النّجــار متوَّجــا
تـــألّقَ فـــي أوضـــاحِهِ وحُجُــولِهِ
فلـم تَـرَ عينـي منظـراً كـان أبهَجا
لقــد نَبّــهَ الآدابَ بعــدَ خُمُولِهــا
وجَــدّدَ منهـا عـافِي الرّسـمِ مَنهَجـا
لــه شــِيمَةٌ كــالأرْيِ صـَفْوٌ سـِجالُها
ومــا السـَّمُّ إلاّ أن يُقـانَى ويُمزَجـا
ألا لا يَرُعْـــه بــأسُ يــومِ كريهــةٍ
فلـن يَـذعَرَ اللّيـثُ الهِزَبْـرُ مُهَجهِجا
نَحـى المغـربَ الأقصـى بسـَطْوةِ بأسـِهِ
فغــادَرَه رَهْــواً وقـد كـان مُرتَجـا
مُطِلاٍّ علــى الأعــداءِ يُنهِــجُ بينهـا
بســُمْرِ العـوالي والقواضـِبِ مَنهَجـا
ليــالي حُــروبٍ شـِدْتَ فيهـا لجعْفَـرٍ
مَــآثِرَ لـم يُخْلِفْنَـه فيـك مـا رجـا
وكــمْ بِــتَّ يقظـانَ الجفـونِ مُسـهَّداً
تُريـهِ شـُموسَ الـرأيِ فـي غَسَقِ الدُّجى
فلاحَــظَ عَضــْباً عــن يمينـكَ مُرْهَفـاً
وطِرْفــاً جَـواداً عـن يسـارك مُسـْرَجا
وكـم لـكَ مـن يـوْمٍ بهـا جِـدِّ مُعلَـمٍ
يُصــَلّي الأعــادي جَمــرَه المُتَوَهِّجـا
تَقــومُ بـه بيـنَ السـّماطَينِ خاطِبـاً
إذا يـومَ فَخْـرٍ ذو البيـانِ تَلجْلَجـا
أيــا زكريّــاءَ الأغَــرّ أهِــبْ بَهـا
وقــائعَ ألهَجْــنَ القريــضَ فألهِجـا
لِتَهْنِئْكَ أمثــالُ القــوافي سـوائراً
وكُنْـــتَ حرِيّــاً أن تُســَرّ وتُبْهَجــا
فَــدُمْ للشــّبابِ المُرجَحِــنّ وعَصــْرِهِ
تُؤمَّـــلُ فينــا للخُطــوب وتُرتَجَــى
محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي، أبو القاسم يتصل نسبه بالمهلب بن أبي صفرة.أشعر المغاربة على الإطلاق وهو عندهم كالمتنبي عند أهل المشرق، وكانا متعاصرين.ولد بإشبيلية وحظي عند صاحبها، واتهمه أهلها بمذهب الفلاسفة وفي شعره نزعة إسماعيلية بارزة، فأساؤا القول في ملكهم بسببه، فأشار عليه بالغيبة، فرحل إلى أفريقيا والجزائر.ثم اتصل بالمعز العبيدي (معدّ) ابن إسماعيل وأقام عنده في المنصورية بقرب القيروان، ولما رحل المعز إلى مصر عاد ابن هانئ إلى إشبيلية فقتل غيله لما وصل إلى (برقة).